د. صبرى محمد خليل- استاذ الفلسفه بجامعه الخرطوم وهناك ثلاثه مذاهب فى تفسير طبيعه اللغة النوبية (هل هي لهجة أم لغة). المذهب الاول: يرى انها لهجه وليست لغه، وهو مذهب خاطىء لان للهجه معنيين: المعنى الاول انها نمط خاص لاستعمال ذات اللغه المعينه (كاللهحه السودانيه،المصريه،السوريه... فى استعمال ذات اللغه العربيه)،وهذا المعنى لا ينطبق على اللغه النوبيه لانها ليست نمط خاص لاستعمال لغه اخرى مشتركه. المعنى الثانى للهجه انها لغه قبليه خاصه ، وهذا المعنى غير صحيح لان المجتمع النوبى تجاوز الاطوار القبليه منذ الاف السنبن . المذهب الثانى: يرى انها لغه وليست لهجه ،لكن هذا المذهب لا يميز بين اللغه القوميه المشتركه واللغه الشعوبيه الخاصه. المذهب الثالث: الذى نرجحه انها لغة شعوبية قديمة خاصه تتفرع إلى العديد من اللهجات القبلية، ولكنها ليست لغة قوميه مشتركه. يدل على صحه هذا المذهب ما قرره الباحثين عن اللغه النوبيه ، حيث يرى كثير منهم ان اللغة النوبية هى إحدى اللغات الحامية - الساميه القديمه، وان تاريخ ظهورها في وادي النيل يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد . و قد تم العثور على وثائق مكتوبة باللغة النوبية القديمة يرجع تاريخها للفترة ما بين القرنين الثامن والرابع عشر الميلادي ، ومعظمها عبارة عن ترجمات لنصوص مسيحية نقلا عن اليونانية . ولم تكن اللغة النوبية هي أول اللغات التي استخدمت في المنطقة ، إذ كانت اللغة الفرعونية هي اللغة الرسمية ما قبل عهد مروي . و مع انقطاع الصلة بمصر تلاشت معرفة الناس باللغة المصرية وحلت محلها تدريجيا اللغة المروية . وقد كانت اللغة المروية تكتب بطريقتين : طريقة الصور ( الهيروغليفية ) ، والحروف ( الديموطيقية ) و كان عدد حروفها ثلاث وعشرين حرفا منها أربعة معتلة و وتسعة عشر ساكنة . ويرجع بعض الباحثين تاريخ ظهوراللغه النوبيه إلى الفترة ما بين القرنين الثاني قبل الميلاد و الثاني الميلادي عندما ضعفت مملكة مروي. ويعتقد بعضهم بأنها جلبت للمنطقة بواسطة القبائل التي وفدت إليها من شمال غرب افر يفيا عندما استوطنت بالمنطقة إبان سقوط مملكة مروي . وقد صارت اللغة النوبية في تلك الفترة اللغة الشعبية في مروي بينما كانت اللغة المروية اللغة الرسمية للبلاد ، ولكن بعد سقوط مروي حلت اللغة النوبية محل المروية وأصبحت اللغة الرسمية كانت اللغة النوبية في بدايتها لغة تحدث فقط ، ولكن مع دخول المسيحية في القرن السادس الميلادي وبروز الحاجة لترجمة نصوص الإنجيل قام النوبيون باستخدام الحروف القبطية ( ذات الأصل اليوناني ) لتدوين اللغة النوبية بعد أن أضافوا إليها ثلاثة أحرف لتوافق النطق النوبي ، فصار عدد أحرفها أربعة وثلاثون حرفا ، فصارت لغة تحدث وكتابة .وقد عايشت اللغة النوبية عدة لغات محلية وعالمية مختلفة منذ ظهورها ، كلغات البجا في شرق السودان واللغة الهيروغليفية ( المصرية القديمة ) والرومانية والإغريقية وحتى العربية ، فتأثرت بها وأثرت فيها. و تنطق اللغة النوبية اليوم بعدة لهجات أهمها :الكنزية الحلفاوية السكوتية المحسية الدنقلاوية وهناك من يقسمها إلى لهجتين فقط هما الكنزية وهي لهجة الكنوز والدناقلة ، والفديجا وهي لهجة الحلفاويين والسكوت والمحس . Sabri Khalil [[email protected]]