قال البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة "تدين بشدة" القصف الجوي الذي شنته القوات المسلحة السودانية على مخيم للاجئين في بلدة ييدا في جنوب السودان وتسعى الي نهاية فورية للهجمات. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان يوم الخميس "تطالب الولاياتالمتحدة حكومة السودان بوقف هجمات القصف الجوي على الفور. نحث حكومة جنوب السودان على ممارسة ضبط النفس في الرد على هذا الاستفزاز لمنع تصاعد الاعمال العسكرية، وكان جيمس كوبنال موفد بي بي سي موجودا داخل معسكر "ييدا" في ولاية الوحدة التي تحاذي حدود جمهورية السودان عندما وقع القصف الجوي. وقال المسؤول المحلي مايبك لانج إن نحو 12 شخصا قتلوا وأصيب 20 آخرين في الغارة. وقد نفى الجيش السوداني الذي يقاتل ضد المتمردين في مناطق قريبة من جنوب السودان أن يكون له ضلع في تلك الغارة. ويقول موفد البي بي سي إن القنابل الأولى سقطت على المعسكر في نحو الساعة 1200 بتوقيت جرنتش ثم سقطت دفعة أخرى من القنابل على المعسكر بعد ذلك بنحو عشر دقائق ، وبالتحديد في الوقت الذي كانت فيه مروحية تابعة للأمم المتحدة تحاول الهبوط لتسليم شحنة من المساعدات الغذائية لسكان المعسكر. وأضاف أن طائرة كبيرة شوهدت تحلق فوق المعسكر ثم تتجه نحو الشمال. وعلم الموفد من عديد من سكان المعسكر أن الطائرة من طراز أنتونوف روسية الصنع والتي كثيرا ما يستخدمها الجيش السوداني كقاذفة قنابل بصورة مؤقتة. وقال اللاجئون في المعسكر إن الطائرة حلقت قليلا فوق المعسكر قبل أن تلقي القنابل مرتين. وأوضح السكان أن ما مجموعه خمس قنابل قد ألقيت على المعسكر، وانفجرت أربع منها، بينما استقرت الخامسة فوق شجرة بالقرب من مدرسة المعسكر. ولكن المتحدث الرسمي باسم الجيش السودان صوارمي خالد سعد نفى أي علاقة للخرطوم بالحادث. وقال المتحدث العسكري السوداني في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية إن "هذه المعلومات خاطئة تماما، ولم نقصف أي معسكر أو اي منطقة داخل حدود جنوب السودان، وما يحدث في جنوب السودان هو مسؤولية الجنوبيين ولا علاقة لنا بهذا". ويقول موفد بي بي سي إنه لم يشاهد أي خسائر في الأرواح داخل المعسكر، ولكن المسؤولين المحليين أبلغوا بوقوع 12 قتيلا، مع التأكيد على أن عدد القتلى قد يتزايد بسبب جسامة الإصابات. وأوضح الموفد أن هناك أقوال مفادها أن المتمردين المسلحين في جنوب كردفان كثيرا ما يستخدمون هذا المعسكر كنقطة استراحة قبل العودة إلى مواقعهم داخل جمهورية السودان. ويخوض الجيش السوداني حربا ضد المتمردين في جنوب كردفان، حيث تعتقد الخرطوم أنهم موالون للحركات الإنفصالية في جنوب السودان. وقد دفعت الحرب آلاف اللاجئين إلى النزوح من مناطق القتال وعبور الحدود للاحتماء داخل معسكر "ييدا" داخل جمهورية جنوب السودان.