[email protected] بالله عليكم البلد دي تطور كيف يعني؟! حكومتنا أصلاً ما راجين منها خير. وهي طبعاً لا تعبأ بنا ولا بمشاكلنا. وإن كانت لديها القدرة فلتساعد نفسها بعد أن ضربت ( اللخمة ) معظم رجالها. الرئيس يقر بالضائقة الاقتصادية ويطالب ناس ما لا قاية تأكل فول تقليل الاستهلاك! ونافع يقول أن مظاهرات بري حركها شيوعي (عندو حبة قروش). ووزير ماليتنا العجيب يصر على عقد المقارنات الأعجب منه ومازال يغالط الحقائق والواقع. تخيلوا قال أن السودان أفضل حالاً من أمريكا! أمريكا حتة واحدة يا راجل! أمريكا التي كنتم تتوعدونها بدنو عذابها في نهاية الثمانينات قبل أن تصبح ماما أمريكا التي لا تأبه بكم كثيراً رغم طاعتكم العمياء لها، صارت اليوم مديونه أكثر منكم؟! قال ديون أمريكا كبيرة للغاية بالمقارنة مع ناتجها الإجمالي. أما نحن فلم يتأثر ناتجنا الإجمالي كثيراً بفقدان نفط الجنوب لأنه كان يمثل 7% فقط منه! والله الزول ده حيرنا معاهو! يوم نراه ونسمعه وقد ( مد قرعته ) لنظرائه العرب داعيهم لسد عجز يفوق المليار والنصف سنوياً وفي اليوم الذي يليه يقول أننا أحسن حالاً من أمريكا! كده سيبكم من الراجل الفارغ ده.. وخلونا في رقبتنا لأنو دي الأهم. بعد أن تأهل منتخبنا الوطني لنهائيات أمم أفريقيا 2012 توقعت أن يستثمر مسئولو الإتحاد والمعنيين بالكرة في هذا التأهل الذي يعني الكثير رغم أن لاعبينا تخاذلوا في آخر مباراة وتركوا مصيرهم للآخرين ليحددوه لهم. توقعت ذلك لأن هؤلاء البشر وغيرهم قد عودونا على الاستثمار في انتصارات الصدفة. لكنني لم أتوقع أن تسعى أطراف لا علاقة لها بالأمر مثل بعض المطربين للاستثمار في هذا التأهل. فهؤلاء ركبوا الموجة سريعاً. قالوا شنو! سننظم حفلات داخل وخارج البلاد لدعم المنتخب. طالما أنكم ( فالحين ) للدرجة دي وجاهزين للدعم بي حفلاتكم فلماذا لم نسمع لكم عن مساهمات ملموسة في أمور كثيرة تفوق في أهميتها حكاية نهائيات أمم أفريقيا ومنتخبنا الوطني هذه؟! أنتم يا شباب الطرب.. يا من تحققون عائدات ضخمة من حفلاتكم اليومية هل سمعتم بمؤسسة اسمها دار المايقوما للأطفال مجهولي الأبوين؟! وإن سمعتم بها فماذا فعلتم من أجل هؤلاء الصغار الذين لم يكن لهم أدنى ذنب في هذا المصير المجهول؟! وماذا فعلتم لتخفيف مشكلة أدمت قلوب الكثير من السودانيين وهي أولئك الصبية الصغار الذين يقضون يوماً كاملاً في المدارس بدون تناول وجبة ولو من الخبز الناشف؟! وما هي مساهماتكم الفاعلة باتجاه نشر الوعي وسط أبناء جيلكم الحالي؟! ألم تروا كيف تصرف صناديد البلدان التي شملها الربيع العربي رغم أنهم لم يحظوا بالشهرة التي وجدها معظم في غفلة من الزمن؟! أولئك الشباب الصناديد يشعرون بمشاكل وآلام مجتمعاتهم، أما أنتم فبإسثناء الغناء والرقص أمام مسئولي الحكومة الظالمة ما عندكم شغلة. كلما أتذكركم وأنتم