[email protected] والرئيس التونسي المخلوع يطل من علي التلفاز في آخر خطاب له الي الشعب ليقول كلمته الخالدة بعد فوات الآوان والجماهير علي وشك خلعه (الآن أفهمكم ) وفهم الرئيس المخلوع لمطالب شعبه يعقبها الطرد الصريح له فقانون الجماهير المطحونه لايعترف أصلا بسذاجة المغفلين ولا بغفلة الطيبين أمثاله فعيون الشعب قد ترقبه ولكنها لاتغفل عن سلوك معاونيه وفسادهم في الحكم والأدارة . وذات الأمر أنطبق علي مصر فغالبية الشعب تخرج مطالبة بالتغيير وبرحيل النظام وأزاحته وبعض الناس يسألون عن البديل ولكن الشعب المقهور من ذلك النظام لايهمه البديل بقدر مايهمه إزاحة النظام ولو أدي التغيير الي خراب مصر وإنهيار إقتصادها وإضمحلال دورها في الشرق الأوسط والعالم العربي.فالغاية تبقي في طرد الرئيس وإزالة نظامه فذاك بحد نظره يبقي بديلا وأنتصارا.. ومن عجائب الأشياء أن الرؤساء يقرون بمطالب الشعب ويعترفون بها ولكن بعد فوات الآوان فيتعهدون بأزالة الفساد ومحاكمة المفسدين وأنزال المطالب والأصلاحات ولكن مدة الحكام في السلطة كانت كفيلة بأنزالها وقد لايسمح المتبقي من عمرهم في تحقيقها فالفساد قد أستشري وضرب بجزوره عميقا في أراضي الشعب حتي كاد أن يفقدها خصوبتها وزرعها ومن الصعب أقتلاعه بوعود آجلة من لدن الحكام ولكن خروج الجماهير يقضي علي الفساد ويوقف الأمداد عن ذلك الزرع الشيطاني ويحيله الي الجفاف والموات بالقضاء علي النظام ورأس النظام . لقت رزحت الشعوب زمنا تحت وطأة حكامها الذين لم يراعوا يوما مصالحها ولا متطلباتها ولا مقومات حياتها فكرس الحكام جل وقتهم للبقاء علي الكرسي أطول الأزمان عبر تحديث حمايتهم والمدافعة عن سياستهم وسلطتهم والشعب يئن من الحال وكان لابد لذلك الواقع من أن يباعد في الهوة بين الحاكم والجماهير وأن يكون هنالك منتفعين يسبحون بحمد النظام ويعكسون الصورة الحسنه للحاكم بحمد الشعب له والمنتفعين بذلك النظام يزكمون الأنوف بروائح فسادهم وينشرون الظلم علي الشعب بالتجويع وغلاء الأسعار ، يسطون علي طبقاته، ويميزون بين صفوفه، ويفرغون في صدره حقدا وغبنا يدومان مع الأيام والشعوب صابرة ترزح تحت وطأة الوضع أنينا وهلعا . لقد وعت الشعوب بعد أن أدركت أن بيدها مصباح التغيير لقد سكتت عن الظلم وأنتشار الفساد زمنا حتي أرتاب فيها الحكام والمراقبون وظنوا أن بها ضغفا وجبنا فنسجوا حولها الأفتراءات والأمثال فتجويع الشعوب كناية عن التبعية المطلقة للحاكم جورا كان أم عدلا والشعب ينظر مليا ويطرق إمعانا لذلك الواقع ولكن غضبة الحليم كان لابد لها من أن تقع وأنتفاضة الشعوب لابد أن تقوم لتبرهن لمن حولها أن حبال الصبر ممدودة وعندما ينفد الصبر فلابد لتلك الحبال من أن تنقطع ولابد للصورة من أن تعتدل ولابد للواقع المعاش من تغيير وعي شعب تونس بعد أن يئس من إصلاحات الرئيس ووعوده الآجلة فأنتفض يريد الحياة فأنكسر قيد الحاكم وأنجلي ليل ظلمه وظلامه فكانوا مع موعد مع القدر وتغيير مجري التاريخ ليس في بلادهم وأنما علي الشعوب العربية القابعة تحت ظلم الحكام والشعب المصري يلتقط القفاز فيخرج ثائرا يبتغي التغيير وأزاحة النظام والشعب المصري حتما لن يكون الأخير وأنما هو أمتداد لسلسلة التغيير التي أبتدأت بتونس والشعوب تنتظر دورها في الحرية والتعبير عن مواقفها برفض الأنظمة الحاكمة .ووزيرة الخارجية الأمريكية من كرسيها الدبلوماسي المراقب للأحداث تحذر من العواصف الهوجاء التي باتت تجتاح الشرق الأوسط وتنادي بالأصلاح والتغيير