بسم الله الرحمن الرحيم قريمانيات .. !! October – 12- 2011 [email protected] تظاهرات و خروج المئات من الناس في أنحاء متفرقة من مدن السودان المختلفة إلى الشارع رافعين بالصوت العالي شعارات تندد بغلاء المعيشة و انعدام كثير من السلع الضرورية من الأسواق.. !! خروج تلك الجماهير إلى الشارع العام له دلالة واحدة عميقة و قوية و مهمة و هي أن إرهاصات الثورة الشعبية الجماهيرية لا محالة قد بدأت في نتيجة الضغوط المعيشية التي تعانى منها منذ مجي الإنقاذ إلى الحكم في 1989.. !! أعتقد أن البركان الشعبي الجماهيري قد بدأ في إرسال دخانه لينذر بحمم مدمرة سوف تقضى بإذن الله على الدكتاتور عمر البشير و زمرته.. !! إن الجماهير قد انكشف لها بجلاء زيف و عدم صدق الشعارات التي ظلت الإنقاذ ترفعها طيلة فترة حكمها و ما تلك الشعارات الإنقاذية إلا لتضليل الجماهير و تغيب الحقيقة عنها و لكن ما تدرى عصبة الإنقاذ الحاكمة الفاسدة و أن حقيقة أمرها قد انكشفت و صار أمرها بورا , بصرف النظر عن طبيعة هذه الشعارات و الهتافات التي خرجت من صدور قوم ظلموا فان خروج الجماهير إلى الشارع يؤكد أن بركان الثورة الشعبية السودانية قد بدأ في التحرك الغير منظور و الغليان , و لا محالة أن هذا البركان سوف يصل إلى مرحلة انفجار قوي و مدوي و سوف يرمى بشرر كالقصر في وجه نظام الإنقاذ الاستبدادي.. !! لم يتورع أو يتراجع عمر البشير و كل قادة حزبه يوما في ارتكاب مزيد من القتل و التطهير العرقي في كل من جنوب كردفان و النيل الأزرق الثائرتين بعد أن اشبعوا هل دارفور تقتيلا و تشريد و سلبا و تدميرا و حصرا في المعسكرات .. فهل نقول نعم الحاكم من يقتل شعبه .. !! أعتقد أن الثورة السودانية ضد نظام الإنقاذ الاستبدادي قد تأخرت بعض الشيء و لكنى على يقين ان الثورة حتما واقعة فلابد للظلام أن ينجلي و لابد للقيد أن ينكسر.. !! و السودان ليس بمعزل عن ربيع الثورات العربية الذي عمت كثير من أقطار المنطقة , كانت ضربة البداية في تونس و قد أطاحت بنظام على زين العبدين العبثي الذي كبل الشعب التونسي لسنوات طوال , و من ثم تبعتها ثورة الشباب المصري الفتية التي حررت البلاد من نظام مبارك و زمرته الفاسدة التي حولت كل الجمهورية إلى ضيعة خاصة بهم , و لا زالت هنا و هناك جموع من الجماهير المنفعلة و الثائرة و الصابرة في شوارع مرابطة بلادها ليلا نهار لتسقط كل ديكتاتور على وجهه ليحلق بالمخلوعين بن على و حسنى مبارك.. !! و الرئيس السوداني عمر البشير ليس بأفضل ممن خرجت عليهم جماهيرهم و رمت بهم في مزبلة التأريخ, و الأكثر من ذلك أن البشير دون غيره من رؤوسا العالم لم يوارى أو ينكر فظاعة ما ارتكب هو و نظامه من جرم و جور و ظلم في حق السودان و أهله و عمر البشير و صحبه احتكروا كل السودان و اعتبروه ملكا خاصا لهم أكثر من غيرهم و أذاقوا السودانيين ما هو أكثر مرارة من الحنظل أكثر مما فعل كل من الرئيسين المخلوعين المصري و التونسي و بما أن الشعب السوداني له تاريخ حافل و مجيد , و خبرة ثرة و كبيرة , و ارث يفاخر به في سحق الطغاة المتجبرين و الثوران و خلعهم من الحكم فان الثورة السودانية قادمة لا محالة .. !!