رد على مقال الدكتور حسن نافعة فى المصرى اليوم على مقاله السودان فى مهب الريح والأهم هو ما جاء فى سؤال الدكتور حسن نافعة أين النظام المصرى مما يجرى فى السودان أو وراء حدوده الجنوبية كما ذكر؟؟ ورغم اتفاقى شبه التام معه فى ما جاء فى صدر مقاله مع التحفظ على بعض النقاط فيما يتعلق بموقف الحركة الشعبية والتى أرى أنها تتعرض فى كثير من الأحيان للهجوم أو النقد من قبل المثقفين المصريين والذين للأسف دوما ما يعتمدون فى معلوماتهم حول ما يجرى فى السودان على وجهة نظر الشريك الأخر (المؤتمر الوطنى) والذى تقع على عاتقه مسئولية ما يجرى فى السودان الآن وما ذكره الدكتور نافعة من احتمالات لما هو أسوأ فى المستقبل. دوما ما نضع الحركة الشعبية فى موقف العمالة للقوى الخارجية واذا صح هذا الأمر ألا يجب أن نتساءل عن السبب الذى جعل الحركة الشعبية تلجأ لهذه القوى ؟؟ وبما أن المؤتمر الوطنى شأنه كشأن جميع الأنظمة الدكتاتورية والمتسلطة فى عالمنا الأفريقى والعربى ،وحين وقع على هذه الأتفاقية كان عمره فى السلطة خمسة عشر عاما ويزيد ، وهذا فرق شاسع بينه وبين شريكته الحركة الشعبية والتى لم تتجاوز فى سلطتها السنوات الست،وجاءت الأتفاقية برضا الطرفين فى المقام الأول وبقية الأطراف الأخرى دوليا وأقليميا والقوى السياسية الأخرى فى السودان وأرتضاها الجميع كدستور مؤقت يسير البلاد الى أن تحين لحظة الأستفتاء أى كانت نتيجته..لكن وللأسف الشديد أن المؤتمر الوطنى قضى الفترة الأنتقالية ما قبل الأستفتاء فى التسويف والمماطلة فى أنفاذ بنود الأتفاق والتى أذا كان جاد ا فى تنفيذها لأختار شعب جنوب السودان الوحدة بطوع أرادتهم دون أى تأثير من أى قوة كانت سواء أجنبية أو أقليمية كما يروج المؤتمر الوطنى عبر ألة أعلامه القوية فى التاثير كما يحدث دائما وابدا من قبل مثل هذه الأنظمة الدكتاتورية والتى دوما ما تلجأ للأغتيال المعنوى لمن يختلفون معها أو يقارعونها بالحجة والمنطق وتشويه صورتهم أمام الراى العام. وبعد أن صحا المؤتمر الوطنى من غفوة جبروته وتسلطه على حتمية أمر الأنفصال أنبرى لتقديم التنازلات حينا والهرولة لدول الجوار حينا أخرا ذارفا دموع التماسيح على حتمية أنفصال جنوب السودان والتى أجبر أبناء الجنوب على أختيارها لما لاقوه من شريكهم من خداع وتماطل فى تنفيذ الأتفاق الذى أنهى أطول حرب أهلية فى القارة ، وأنبرى لمحاولة شق صفوف الحركة وتشويه صورتها فى غياب زعيمها الراحل (جون قرنق) والذى لو كان قدر له العيش لما ال السودان الى هذا الموقف العصيب والذى لو أستخدم المؤتمر الوطنى خمس المجهود الذى بذله فى محاولة شق صفوف الحركة فى تنفيذ بنود نيفاشا لما وجد نفسه فى هذا الموقف الحرج والهلع الذى أصابه من حتمية واقع الانفصال. أما عن الدور المصرى الذى تساءلت عنه فالمؤسف حقا أنه أصاب حتى معظم السودانيين بالدهشة خصوصا الذين لهم رأى مخالف للمؤتمر الوطنى عن سياسته الكيل بمكيالين فى العلاقة بين الشريكين وأنحيازه للمؤتمر الوطنى الواضح والذى يترك علامة أستفهام لدينا أكبر مما التى تركها ، لماذا يحارب الأخوان المسلمين فى مصر ويدعمهم فى السودان؟؟ حتى أن الكثيرين من الباحثين المصريين والمثقفين أنبرت أبحاثهم وكتابتهم دعما للمؤتمر الوطنى وقيادته وترويجا لاوهامه بحكاية القوى الأجنبية تلك التى تتربص بالسودان ، والمؤتمر الوطنى نفسه أنصاع لتلك القوة فى كثير من المواقف وأبتلع شعاراته الكاذبة التى روجها ابان توليه للسلطة،فعاد وقدم لها الكثير من التنازلات فى سبيل أن يجلس على السلطة مدى الدهر وهناك الكثير من الشواهد التى لاتخفى على أحد . نعم هناك قوى اجنبية لها مصالح فى تفتيت السودان وغيره كثير من الدول وهذه القوى اذا لم تجد التربة الصالحة والمناخ المناسب لتدخلها لما تدخلت وحتى اذا صح ما يروج له المؤتمر الوطنى وابواقه فالسبب الرئيسى فى هذا الامر هو المؤتمر الوطنى ورعونة سياسته ودكتاتوريته التى مارسها على الشعب السودانى وشريكته الحركة الشعبية والتى من حقها أن تبحث مصالحها مع من يدعمها كما يفعل المؤتمر الوطنى الآ ن من خلال لجوئه الى مسانديه من دول الجوار وعلى رأسهم مصر،فهل حرام على الحركة الشعبية أن تبحث عن داعمين لها وحلال على المؤتمر الوطنى ؟ ؟ الدور المصرى فى ما يتعلق بقضايا السودان دور كبير ومهم ومؤثر ولاينكره الا مكابر ،ومصر مدت يد العون لحكومة الجنوب وشرعت فى تقديم الكثير من المشاريع ولا زالت ، ألا أنها لها مصالح مع المؤتمر الوطنى وملفات تستخدم كاوراق ضغط بين الجانبين وعلى راسها (حلايب) وهى بقدر الأمكان تحاول العمل على عدم تفتت السودان لكن ليس بالشكل الذى نطلع اليه وهناك كثير من المواقف التى نرى فيها أحيانا تراجع للموقف المصرى ومحابته للمؤتمر الوطنى وليس زيارة زعيم حركة العدل والمساواة الاخيرة لمصر وما صاحبها من مواقف ببعيدة عن الأذهان ، وهاهو نفس الموقف يتكرر مع تبدل المواقع جاءت زيارة وزير الدفاع السودانى لمصرطلبا للنجد ة وأدراك الوحدة فى الزمن الضائع بعد العناد الطويل الذى مارسه المؤتمر الوطنى . نتمنى ان يكون الموقف المصرى فى هذه الفترة تحديدا عادلا ومحايدا من خلال زيارة وزير الخارجية ابو الغيط والوزير عمر سليمان المرتقبة لكل من الخرطوم وجوبا ومواجهة المؤتمر الوطنى بأخطائه عسى ولعل أن نزيح هذا الكابوس عنا. عبد الغفار المهدى