ما يزال نظام الخرطوم يواصل سياسته القمعية تجاه الصحافة، والصحافيين، والكتاب. وفي الوقت الذي تتواصل فيه هذه الهجمة على الصحافة يصاحب ذلك تضييقا على نشطاء القوى السياسية، وطلاب الجامعات في العاصمة، والأقاليم، ويتمثل هذا التضييق في الحملات الممنهجة لإخراس الأصوات الوطنية التي تصدح بالحقيقة. لقد قرر جهاز الامن الذي آلت إليه سلطة تعطيل صدور الصحف إيقاف صحيفة ألوان عن الصدور، وتبع ذلك تعليق صدور صحيفة التيار التي نشطت في الآونة الأخيرة في فضح فساد عضوية المؤتمر الوطني الذي أزكم الأنوف، واصبح المقربون من النظام ينادون بمحاسبة الحكوميين المتورطين فيه. ولم تتوقف سياسة جهاز الامن عند هذا الحد بل قامت بإعتقال البروفيسور محمد زين العابدين لنشره مقالا بصحيفة التيار، وللأسف لا يعرف حتى الآن مكان إعتقاله، وما تزال أسرته قلقة عليه، وعلى صحته. وأكثر منذ لك أصدر جهاز الامن قرارا بتعطيل صدور صحيفة التيار ومصادرة نسخ صحيفتي اليوم التالي والميدان بعد طباعتهما. إننا في إتحاد الصحافيين ندين هذا المسلك القديم المتجدد بإيقاف الصحف، ومقاضاتها في الوقت ذاته، وذلك في محاولة لتخويف، وإرهاب الصحفيين. والأنكى وأمر أن السلطة القضائية التي تنظر في مقاضاة الصحف، والصحفيين، صارت هي التي تأتمر بأمر جهاز الامن الذي يقف موقف الحكم والخصم في القضايا المرفوعة ضد الصحافة، فها الجهاز القمعي هو الذي يملك اليد الطولى في إختيار القضاة للنظر في قضايا الصحافة، وتحديد المواد الدستورية التي يحاكم بها الصحفيون. إننا في إتحاد الصحافيين السودانيين في الولاياتالمتحدة، ومن خلال قناعتنا بضرورة مواجهة كل الصحافيين الشرفاء لحملات جهاز الأمن ضد الصحف نحث رؤساء التحرير الشرفاء على الدعوة لإضراب عن العمل ليوم واحد تضامنا مع الصحف الموقوفة، ورفضا للسياسة القمعية التي يتبعها جهاز الامن ضد الصحفيين، والكتاب. كما نطالب بعودة الصحف المتوقفة عن الصدور، وإطلاق سراح البروفيسور محمد زين العابدين فورا. فضلا عن ذلك نطالب بإطلاق سراح كل السجناء السياسيين من مختلف التنظيمات السياسية الذين يقبعون في سجون النظام، كما ندعوا كل التنظيمات السياسية إلى الوقوف صفا واحدا ضد الإجراءات المستبدة التي تتبعها السلطة في الجامعات السودانية، والتي تمثلت في إقتحام الحرم الجامعي، وترويع الطلاب في سوابق تدل على ضيق النظام من حرية التعبير في الجامعات، وإنتهاكه لفضاء هذه المؤسسات التي تعتبر حرية التداول فيها شرط أساسي لقيمتها. إننا في إتحاد الصحافيين السودانيين في الولاياتالمتحدة سنظل نقف بجانب زملائنا في الداخل، ونؤكد لهم أننا سنكون على العهد بضرورة إسترداد الديموقراطية التي تعيد للصحافة، والصحافيين، وكل جموع شعبنا الحرية والديموقراطية. وبالله التوفيق. إتحاد الصحافيين السودانيين في الولايات المتحدة