عوضاً عن التهنئة بالعيد استهل هذا المقال بالترحم على أرواح الشهداء الأبرار من المواطنين العزل في ولاية النيل الأزرق والرفاق في الحركة الشعبية الذين قضوا جراء هذا العمل الغادر الجبان الذي أقدم عليه عصابة المؤتمر الوطني في الخرطوم الذين أبت أنفسهم إلا أن يقدّموا هذه العملية الخرقاء عيديه لأهلنا في النيل الأزرق هروباً من أزمات البلاد الداخلية المتمثلة في ضيق العيش والغلاء الطاحن الذي يكابده المواطنين بالداخل جراء شح الموارد الناجم عن انفصال الجنوب وانسداد الآفاق أمام أية خيارات بديلة في المنظور القريب لعلاج هذه الأزمات المتراكمة ، وقد استهدوا في هذا بالمثل القائل ( إن غلبك سدها وسّع قدها ) ؟! ، حيث كان المستهدف الأول بهذه العملية القائد مالك عقار حفظه الله بمحاصرته أثناء العيد واغتياله ، وقد طاشت سهامهم وخاب منالهم بعناية الله ، وكما يقول المثل ( الضربة التي لم تقتلك تقويك ) وإن غداً لناظره قريب . وشخصياً لم أفاجأ بهذا التهور من قيادة المؤتمر الوطني المأزومة التي لا تجيد سوى الغدر والخيانة والكذب والتضليل وتحريف الأمور عن مواضعها كما هو دأبهم دوماً بارتكابهم الجُرم وتلبيس الآخرين بها كما نلحظها هذه الأيام من الكم الهائل من الأباطيل التي يروّج لها أبواق النظام عبر وسائل إعلام الدولة المغتصبة من إذاعة وتلفاز وصحافة . وإذا كان مجرمي الحرب من قادة عصابة المؤتمر الوطني في الخرطوم يعتقدون أنهم قد كسبوا المعركة بمجرد استيلائهم على مدينة الدمازين عبر هجمتهم الغادرة هذه ، فهم واهمون .. واهمون .. واهمون . بل نقول لهم أن هذه العملية تعد بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير كونها قد أجلت حقيقة المؤتمر الوطني أمام الجميع ورسّخت القناعة حتى لأولئك الذين كانوا يعتقدون بإمكانية التعايش مع المؤتمر الوطني عن استحالة ذلك الأمر ،لا سيما في أوساط الحركة الشعبية الذين ربما كان القائد مالك عقار رئيس الحركة على رأس ذلك التيار في إحدى المراحل . وبجانب ذلك فإن هذه العملية وما صاحبها من قرارات باطلة أصدرها رئيس النظام بإقالة الوالي المنتخب للنيل الأزرق لهو خير شاهد لزيف الإدعاء الكاذب بالديمقراطية الذي حاول النظام تمريره على القوى السياسية وجماهير الشعب السوداني ، وفيها الرد الشافي لأولئك الذين ربما كانوا يؤمّلون في تحول ديمقراطي قد يحدثه هذا النظام المتدثر بقوانينه المعيبة المقيدة للحريات والتي لا يتورع في استخدامها كقميص عثمان في الانقضاض على الحريات العامة والخاصة واختراق الدستور . إذاً في ظل هذا الوضع البائس والعبث المستمر من المؤتمر الوطني بالوطن ، لم يعد ثمة خيار أمام جماهير الشعب السوداني الأبية وقواه الحية في جبهة المقاومة والتغيير سوى الانقضاض على هذا النظام واجتثاثه عن جذوره ، وهي بمثابة دعوة أخيرة نقدمها للقوى السياسية المترددة بالداخل للالتحاق بركب المقاومة بالداخل والخارج لإكمال جهود التنسيق لتشكيل جبهة عريضة ومجلس حكم انتقالي في المنفى تتوليان مهام التغيير والتأسيس لدولة ديمقراطية حديثة في السودان ينعم فيها الجميع بكامل الحقوق والواجبات والرفاهية والعيش الكريم . عاش كفاح الشعب لأجل الانعتاق والتحرر، المجد والخلود للشهداء الأبرار ، عاجل الشفاء للجرحى البواسل ، الفرج العاجل للأسرى المختطفين ، ولا نامت أعين الجبناء . SHRIF DAHB [email protected]