[email protected] مقدمة ! قال الدكتور قطبي المهدي ، رئيس القطاع السياسي في حزب المؤتمر الوطني ، ( الاثنين 8 اغسطس 2011 ) : (المؤتمر الوطني على وشك إحداث تعديلات كبيرة في المشهد السياسي ! ) ! ثم نفي بروف ابراهيم غندور ، رئيس قطاع الاعلام في حزب المؤتمر الوطني ، ( الثلاثاء 9 اغسطس 2011 ) ، تصريح الدكتور قطبي ! ثم بلع دكتور قطبي تصريحه ( الاربعاء 10 اغسطس 2011 ) ، وأكد انه رئيس القطاع السياسي ، ولكنه لا يجد نفسه في المؤتمر الوطني ؟ وهدد بالرجوع الي وطنه ... كندا ؟ أذا لم يجد رئيس القطاع السياسي نفسه في المؤتمر الوطني ، فمن يجد نفسه فيه ؟ الدكتور فتحي شيلا أم الدكتور مسار ؟ هل تم تشليع وتشليح وتشليخ المؤتمر الوطني ؟ ( راجع هذه المساخر في المقالة التحفة للبروف ام سلمي المهدي في جريدة الصحافة ( الخميس 11 اغسطس 2011 ) ! بالمناسبة ، أذا كان ( العامل ؟ ) ابراهيم غندور ، رئيس أتحاد العمال ( بروف ؟ ) ، فمن باب أولي أن تكون العالمة القامة أم سلمي بروف ونص وخمسة ... وستة كمان ؟ )! ورغم هذه الكافكاوية واللامعقولية في التعاطي السياسى علي أعلي المستويات ، فأن الدكتور قطبي علي حق في تصريحه ، في الجوهر ! وكذلك نفي البروف غندور لتصريح الدكتور قطبي ، صحيح في محتواه ! كيف يكون هكذا تناقض ، يا هذا ؟ بسيطة ، يا واطسون ! نطق الدكتور قطبي المهدي باسم المؤتمر الوطني ، ولكنه كان يقصد الرئيس البشير شخصيأ ؟ الرئيس البشير ، وليس المؤتمر الوطني ، هو الذي سوف يصدر تعديلات كبيرة في المشهد السياسي ... وضد المؤتمر الوطني ! مما دفع الدكتور قطبي ليكشف عن خطته للرجوع الي وطنه ... كندا ! كيف ؟ دعنا نبدأ من طقطق ، ومن اليد البتوجع ، يا هذا ! في مؤتمر صحفي ( لندن - الثلاثاء 19 يوليو 2011 ) ، صرح وزير الخارجية البريطاني بأن القدافي يجب أن يرحل ، مقابل أعفائه من الملاحقة الجنائية ، علي جرائم الحرب الي ارتكبها ضد مواطنيه ! سال صحفي وزير الخارجية ، هل هذا الاعفاء يشمل أمر القبض الصادر ضد القدافي من محكمة الجنايات الدولية ؟ رد الوزير بأن الحكومة البريطانية تدعم محكمة الجنايات الدولية ، ولا يمكن أن تتدخل في قراراتها ، الا بتفعيل هكذا قرارات ! تابع الرئيس البشير المؤتمر الصحفي اعلاه ، أذا لم يتم شطب امر قبض القدافي ، المكروه من الجميع ، والمتهم في جريمة حرب واحدة ، بتهمة التحريض علي قتل بضع مئات من الليبيين ، فكيف يتم العفو عن المتهم في عشرة جرائم ابادات جماعية ، وجرائم حرب ، وجرائم ضد الانسانية ! ابادات جماعية لاكثر من 300 الف شهيد من شعوب الفور ، والزغاوة ، والمساليت ، وتشريد اكثر من اربعة مليون نازح ولاجئ دارفوري ، وأغتصاب الاف الحراير ، وتسميم الاف الابار ، وحرق الاف القري والمصاحف والمحاصيل والحيوان ؟ حتي الكدايس والكلاب تم رميها ، مع الاطفال ، في نيران دارفور الملتهبة ! بعد أنتهاء المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية البريطاني ، أيقن الرئيس البشير أنه امام خياران ، لا ثالث لهما : أما الاستمرار علي كرسي السلطة ، حتي يأخذ صاحب الوديعة وديعته ، أو الدردرة والسجمنة والرمدنة في سجون لاهاي الباردة (كما الهالك مبارك وولديه ؟) ، حتي يأخذ صاحب الوديعة وديعته ! ليس هناك منطقة وسطي بين الجنة والنار ؟ وحزم الرئيس البشير أمره ! فكر الرئيس البشير ، وقدر ! تمعن الرئيس البشير في الشيطان اوكامبو ، وأرتد اليه البصر حسيرأ ! أستعرض الرئيس البشير التحديات والاستقطابات الداخلية ، الانقسامات حتي داخل المؤتمر الوطني ، العزلة الدولية ، التداعيات السلبية لانفصال الجنوب ، أستمرار الحرب في دارفور وجنوب كردفان ، تفشي البطالة ، وأشتداد الضائقة المعيشية ( سبب ثورات تونس ومصر ) ! وأمن الرئيس البشير علي حكمة الاعلامية المتألقة شمائل النور : ( قطرة ماء نسكبها على عود الثقاب قبل أن يشتعل ، أفضل من إهراق طن ماء على حريق مستعر...) ! ضرب الرئيس البشير أخماسه في أسداسه ! وأستخار ربه ! هل يحلها بيديه ... بالتي هي أحسن ؟ أم يترك الاخرين يحلوها بالسنون ، أيقن الرئيس البشير أن قوانين الطبيعة ونواميس الكون لن تسمح بأستمرار الوضع الحالي ، المحتقن والمأزوم في بلاد السودان ! وقرر أستباق ثورة الجياع ، القادمة لا محالة ، والتي لن تبقي ولن تذر ! وصل الرئيس البشير الي قناعة تامة أنه ، اذا لم يأت التغيير منه شخصيأ ، فسوف تأخذ قوى أخرى ، معادية ، زمام المبادرة ، لتغيير الوضع ، والأطاحة به وبنظامه ! تماما كما حدث في 30 يونيو 1989 ، حين أستبق بانقلابه ، أنقلابات أخرى كانت تخطط لها قوى معادية ، ضد النظام الديمقراطي ! خيره عاجله ، أو كما قال ! أطلق الرئيس البشير بالون أختبار ( الاثنين اول اغسطس 2011 ) ، بأن صرح ، علي أستحياء ، بان بلاد السودان تمر بمرحلة انتقالية ، تحتاج لاجراءات استثنائية ! وأن البلاد لا تحتمل العمل العشوائي ، في ظل الامكانات الضعيفة ؟ قصد الرئيس البشير بالعمل العشوائي ، العمل المدني ، مقابل العمل العسكري المنضبط ! أنتظر الرئيس البشير لاكثر من عشرة أيام ، ليري ردة الفعل علي تصريحه القنبلة ! ولكن الناس سكاري ... وماهم بسكاري ، ولكن عذاب الانقاذ شديد ! مر تصريحه علي أذان بها وقر ، وعيون عليها رمد ، وقلوب غلف عليها أقفالها ! أجتمع الرئيس البشير بالمكتب القيادي للمؤتمر الوطني ( الاربعاء 10 رمضان 2011 ) ، كما أجتمع في زمن غابر مع الشيخ حسن الترابي في الثالث من رمضان من عام 1999 ! ثم حدث ما حدث في الرابع من رمضان 1999! هل يعيد التاريخ نفسه ؟ في هذا السياق ، يجب التذكير بان قادة الجيش هم الذين أرغموا الرئيس البشير علي رفض الاتفاق الاطاري الذي ابرمه الدكتور نافع علي نافع ، مع القائد مالك عقار ( أديس ابابا – الاربعاء 29 يونيو 2011 ) ، حول جنوب كردفان ! وسوف يرفض الرئيس البشير مبادرة رئيس الوزراء الاثيوبي ، ملس زيناوي ، ( الأربعاء 10 اغسطس 2011 ) لاعادة التفاوض حول الاتفاق الاطاري ، اذا لم يوافق علي ذلك قادة الجيش ! ويجمع المراقبون بأن قادة الجيش أصبحوا ينورون كبار زوار الرئيس البشير الاجانب ، قبليأ ، بما سوف يقوله لهم الرئيس لاحقا ! بل يجلسون ، وليس قادة المؤتمر الوطني ، في اجتماعات الرئيس البشير مع هؤلاء الزوار الاجانب الكبار ! صار الرئيس البشير ، طواعية وبرغبته ، رهينة في ايادي كبار قادة الجيش ؟ هذا ما كان من أمر كبار قادة الجيش ! دعنا نري ، في الجانب المقابل ، مالات كبار قادة المؤتمر الوطني! رغم أن الرئيس البشير أستمرأ خنوع ، وتزلف ، ومداهنة ، ونفاق قادة المؤتمر الوطني لشخصه ! وكأنه الشمس الي تدور حولها مجراتهم ! ذلك أنه يستمد قوته من ضعف هؤلاء الصغار ! الأ أن الغيظ قد تملكه من مشاحناتهم الطفولية الصغيرة ، وكيدهم الرخيص لبعضهم البعض ، وكأنهم ضرات راجل ( كمثال : تناطح قطبي – غندور المختزل اعلاه ) ؟ صار الرئيس البشير لا يحترم كبار قادة المؤتمر الوطني ، ولا يشاورهم في قراراته المصيرية ، رغم أجتماعه معهم يوم الاربعاء العاشر من رمضان 2011 ، حتي السحور ! وفي المقابل ، أصبح الرئيس البشير يعتمد علي كبار قادة الجيش في كل صغيرة وكبيرة ، من أمور الدولة ! اصبح الرئيس البشير يحاكي العرجة الرجعت لمراحها ؟ أذن من المنطقي وتحصيل الحاصل، أن يفكر الرئيس البشير (العسكري) بالقيام، بمساعدة كبار قادة الجيش، بانقلاب عسكري تصحيحي واستباقي ضد الرئيس البشير (المؤتمراونطجي ! أنقلاب وليس ثورة ! انقلاب بمعني تغييرات في قيادات السلطة ، بحيث يبقي رأس نظام الانقاذ كما هو ! وليس ثورة ، التي تعني تغييرأ شاملأ كاملا لنظام الانقاذ ، بما في ذلك الاطاحة برأس النظام ! كما حدث لعبود بعد ثورة اكتوبر ، ولنميري بعد ثورة ابريل ! يجمد الرئيس البشير العمل بالدستور الانتقالي ، بموجب أنقلابه العسكري ! ويلغي نتائج انتخابات ابريل 2010 ، ونتائج الانتخابات التكميلية في مايو 2011 ، في جنوب كردفان ! كما يحل الرئيس البشير ، بموجب أنقلابه العسكري ، البرلمان القومي ، والبرلمانات الولائية ، ومجلس الولايات ! ويعفي ولاة الولايات ، ومجلس الوزراء ! كما يعفي نائب الرئيس ومستشاري الرئيس ، وجميع الوزراء المركزيين والولائيين ، ومستشاريهم ! ويعفي قادة الامن والشرطة ، وقادة الخدمة المدنية المسيسين ، وبعض قادة الجيش الترابيين !! يكون الرئيس البشير ، بموجب الانقلاب العسكري التصحيحي الاستباقي ، الجمهورية الثانية ، التي تديرها ، تحت رئاسته ، حكومة عريضة انتقالية تصحيحية ، ( مركزية وولائية ) ، بوجوه جديدة من : + قادة الجيش ، وعلي رأسهم بكري حسن صالح ، وعبدالرحيم محمد حسين ، + العناصر المرنة والشابة في المؤتمر الوطني ، + قطاع الشمال في الحركة الشعبية ، بأستثناء ياسر عرمان ( الذي يكجنه الرئيس البشير ) ، + حركة التحرير والعدالة ، ( وربما حركة العدل والمساواة بتعيين دكتور خليل ابراهيم نائبأ لرئيس الجمهورية ؟ ) ، + حركة الشرق ، + أحزاب التوالي الأنقاذية ( الدقير ، مسار ، مولانا الميرغني ، ونهار ) ، وبقية الاحزاب الدقدق ! + وهناك كلام مغتغت عن أحتمال تضمين سعادة المقدم شرطة ( معاش ) صديق محمد إسماعيل النور ، ( الأمين العام لحزب الامة القومي ) ، كوزير للثروة الحيوانية ، وبعضأ من جوقته ، وبعضأ من قيادات بني هلبة في الحكومات الولائية العريضة ، كتمومة جرتق ، ولشق صفوف حزب الامة ، ( للمرة الكم ما عارف ) ... حزب الامة الذي يصر علي تفكيك نظام الانقاذ ، من خلال دستور جديد ، وحكومة قومية ! وسوف يستبعد الرئيس البشير من المرحلة التصحيحية القادمة ( الجمهورية الثانية ) كل مجموعة الديناصورات في المؤتمر الوطني من أمثال الأستاذ علي عثمان محمد طه ، والدكتور نافع علي نافع ، والبروفسير ابراهيم احمدعمر ، والاستاذ عوض الجاز ! كما سوف يستبعد من الحكومة العريضة كل صقور المؤتمر الوطني المتشددة من أمثال الاستاذ علي كرتي ، والاستاذ حاج ماجد سوار ، والدكتور قطبي المهدي ، والاستاذ امين حسن عمر ، والاستاذ عبدالرحمن الخضر كوراك ! ولكن هل ينفع المكياج في وجه عجوز هالكة ؟ وهل ينفع النفخ في قربة مقدودة ؟ وهل ينفع وضع اللزقة علي كراع من جبص ؟ موعدنا الصبح لنري ! اليس الصبح بقريب ؟ ولكن قبل حلول الصبح ، دعنا نستعرض بعض الملابسات والاسباب التي : + دعت الرئيس البشير للقيام بأنقلابه العسكري التصحيحي الاستباقي ! + أرغمت الرئيس البشير علي تجميد ، علي الاقل في الوقت الحاضر ، أنقلابه العسكري التصحيحي الاستباقي ! اولأ : نواصل في الحلقة القادمة ...