هناك الكثير من القضايا غير "الكورة" التي تجد الأولوية في الطرح في هذا العمود لا سيما وأني لا أفهم كثيرا في شئون الكورة ، فذلك مجال له أهله وكتابه، لكن ما أتابعه من مسلك مستفز يأتي به حارس مرمى فريق المريخ عصام الحضري المصري الجنسية يستنفذ كل صبر . كثرة "طلاته" على الصحف وتصريحاته في كل دقيقة لكل صحيفة ورقية أو إلكترونية والاهتمام الذي تلقاه هذه التصريحات الساقطة ، وقبل ذلك الترحيب المبالغ فيه الذي وجده هذا الحضري في الخرطوم ولم يجده في بلده طوال سنوات عمره الأربعين إلا قليلا، ونكرانه للجميل ، كلها أمور مستفزة . الحضري جاء لاعبا محترفا في فريق المريخ الذي اشترى خدماته وفق أنظمة وقواعد دولية معروفة تحكم العلاقة بين نادي المريخ واللاعب. الحضري أيضا يحمل سجلا حافلا بالمشاكل وعدم الانضباط فضلا عن أنه تبضع فى عدد من الأندية قبل أن يجد ضالته في المريخ حيث لقي من الترحيب والاحترام ما لم يخطر بباله ولا بال أهله في مصر مع أنه ليس في قامة الحراس العظام الذين حرسوا مرمى المريخ مثل عبدالعزيز عبدالله والطيب سند والأسطورة حامد بريمة ، و ليس في قامة سبت دودو ولا ابراهيم بدوي ولا غيرهم ، لكنها "أرزاق". أثناء مشاركة المريخ في بطولة سيكافا في تانزانيا صرح الحضري أكثر من مرة أن هذه هي آخر مشاركة له مع المريخ وأنه سيسافر للقاهرة للاستجمام ثم بعد ذلك سيدرس العروض المقدمة إليه من أندية انجليزية ومصرية، واستكمالا للمسلك السيء ، أكد مسئول في ناد مصري أنهم قد اتفقوا مع الحضري للانتقال لناديهم،وأكد الواقعة مدرب مصري سابق في السودان،وكلهم يصرحون ويقررون نيابة عن نادي المريخ، و هذه ليست الطريقة المحترمة ولا القنوات الاحترافية التي تعالج بها مسألة انتقال لاعب محترف من ناد إلى إلى ناد آخر ، فضلا عن أن الحضري درج على تجاوز كل القواعد الإدارية والتخاطب مباشرة مع الإعلام ومع رئيس النادي وهو أمر يشيع الفوضى ويقوض القيم الأخلاقية المتوارثة في نادي المريخ ويحبط باقي اللاعبين في الفريق. المسألة في تقديري ليست مجرد عدم انضباط ولا مجرد مسلك قبيح ينسجم مع خلفية الحضري الاجتماعية ، ولكنها ثقافة التعالي وعدم التعامل باحترام مع كل ما هو سوداني "حقارة" وهي ثقافة مترسخة في العقل الباطن لكثير من "الأشقاء" في مصر وحالة الحضري لا تخرج من هذا الإطار. أتمنى أن تتمسك إدارة المريخ إلى النهاية بموقفها الحازم تجاه هذا الحضري وفقا لما تكفله لها القوانين، وأتمنى أن تكون هذه فرصة طيبة ليعاد النظر في مبدأ الاستعانة بهذه "الخبرة" المصرية الكروية ، فالمدربون المصريون الذين دربوا المريخ والهلال من قبل ، لم يدربوا في يوم من الأيام ناديا في قامة الهلال أو المريخ في مصر وأقصى ما وصلوا إليه إلي يومنا هذا في مصر هو العمل كمساعدين للمدرب الأجنبي. البدري الذي يدرب المريخ حاليا لن تتاح له الفرصة عندما يرجع لمصر لتدريب الأهلي في يوم من الأيام (نجوم السماء أقرب له) . لا يوجد في أي بلد في الدنيا مدربا مصريا يدرب ناديا بقامة المريخ أو الهلال لأن مصر أصلا لم تعرف بأنها مصدر للفكر الكروي المتقدم، وسوق الكرة العالمي فيه البضاعة الرديئة الرخيصة وفيه أيضا البضاعة الجيدة المكلفة، وأعتقد أن مدربينا لا يقلون قدرة عن المدرب المصري إن لم يكونوا أفضل منهم في بعض الحالات ، لكن زامر الحي لا يطرب، وما ينفق على استقدام "الخبرة" الكروية المصرية يمكن أن يوظف لتحفيز ورفع قدرات المدرب واللاعب الوطني فذلك أكثر جدوى في الحاضر وفي المستقبل. ليت سقطة الحضري والبدري تكون آخر السقطات،و"العترة بتصلح المشية"، وليتنا نرقى بتطلعاتنا وطموحاتنا لنتجه لاستقطاب المعرفة الكروية الحقيقية مباشرة من مصادرها المعروفة المتوفرة في بلاد الله الواسعة. (عبدالله علقم) [email protected]