حفلت دورة الألعاب العربية 2011 ، التي أقيمت بالدوحة بالكثير من المفارقات المثيرة والمبهرة والطريفة والغريبة الأمر الذي يجعلها جديرة بالرصد ويستوجب أخذ العبر والدروس منها. أحرزت قطر ميدالية النقلة النوعية التنظيمية حينما نجحت في تنظيم أفضل دورة في تاريخ دورات الألعاب العربية بشهادة رؤساء الوفود المشاركة والمؤكد أن الحوافز المالية السخية التي دفعتها قطر للفرق المشاركة وللأبطال العرب سوف تضع كل الدول المنظمة للدورات المستقبلية أمام أكبر التحديات التنظيمية والمالية الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى الارتقاء بمستوى التنظيم والأداء في الدورات القادمة. مصر وتونس ، اللتان فجرتا ثورات الربيع العربي وتعانيان حالياً من مشاكل اقتصادية، نجحتا في تفجير ثورة ربيع رياضي وفازتا بالمركز الأول والثاني على مستوى الميداليات وأثبتتا أن تعليق الفشل على شماعة ضعف الامكانيات هو مجرد اكذوبة رياضية يحتمي خلفها المهزومون. فازت قطر بالمركز الرابع على مستوى الميداليات لأول مرة في تاريخها متفوقة على 17 دولة بما في ذلك جميع الدول الخليجية وأثبتت بذلك أن الدعم الحكومي الكبير للرياضيين وتطوير البنية التحتية الرياضية وتنظيم الدورات العالمية بغرض الاحتكاك المستمر مع الفرق الأجنبية يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الطفرات الرياضية. لم تحرز ثلاث دول من بينها السودان، أي ميدالية ذهبية ولم تُسمع اناشيدها الوطنية من على منصات التتويج وعلى المسؤولين عن الرياضة في تلك الدول أن يدركوا أن المشاركة من أجل المشاركة تسيء إلى سمعة البلد المشارك وتُضعف المستوى العام للمنافسة. فاز السباح التونسي أسامة الملولي وحده بخمس عشرة ميدالية ذهبية متساوياً في عدد الميداليات الذهبية مع المملكة العربية السعودية ومتفوقاً على خمس عشرة دولة عربية ولهذا فإن اختياره كأفضل رياضي في الدورة لا يكفي لأنه يستحق لقب جمهورية الملولي! خلت تشكيلة العنابي من لاعبي السد الأقوياء بسبب مشاركة السد في كأس العالم للأندية وحزن الرياضيون القطريون لخروج العنابي من الدور الأول لكن السد القطري قلب حزنهم فرحاً حينما فاز بميدالية برونزية عالمية في نفس اليوم الوطني لقطر ، الأمر الذي يثبت أن تزامن المشاركات لا ضعف الفرق القومية قد يؤدي إلى الإقصاء المبكر. نساء مصر، تونس، المغرب، لبنان وقطر والإمارات تفوقن على الرجال وفزن بالكثير من الميداليات الذهبية فأحرزت القطرية بهية الحمد 3 ميداليات ذهبية متفوقة على 8 دول عربية وفازت المصرية أميرة منصور بست ميداليات ذهبية متفوقة على 9 دول عربية ، وكانت حصيلة بعض الدول صفر في الذهب النسائي لأنها شاركت برجال فقط لا غير! فاز الإبن عبد العزيز أحمد العبادي على والده أحمد العبادي وأحرز ذهبية الرماية تاركاً البرونزية لوالده الذي كان يقوم بتدريبه ، وفازت قطر بالميداليتين العائليتين الفريدتين ورفع الفائزان القطريان شعار التنافس العائلي في سماء دورات الألعاب العربية ! وأخيراً وليس آخراً ، أحرزت قطر ميدالية أفضل الأخلاق الرياضية عندما ضبطت وعاقبت لاعبين قطريين بحرمانهما من المشاركة بسبب تعاطيهما للمنشطات رغم حاجتها الماسة لمجهودات هذين اللاعبين في اولمبياد لندن 2012 وأثبتت بذلك أن الفوز بالنزاهة الأخلاقية أفضل وأهم من الفوز بالذهب. فيصل علي سليمان الدابي/المحامي