صادرت الشرطة في جنوب السودان 2500 نسخة من صحيفة "جوبا بوست" قبل إمكانية توزيعها في الجنوب مما يؤجج المخاوف من قمع إعلامي قبل حصول الإقليم على استقلاله الرسمي المقرر في شهر يوليو/تموز المقبل، وفق رئيس تحريرها، مايكل كوما، السبت. وكان جنوب السودان صوت في استفتاء جرى في شهر يناير/كانون الثاني الماضي على الانفصال عن شمال السودان، ولم يصدر بعد قانون جديد ينظم المشهد الإعلامي. ويقول القائمون على المطبوعات الإعلامية في جنوب السودان الذي خاض عقودا من الحرب الأهلية إنهم لا يعرفون المسموح وغير المسموح به. وقال رئيس تحرير الصحيفة والتي تطبع مرتين في الأسبوع في الشمال ثم توزع في الجنوب إن قوات الأمن صادرت صحيفته في المطار. وأضاف قائلا "صادروا نسخا من الصحيفة بسبب احتوائها على مقال عن جورج أثور الذي انشق عن جيش جنوب السودان على خلفية الانتخابات التي جرت في الجنوب عام 2010. واصطدمت القوات التابعة لأثور مع جيش تحرير السودان بما في ذلك الهجوم على قاعدة تابعة له وأدى إلى مقتل 200 شخص. وذكر المقال أن القوات الموالية لأثور ستشن هجوما مكثفا على جوبا قبيل رفع سلطات جنوب السودان علم الانفصال وإعلان استقلاله عن الشمال. وتابع كوما أن مصادرة أعداد الصحيفة يمثل هجوما آخر على حرية التعبير في الجنوب، مضيفا أن وزارة الإعلام في الجنوب طلبت منه الحضور إلى مقرها لتفسير المقال الصادر فيها. وقال وزير الإعلام في حكومة الجنوب إن رئيس تحرير الصحيفة اتصل به بشأن هذا الموضوع، مضيفا أنه رغم عدم تأكيده لخبر المصادرة، فإنه لا يدعم إيقاف توزيع الصحيفة بسبب محتواها. وأضاف قائلا "المقالات المعادية يجب السماح بنشرها...إنها حرية التعبير التي نؤيدها". وأدانت لجنة حماية الصحفيين الدولية هذه الخطوة علما بأن حكومة جنوب السودان لها سمعة طيبة نسبيا في حماية حرية التعبير. ودعا صحفيون ومسؤولون حكوميون إلى إقرار قانون جديد للإعلام في جنوب السودان لتوضيح المسموح وغير المسموح به في المشهد الإعلامي.
