مدينة حالمة جميلة ترقد وتسترخي بهدوء على شاطئ خور أبو حبل ، هذا الخور الذي يفيض خريفا ليوشح المدينة بحلة زاهية وسندس اخضر، فتظل خضراء طيلة أيام السنة ، وتداعب (المدينة العروس) بعينيها الخط الناقل للبترول (tapeline) الذي يمرعلي أطرافها الجنوبية في ضاحية (كركراية ) . المدينة غنية بخيراتها وثرواتها المتعددة ، فهي غنية بإنسانها – الذي شكلته قبائل متعددة فكونت نسيجا اجتماعيا فريدا ، لكن حظ المدينة في مجال التنمية عاثر ، رغم الزيادة السكانية الهائلة ، نجد مجال الخدمات والبنية التحتية للمدينة لا يتساوى وتلك الزيادة . ولكن برغم هذا التردي إلا أن مدينة الدلنج تقف شامخة في أزهى حلتها كما العروس فعلا ، لكنها نامت في وقفتها وغضت في ثبات عميق ، بعد أن انطفأ بريقها ونور عينيها وخمدت شعلة الحياة فيها، وانقطع شريانها النابض بالحركة والحياة ، ألا وهو التيار الكهربائي الذي قطع عن المدينة قبل أكثر من شهر ، وتتضارب الأخبار عن الأسباب ، ومنهم من قال إن الأسباب في المولدات التي تعطلت ، وبعد مرور أكثر من إسبوعيين عاد التيار الكهربائي ، ولكن العودة لم تدم تطويلا ، فعاد وانقطع التيار مرة أخرى ، وهذه المرة بحجة أخرى وهي الوقود الذي يشغل هذه المحركات غير متوفر، ونحن في ولاية من الولايات التي تنتج البترول ، بها بعض من أغني حقول البترول، وعلى مرمى حجر منها تمر أنابيب البترول ، أليس هذه مفارقات ، فنحن لا نريد أن يؤخذ البترول من هذا الخط وهذا من المستحيلات ، والشيء المضحك المبكي أننا في ولاية كما ذكرت بأنها غنية بكل ثرواتها ومنها البترول ، وتفتقر للوقود المحرك للمولدات ، و الطريق معبدة وتربطها بالعاصمة والمدن الرئيسة ، فلماذا لا يوجد الوقود الكافي الذي يشغل هذه المولدات التي تنتج الكهرباء؟ وأين إمكانات الولاية ومواردها ، كما أن ضاحية ( كركراية) بها مولدات كهربائية تعمل طول اليوم وطوال أيام السنة ، والسؤال لماذا لا تحظى مدينة الدلنج بمثل هذه المولدات التي توجد في ضاحية كركراية؟؟ ، أو حتى تمتد إليها خطوط كربائية من ضاحية كركراية إلي مدينة الدلنج ، كلها تساؤلات تحتاج إلى إجابات ، كما أن خط الكهرباء الناقل من سد مروي وصل إلى مدينة الأبيض التي تبعد بضع كيلومترات عن مدنية الدلنج ، وسيتم افتتاحه في أكتوبر القادم ، فهل سوف يصل هذا الخط إلي عروس الجبال؟؟ الأمل يحدونا وننظر إلي الجزء الممتليء من الكأس بعين الأمل والتفاؤل في أن يعاد الشريان الكهربائي للمدينة بأسرع وقت ممكن ، وان يصلها الخط الناقل من سد مروي قريبا بعد أن أوقدنا ألف شمعة ولعنا الظلام ألف مرة ، وشريكا نفاشا كل يبكي على ليلاه ، ونحن نبكي ليالينا المظلمة التي اختفى منها حتى القمر. حسن موسى أحمد