من المؤكد أن قرار لجنة جائزة نوبل القاضي بمنح الناشطة اليمنية في مجال حقوق الانسان والقيادية الثورية اليمنية السيدة/توكل كرمان جائزة نوبل للسلام لنشاطها السياسي الشجاع في الشارع اليمني وانخراطها الجسور في ثورة الشباب اليمني وتصريحاتها السياسية المعارضة القوية ودورها البارز في توصيل صوت الشارع اليمني الى كافة وسائل الاعلام العالمية من خلال مقالاتها وتصريحاتها الثورية الملتهبة، هو أهم وأبرز حدث سياسي واجتماعي في تاريخ المرأة العربية المعاصرة باعتبار أن توكل كرمان هي أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام. من المؤكد أن فوز اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام يرسل عدة رسائل دولية ومحلية قوية في جميع الاتجاهات وأن فهم هذه الرسائل هو أمر بالغ الأهمية نظراً لما سيفرزه هذه الحدث التاريخي المحلي والدولي من تداعيات سياسية واجتماعية بالغة على مختلف المستويات المحلية والدولية! الرسالة الأولى هي الاعتراف الدولي بالدور القيادي السلمي للمرأة العربية في الثورات العربية السلمية والتأمين على عدم شرعية الأنظمة الاستبدادية التي تناضل توكل وإخواتها من أجل إسقاطها، فتوكل كرمان قد توكلت على الله وعلى الشعب اليمني وفجرت وقادت الثورة اليمنية ببسالة غير آبهة بالاعتقالات والمداهمات الأمنية المنزلية ولا شك أن تكريم كرمان بجائزة نوبل للسلام هو تكريم لكل النساء العربيات اللائي كن وما زلن يشاركن في الثورات العربية السلمية في تونس ومصر وسوريا وغيرها من الدول العربية. الرسالة الثانية هي الإقرار الدولي بأن سلمية الثورات العربية قد سحبت البساط من تحت أقدام الجماعات الارهابية العربية والاسلامية التي تتخذ من العنف المسلح وسيلة للتغيير الاجتماعي والسياسي وأثبتت أن الوسائل الثورية السلمية هي أنجع وسائل التغيير السياسي والاجتماعي بدليل أن ثورات الربيع العربي السلمية قد حركت الكثير من الاحتجاجات السلمية المماثلة في ايطاليا وأسبانيا والولايات المتحدة وحتى الصين الشعبية. أما الرسالة الثالثة فهي أن عصر الكلام عن إصدار الوعود لاعطاء المرأة العربية بعض حقوقها السياسية على استحياء وتبني أسلوب المماطلات التاريخية لتعطيل حصولها على سائر حقوقها الاجتماعية قد انتهى أو يجب أن ينتهي في كل الدول العربية، فالمرأة هي نصف المجتمع وهي مربية الرجل نفسه وحصولها على كامل حقوقها السياسية والاجتماعية يصب في مصلحة الرجل نفسه لأنه مقابل كل إمرأة متعلمة يُوجد رجل أكثر تعلماً ومقابل كل إمراة متحضرة يُوجد رجل أكثر تحضراً والعكس صحيح! وفي الختام لا يملك المرء إلا أن يحي شجاعة المرأة العربية اليمنية توكل ويقول لها ألف مبروك الفوز بجائزة نوبل للسلام فهي قد شرفت نفسها وبنات جنسها وبلدها وجميع بلاد العرب بهذا الفوز التاريخي الذي جاء في زمن عربي رديء ما زال فيه بعض الرجال في بعض الدول العربية يمسدون شواربهم وينتظرون الحصول على أذن رسمي للخروج في مظاهرات ضد بعض الحكومات الفاسدة! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي