دشنت الأممالمتحدة أول مكتب ميداني أمس الأربعاء في جنوب السودان تمهيدا للاستفتاء على استقلاله عن شمال البلاد المزمع إجراؤه في التاسع من يناير/كانون الثاني. وأكد مسؤول أممي أن الاستفتاء "حقيقة مؤكدة". ونقلت وكالة أسوشيتد برس أن الأممالمتحدة بصدد فتح مكاتب في جميع مقاطعات الجنوب البالغ عددها 79، ويتعذر الوصول إلى بعضها إلا عبر المروحيات بسبب العنف أو الأمطار الغزيرة. وهناك العشرات من المكاتب قيد الإنشاء حيث تعد الأسلاك الشائكة والأنوار والخيام البيضاء والصهاريج من معالم هذه القواعد الانتخابية التي تقام بوتيرة متسارعة مع اقتراب التصويت. غير أن ثمة مخاوف من إرجاء الاستفتاء ولا سيما أن الاستعدادات الخاصة بتسجيل الناخبين لم تبدأ بعد بسبب الأزمة السياسية القائمة بين المسؤولين في الجنوب والشمال. وقال المسؤول الأممي في جنوب السودان ديفد غريسلي في حفل افتتاح المكتب الأول في مقاطعة موندري "إن الاستفتاء حقيقي". وأضاف "من الواضح أن ثمة العديد من القرارات التي ما زالت عالقة"، ولكنه أشار إلى ضرورة المضي قدما في الاستعدادات. دور الأممالمتحدة المسؤولون في جنوب السودان وشماله لم يتوصلوا حتى الآن إلى اتفاق بشأن الحدود وتقسيم الموارد الأساسية مثل الثروة النفطية ويتمثل دور الأممالمتحدة في الاستفتاء في دعم المسؤولين على مستوى المقاطعات، وهو ما رآه غريسلي مؤشرا على الانخراط الكبير الذي تقوم به الأممالمتحدة بناءً على طلب القادة السودانيين. وقد حث مسؤولون محليون وسلطات حكومية من جوبا عاصمة الجنوب المواطنين خلال تدشين أول مكتب أممي، على دعم عمل الأممالمتحدة لإجراء الاستفتاء بشكل سلمي وفي الوقت المحدد. يذكر أن المسؤولين في جنوب السودان وشماله لم يتوصلوا حتى الآن إلى اتفاق بشأن الحدود وتقسيم الموارد الأساسية مثل الثروة النفطية التي توجد في معظمها في الجنوب. وكانت الأممالمتحدة قد ساعدت في نقل صناديق الانتخابات العامة -التي جرت في أبريل/نيسان الماضي- إلى المناطق الجنوبية عبر المروحيات.