اشتعلت حرب مذكرات عنيفة بأروقة المؤتمر الوطني وألقى مستشار رئيس الجمهورية غازي صلاح الدين بكتلة خشبية جديدة في نيران المذكرات العنيفة داخل المؤتمر الوطني ، عقب دفعه بالتزامن مع استفحال الأزمة الاقتصادية الخانقة وانشغال الوطني بمذكرة الألف ، بمذكرة شديدة اللهجة لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير تدعوه لإجراء إصلاحات جوهرية في بنية الدولة، ونقلت صحيفة (البيان) الإماراتية عن مصادر بالخرطوم أن صلاح الدين يعكف حالياً على إعداد مذكرة أخرى عن الحركة الإسلامية وتأثير السلطة فيها، مشيرة إلى أن مذكرته الجديدة موجهة إلى عامة منسوبي الحركة الإسلامية عكس الأولى التي استهدفت قيادة التنظيم. في وقت أكدت مصادر مطلعة أن ترتيبات جدية تجري في تكتم شديد لعقد مؤتمر عام للحركة الإسلامية السودانية، يتوقع التئامه أغسطس المقبل، بينما لم يتفق على مقر انعقاده. وتوقعت المصادر أن يضم المؤتمر المرتقب قيادات من الموالين لزعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي وآخرين من تنظيم الإخوان المسلمين بزعامة صادق عبدالله عبدالماجد، مبينة أن المجموعة أعدت ورقة عمل حملت رؤية نقدية لمسيرة الحركة خلال العشرين عاماً الماضية ووزعت على أربعين من قيادات الصف الأول بغرض إبداء وجهة نظرهم فيها. وشددت على أن أغلبية التنظيم من المجموعات التي لم تشارك في السلطة بشكل مباشر وإن كانت تدعمها، بجانب آخرين آثروا الابتعاد عقب انشقاق الترابي. لافتة إلى أن مذكرة الألف الأخيرة (الثالثة لفئة المجاهدين) ونوهت إلى أن هذا الحراك يكشف بشكل واضح حالة التململ القوية وعدم الرضا داخل صفوف حزب المؤتمر الوطني ونقل "سودان تربيون" عن مصدر بأن الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني برئاسة غازي صلاح الدين تقدمت أيضا بمذكرة للرئيس البشير أواخر العام الماضي مطالبة بإصلاحات رئيسية في الدولة والحزب. وقال المصدر بأن تفاصيل المذكرة لا تزال غامضة، وأضاف بأن الرئيس اعتبر بعض المطالب سابقة لأوانها. وأعرب المصدر لعدم التفات قيادة الحزب إلى تبني الإصلاح وأشار المصدر طبقا لتربيون إلى أن انخفاض الموارد الماليه بالبلاد أدى لظهور هذه الاختلافات على السطح أكثر من أي وقت مضى .