من منا لم يروع بمقتل المجاهد والشهيد باذن الله دكتور خليل الذي بموته انطوت صفحة ناصعة من الثبات علي الحق في وقت تكالب فيه تجار الدين علي الدنيا وزخرفها وصاروا كالحرباءات تلون نفسها مع كل مشهد تارة مع الغرب وتارة مع الشرق , مرة مع الملاحدة الصينيين الذين لادين لهم واخري مع اليهود عبر تركيا , يستجدون الذين كانوا بالامس يتمنون ضربها ان لاقوها "امريكيا روسيا قد دني عذابها علي ان لاقيتها ضرابها"!! ولكن عند اللقاء كان الانبطاح والانبطاح المهين المشين . اما اسد العدل والمساواة , و الذي كان يمكنه ان يركب الموجة ويبيع اخرته بدنيا غيره ويكون الان في منصب نائب الرئيس يلهج بشكر الرئيس الراقص كما يفعل النائب الحالي الذي جاع فاتُبع , فقد ابت عليه همته العالية واخوته الا ان يلتحفوا رمال وحصي الصحاري معفرة وجوههم ومشققة ارجلهم لا كرصفائهم رفقاء درب الامس قبل المفاصلة التي فرقت بين المنافقين والصادقين , ارجلهم ملساء وناعمة كما النساء وخدودهم تكاد تندلق منها الدهن من شدة الترف وطول الوهن. يرقصون وسط الحريم في ساحات الحفلات وخليل وصحبه الشرفاء يهزجون باهازيج الحماسة حناجرهم لا يخالطها اصوات الدلوكة ولا وتر الباس جيتار ولا زغاريد مبحوحة من حنيجرات حريم المؤتمر الوطني من اللئي يئسن من المحيض جريا ولهثا وراء كراسي السلطة او جمعا لاموال السحت تحت مسمي جمعيات خيرية وهمية ليسرقوا اموال المهمشين ويمتلكوا بها عقار هنا في العاصمة او هناك في دبي وماليزيا وجنوب افريقيا وروسيا وسويسرا والفلبين. ولكن , من يضحك اخيرا يضحك كثيرا , ولئن مضي خليل فهناك الملايين منه وربما خرج من بين صفوف اقرانه وجيشه من العدل والمساواة او من كل المناضلين الشرفاء في جموع القابضين علي الزناد مطالبين بحقوقهم وحقوق اهلهم المسلوبة , ربما خرج من بينهم من هو اشد وقعا واكثر جراة وامضي سيفا من الشهيد باذن الله خليل . فالتاريخ مليئ بقادة كانوا تحت الظل سرعان ما عرفهم العالم اشد حنكة واقوي باسا من الذين سبقوهم وذهبوا قتلا في المعارك او غيلة او موتا طبيعيا . فادريس دبي الذي خلف الشهيد باذن الله القائد جاموس , ما كان ليظن احدا انه بهذا المراس الصعب والدهاء السياسي والحربي والشجاعة الفذة التي حبس العالم كله انفاسه لها يوم ان جمع المؤتمر الوطني شذاذ الافاق من المرتزقة والجنجويد لاسقاطه فاستعصي عليهم وهو يدافع عن قصر الرئاسة كما الاسد يدافع عن عرينه. فجيعة السودان ليست في ذهاب خليل ولا غيره من الشرفاء , ولكن الفجيعة الكبري والظاهرة التي توحي باستحالة وحدة وتماسك ما تبقي من السودان هو ما بدر من شماتة لموت خليل ممن كانوا بالامس يهتفون له وياتمرون بامره في ساحات الفداء واتون المعارك "جهادا " حين كانت الكذبة تنضج لبابها في عقول تجار الدين اعضاء المؤتمر الوطني القابضين علي السلطة التصاقا بالارض وتمرغا في ملذات الدنيا الفانية ,في الوقت الذي كان فيه خليل وامثاله من الصادقين يظنون فعلا ان الامر كله دين في دين غير مستشعرين بوادر التغيير علي جلود هؤلاء الذين كمنوا طويلا منتظرين هذه السانحة لينقضوا علي السلطة حتي اذا ما تمكنوا ظهروا علي حقيقتهم : مصاصين لدماء الابرياء وناهبي الثروات , حتي اموال اليتمامي من اسر الشهداء لم تسلم من بطونهم التي لايملؤها الا التراب , وتندت اخلاقهم وانحطت حتي ظهر فيهم من الافعال والاقوال ما يستحي المرء السوي مجرد ان ياتي علي ذكره تلميحا دع عنك تصريحا , فامتلات الشوارع باللقطاء الخارجين من جوف المكاتب والمنتجعات علي اطراف المدينة وسط المزارع , ومن بطون مكاتب الدولة بل وحتي من جوف العربات الفارهة المظللة !! فلا غرو ان تاتي الشماتة فرحا وطربا من هؤلاء لموت خليل ومن قبله فنانين مساكين امثال زيدان , اخلاق لم نعهدها حتي عند اليهود والصليبيين حين مات بن لادن والزرقاوي , فلا الحكومة والشعب الامريكي هللوا ورقصوا طربا , ولا اليهود غنوا ورقصوا. ولهذا المنافق في الدرك الاسفل من النار تحت هؤلاء جميعا لان مافي صدورهم اكبر مما ابدته افواههم. وانا لله وانا اليه راجعون mohamash dema [[email protected]]