بسم الله الرحمن الرحيم لقد جئت من السوق للتو وحمدت الله أنني قضيت نصف حوائجي فقط بالرغم من أن المبلغ الذي صرفته علي ما إشتريت يفي بكل إحتياجاتي ويزيد لولا شره بني آدم. التاجر في السوق لا يهمه فالحكومة تنتزع إيراداتها وعوائدها ولا دخل لها في التحكم في الاسعار وبحسبة بسيطة سنجد أن المواطن هو ضحية كل هذا الصراع ، فالتاجر يزيد علي سلعه ما يريد، يربح ويجعل المواطن يدفع عوائده ورسومه للحكومة نيابة عنه ويحمل المواطن بذلك وزر سياسات دولة فاشلة لا أعلم بالضبط ما فائدة الحكومة ، أي حكومة ، إن لم تحمي مواطنيها ، ليس من عدو خارجي وإنما من عدو داخلي إسمه الشره ، الرافد الأول من روافد الفساد. يقيني الآن أن النظام الحالي لم يحرر الاقتصاد عبثا ، وإنما كان إستبطانا للسيطرة علي السوق وإحتكاره وبالتالي وضع المواطن رهينة لمعايشه ، يلهث وراءها ولا يطلب أكثر من ذلك. قبل وخلال شهر رمضان بدأت الأسعار في الارتفاع وضج الناس بالشكوي مستجيرين بالحكومة ، إلا أن تلك أثبتت ضعفها وأعلنت علي الملأ بعد حين أنها فشلت في السيطرة علي الأسعار وقد كان ذلك إعترافا ضمنيا ، نعرفه سلفا ، بفشلها في إدارة الدولة. في زيارتي لصديقنا عثمان الإمام بالأمس عتب علي والي الولاية ، مالك عقار ، في أنه لم يفكر حتي في التدخل لكبح جماح الأسعار ومساعدة أبناء ولايته . قلت له أن مالك عقار رجل مغلوب علي أمره مثلنا ، يكاد يكون منصبه شرفيا لا أكثر ، فهو محاط بمنظومة حكومية فاسدة وفاشلة مرتبطة بسياسات المركز وتأتمر بأمره . أي فساد هذا ياوطني الذي طال كل مفاصلك وجعلك تقف عاجزا أمام سرطان زاحف أنكره رئيس الجمهورية نفسه ، عين الدولة المفترض ، الحامي والحارس لها والذي أثبت بنفيه لشبهة فساد تمشي من حوله علي رجلين ، أنه رئيس حزب بامتياز ، يزود عن منسوبيه ويدافع عنهم ويحرر لهم صكوك براءة . يا سيد الرئيس ، هذه ليست مشكلة سياسية ، وإنما هي مسئولية جنائية من إختصاص القانون والقضاء ، اللذين كانا في السابق " نوارة" ورمز البلاد واللذين تحولا ، في عهدكم " الميمون" ، الي جناحين مكسورين لا يحلقان لنصرة الحق وإقامة العدل وإنما للتغاضي عنهما. أي حرمان هذا يا أهلي وأي ضيم لحق بكم وربكم رزقكم بكل هذه الخيرات لتنعموا بها كلكم في دنياكم؟ من لم يشعر بكم فلا خير فيه لأن العاقبة دوما للمتقين ، فان كنتم منهم فابشروا بما حرمتم منه في الدنيا ، فستجدونه ، باذن الله ، عطاء وافرا جزلا عند مليك مقتدر. الدمازين في : 2011/08/31 محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)