كتب د• الشوش في عاموده المقروء بالرأى العام عامودا عنوانه (ما هو اخطر من الانفصال) ويخلص فيه إلى ان الحركة الشعبية تخطط عن طريق قطاع الشمال لاعادة هيكلة السودان• والدكتور اصبح متحاملا على الجنوبيين عامة وخص الحركة الشعبية خاصة بجل تحامله- فهو يبدأ بالسخرية من نظرة د• منصور خالد لقرنق باعتباره اكثر من زعيم سياسي ويصنفه كمفكر سياسي صاحب نظرية فلسفية باضافة على غرار (زرادشت يتحدث) وبهذه الاضافة والموت الفاجع المفاجئ للشهيد قرق انتهى د• الشوش منه كمفكر سياسي وبدأ البحث والمتابعة لما يصدر من قادة الحركة الجدد وادعى بان لا احد منهم افلح في ابراز صورة واضحة عن الحركة الشعبية وفلسفتها ورؤيتها• ولا ادري لم اتعب الدكتور نفسه بالبحث والمتابعة لقادة الحركة فردا فردا ليعثر على صورة واضحة لرؤيتها فان الحركة قد قالت رؤيتها شفاهة ودونتها في جميع اصداراتها واودعتها مضابط المفاوضات ورؤيتها بسيطة وسهلة وهي: 1- دولة مواطنة مدنية ديمقراطية متعددة الاعراق والاديان والثقافات 2- تقوم على العدالة والحرية والمساواة 3- يتساوى فيها المواطنون في كافة الحقوق والواجبات على اساس المواطنة• 4- اعتماد السودانوية بمكوناتها الثقافية والحضارية التاريخية الجغرافية كهوية جامعة لاهل السودان 5- التقسيم العادل للثروة 6- التبادل السلمي الديمقراطي للسلطة وهي مطالب بسيطة عادلة لا يصعب فهمها وتحتفظ لنا بسودان موحد- وانت تتهم الحركة بانها تبنت الورقة الاميريكية وهذا خطأ ضمن تبني الورقة الاميركية هي الانقاذ لانها رفضت الوحدة بنفس الاسلوب الذي رفضت به الوحدة• د• نافع للمرة الثانية عندما قال (وحده قرنق خير منها الانفصال) وبالطبع هو يعني رفضه لدولة المواطنة المدينة وكذلك للهوية السودانوية الجامعة• اما دولة المواطنة المدنية فقد تبنتها خمس واربعون دولة اسلامية في حين تبنت الدولة الدينية ثلاث دول: السعودية وايران والسودان• ومما هو جدير بالذكر ان الدولة التي تتبنى الدولة المدنية بينها دول يحكمها اسباط الرسول صلى الله عليه وسلم• اما الهوية العربية فامرها عجب فنحن الناطقون بغيرها نحتل سبعين في المائة من السودان وبالتالي فنحن لسنا بعرب، اما اذا قلت ان العروبة هي لسان فالواقع في العالم يقول بغير ذلك: فامريكا وكندا واستراليا ونيوزلندا جميع سكانها الاوائل كانوا من الانجليز الاصليين غير المخلوطين (كامثال مدعي العروبة في السودان حيث السواد الحالك كالليل والانوف الفطساء والشعر المجعد) ويدينون بالمسيحية ورغم هذا انتسب كل لبلده فاصبحوا امريكان واستراليون•• الخ ونجحوا باكثر مما نجحت بلادهم الام فلماذا نرفض نحن الهوية الجامعة• وهناك ربط جائر بين العروبة والاسلام خصوصا في السودان- فهناك اكثر من مليار مسلم في العالم لا يدعون العروبة رغم حسن اسلامهم وتعنتهم لذرى الخلافة كالاتراك• ثم نجدك تتهم كل من يسعى لدولة سودان المواطنة المدنية بانهم عملاء خصوصا اذا انفصل الجنوب، في حين اننا صوتنا ضد الوحدة مع مصر ورغم هذا نجد حزب وحدة وادي النيل يعمل قانونيا ولا نتهمه بالعمالة في حين يقول رئيسه بمصرية حلايب- فلماذا الكيل بمكيالين يا سيادة الدكتور• وانت تنتقد الحركة ولا تنتقد الانقاذ، الا ترى ان الحركة كانت اصدق مع شعب الجنوب اذ منحته حق الاستفتاء ليقرر فيما حرمتنا الانقاذ من هذا الحق، فان كنت متأكد يا دكتور الشوش من ان ابناء الشمال فهمهم للوحدة مخالف لوحدة قرنق كما سماها د• نافع فادعو معي نظام الانقاذ ليمنحنا حق الاستفتاء بين وحدة قرنق وانفصال نافع• ولك يا دكتور الشوش كثير مودتي واحترامي ابن الدفعة صلاح إبراهيم أحمد نقلاً عن صحيفة (إيلاف) السودانية 29 سبتمبر 2010