تغنون بشهية مفتوحة وحماس منقطع النظير أمام سعادة رئيس الجمهورية وأبي هريرة في افتتاح ملاعب الناشئين يملؤني الغيظ منكم ومن عمايلكم. نعم من حق أي منكم أن ينتسب لحزب الحكومة، لكن سبب غيظي منكم هو قناعتي بأن جلكم لا تربطه أي علاقة إيديولوجية بهذا الحزب. ( هذا بافتراض أن بعضكم قد سمع أصلاً بكلمة إيديولوجية هذه) مغتاظ من بعضكم لدرجة أنني لا أستطيع أن أطرب لأغنياتهم حتى إن غصبت نفسي على ذلك. والأهم من كل ذلك ماذا فعلتم لأنفسكم ولزملاء مهنتكم الكبار؟! انتم تغنون اليوم في الحفلات (بعدادات) كما في الأحلام ، والمساكين من المطربين الكبار ما كانوا ( يخمون) بهذه الصورة، فماذا فعلتم من أجلهم ومن أجل أنفسكم؟! نسمع كل يوم أن معظمكم لا يدفعون رسوم اشتراكاتهم لاتحاد المهن الموسيقية! والآن تحدثوننا عن إقامة حفلات لدعم المنتخب؟! يعني عشان الكورة بقت شغلانة رايجة يمكنها أن تسهم في توسيع شهرتكم أكثر بقيتوا جارين عليها كلكم؟! ألا ترون أن دفع رسوم عضوياتكم في اتحاد المهن الموسيقية أولى من دعم المنتخب؟! أليس من الأفضل أن تقيموا هذه الحفلات الداخلية والخارجية دعماً لصندوق لمعالجة المطربين حتى لا نسمع كل صباح عن معاناة كباركم دون أن يجدوا من يقف بجانبهم؟! قبل أسابيع قليلة غادر دنيانا الفانية أحد أعظم المطربين هو زيدان إبراهيم رحمه الله رحمة واسعة بعد أن عانى من المرض دون أن يتوفر له المال اللازم للعلاج. ألم يكن أشرف لكم أن تقيموا بعض الحفلات لتوفير المال اللازم لعلاج ذاك القامة؟! لو أقمتم الحفلات الداخلية والخارجية من أجل توفير المال المطلوب لعلاج آخرين ما زالوا على سرير المرض يكون أحسن. الأساتذة الكبار عبد الكريم الكابلي، ود الأمين وزكي عبد الكريم والأمين عبد الغفار يعانون من المرض فلو وقفتم بجانبهم لكان أفضل بكثير من حديثكم الممجوج عن حفلات لدعم المنتخب. زكي عبد الكريم تحديداً سمعنا أنه توعك فجأة أثناء رحلة له بغرب البلاد وأنه في حاجة لإجراء جراحة قضروف عاجلة. ألا تكفي واحدة فقط من حفلاتكم المزعومة لعلاج هذا الفنان الكبير قبل أن يعجز عن الحركة نهائياً؟! أما المنتخب قد جاءته من السماء، حيث قدم له أمير قطر مشكوراً منحة كبيرة. وإن شاء الله بس الدعم ده يصله حقيقة. ولو إننا لا نشاهد أو نعيش حالات الفقر إلا وسط أفراد الشعب العاديين. أما الحكومة وكافة مسئوليها وإعلامييها فقد شبعوا حد التخمة ولذلك لم نكن نرغب في حصولهم على الدعم من أي جهة. لكن ما دام جات من غيرنا قلنا خير وبركة، إلا أننا ما زلنا نتخوف من ضياع أموال المنحة مثلما ضاعت الكثير من ثروات البلد. أما انتو فأحسن توفروا جهودكم ضمن حدود اتحادكم. وإن كانت لديكم الرغبة حقيقة في إقامة حفلات خيرية فالأفضل أن توفروا مداخيلها لمن يستحقونها حقيقة. بلا بوبار معاكم.. قال حفلات داخلية وخارجية لدعم المنتخب قال!