تلقيت على بريدي الالكتروني الرسالة التالية : "قرأت موضوعك عن دريم لاند سودان في الانترنت. أنا مغترب واشتريت شقة هناك بالتقسيط. اتصلت الشركة بهاتفي وقالوا المشروع ملغي والآن يتلاعبون في رد المال بطرق عجيبة. وأنا أريد أن آخذهم للقانون. ماذا حدث للمشروع وماذا يجري أفيدونا جزاكم الله خيرا." في الحقيقة كتبت عن هذا الموضوع قبل أكثر من سنتين في إحدى الصحف اليومية الصادرة في الخرطوم وعلى بعض مواقع الانترنت وعلى حد علمي خصصت منطقة في أقصى شمال ولاية الجزيرة متاخمة لولاية الخرطوم لمشروع سكني فاخر كان يعرف يومها باسم دريم لاند وقيل أنه سيكون على غرار دريم لاند المصرية التي يملكها الثري المصري المعروف احمد بهجت. وقيل عند تدشين الشركة أنها ستقوم على مساحة 1850 فدان وستضم بين جنباتها الفنادق والفلل السكنية والمدارس والأسواق والملاعب الرياضية والحدائق الغناء وفوق ذلك كله ستوفر مائة وخمسين ألف فرصة عمل ، وقال مالك الشركة الذي يتهم بأنه واجهة للاستثمارات الاسرائيلية في مصر وفي خارج مصر (أنا بحب السودان وأهل السودان وعشان كدا جيناكم) ولكن لأن الرجل كان يعاني من متاعب مع مجلس الشعب والمدعي الاشتراكي في مصر فلم تدم حالة حبه طويلا مع السودان وأهل السودان وآثر أن "يخلع" وباع المشروع لمستثمرين خليجيين باضعاف ما دفعه من ثمن بخس للأرض التي خصصتها حكومة ولاية الجزيرة لمشروعه السندسي ، وهي صفقات تثير الريبة وتطرح أكثر من سؤال. ويجمع بين مشروع دريم لاند ومشروع سندس بيع الوهم في الحالين للزبون، ويجمع بينهما أيضا الخيال الجانح وعدد الضحايا الذين يشكل المغتربون شريحة كبيرة منهم ، غير أن مشروع سندس صناعة سودانية خالصة وعرابه أو مديره (السابق) باق في السودان لأنه،مهما كانت وما زالت مآخذنا عليه، جزء من هذه الأرض. من طرائف دريم لاند أنهم على سبيل الترويج للمشروع أعلنوا أن فيللا من فلل المشروع السكنية قد قدمت هدية مجانية للمصور الشهير سامي الحاج، ولا أدري إن كان السيد سامي الحاج قد استلم هذه الفيللا أم لا وإن كنت أستبعد ذلك. وأعود لرسالة القاريء الكريم فأعلن تعاطفي الشديد مع حالته مثلما تعاطفت من قبل ، وما زلت أتعاطف، مع ضحايا سندس، لكن معلوماتي عن دريم لاند قديمة. وأقترح عليه أن يبدأ بالبحث عن الابرة في كوم التبن، بدءا بمكاتب دريم لاند في شارع الستين مقابل مسجد سيدة سنهوري ومرورا بالسيد الفاضل دياب المستشار القانوني لدريم لاند والسيد الخواض نائب رئيس مجلس الإدارة ولا أدري إن كانت مكاتب دريم لاند ما تزال في نفس عنوانها أو إن كان السيد الفاضل دياب ما يزال مستشارا قانونيا للشركة أو أن السيد الخواض ما يزال نائبا لرئيس مجلس الإدارة، ومرورا بالسيد عبدالرحمن سرالختم والي ولاية الجزيرة السابق، سفير السودان الحالي في مصر، والسيد الزبير بشير طه والي ولاية الجزيرة الحالي وانتهاء بأي جهة عدلية مختصة في الخرطوم وفي ودمدني، وأتمنى له خلال رحلته الطويلة هذه أن ينعم الله عليه بالصحة والعافية وطول العمر والعوض النافع. (عبدالله علقم) [email protected]