تم مؤخرا تعيين عدد من الملحقين الإعلاميين في السفارات السودانية في بلدان مختلفة إضافة لملحقين إعلاميين سابقين ، وقد اجتمع السيد الأمين العام لجهاز المغتربين بآخر مجموعة من هؤلاء الملحقين قبل توجههم إلى مقار عملهم. ولا شك أن دور الملحق الإعلامي هام ولكن تجيء أهمية الملحق العمالي في البلدان المستضيفة للعمالة السودانية في الخارج قبل أهمية الملحق الإعلامي، وهناك حاجة لوجود ملحقين عماليين في سفاراتنا في الدول التي توجد فيها أعداد كبيرة من العمالة السودانية وهي الدول الخليجية بصفة خاصة حيث الحاجة للملحق العمالي أكثر من الحاجة للملحق الإعلامي، وحيث نجد أن دولا مثل الهند وباكستان وسريلانكا وبنغلاديش ومصر وإندونيسيا والفلبين وغيرها تحرص على وجود ملحقين عماليين في سفاراتها، وهي دول تماثل السودان في حجم مغتربيها العاملين في البلدان الخليجية. الملحقون هم ليسوا دبلوماسيين أصلاً ولكن تمنح لهم صفة الدبلوماسية لحمايتهم وتسهيل مهمتهم وهم من يطلق عليهم الملحقون الفنيون مثل الملحق العسكري، الملحق الثقافي، الملحق العمالي، الملحق التجاري،الملحق الزراعي ، الملحق الإعلامي ... الخ. الملحق العمالي يتابع شئون ومشاكل مواطنيه المتعلقة بعقود وظروف العمل المختلفة مع سلطات الدولة المضيفة ويوصي من واقع معايشته بالنظم والضوابط والإجراءات التي تتبعها سلطات بلاده من أجل تنظيم شئون العمالة المهاجرة وحفظ حقوقها خصوصا فيما يتعلق بعقود العمل، ويكون متفرغا لهذا العمل ومختصا به من بين كل طاقم السفارة مما يضمن تفرغ باقي الطاقم لأعمالهم الأخرى ويضمن في نفس الوقت معالجة شئون المغتربين بشكل منهجي متخصص عوضا عن المعالجات التي تعتمد على المبادرات الفردية والرؤى الذاتية، مرجعيته في ذلك وزارة العمل في بلاده. وأعتقد أن دور جهاز المغتربين هو العمل مع وزراة العمل والجهات المختصة على قيام مثل هذه الملحقيات العمالية في البلدان الخليجية على وجه الخصوص وهي أكثر أهمية وضرورة من الملحقيات الإعلامية أو الملحقيات الثقافية. و رغم أن فكرة الملحقين العماليين قديمة ولا يعتبر طرحها هنا اكتشافا جديدا ، فليس في الأفق ما يشير إلى أن الموضوع قد دخل حيز التنفيذ أو يلقى ما يستحقه من اهتمام. قيام الملحقيات العمالية مظهر حضاري يدل على اهتمام دولتنا بأمور مواطنيها مثلما تفعل البلدان الاخرى،ويحول دون وقوع الكثير من المشاكل ويعالج المشاكل إن وقعت وهي في مراحلها الأولى، حتى لو جاء هؤلاء الملحقين العماليين من بين صفوف "المتمكنين" كما هو متبع، فذلك أمر اعتاد الناس عليه ولم يعد يثير حساسية لديهم،عملا بحكمة قديمة تقول ""ليس مهما أن يكون لون القط أبيض أم أسود، المهم اصطياد الفئران". (عبدالله علقم) [email protected]