لا شك ان احتلال هجليج كان خطئا استراتيجيا من حكومة الجنوب فقد كان طوق نجاة لحكومة البشير التى كانت (فى النازل) اقتصاديا وسياسيا وشعبيا كما وجد فيه مروجو الحرب في البلدين الاجواء المناسبه وفى المثل العامى ( البلقى الهواء يضري عيشو ) الحكومه الآن تعلن ان لا صوت فوق صوت المعركه وسوف تكمم الافواه وتصادر الحريات باسم المعركه ، سوف تجد تبريرا لارتفاع الاسعار وسوف ينسى الناس فساد الحكومه واحتكار منسوبى المؤتمر الوطنى للوظائف والثروه والسلطه . والسيد نافع يعيش احلى ايامه فى ممارسة هوايته فى شتم المعارضه وتصنيف الناس الى طابور اول وخامس و التشكيك فى وطنية كل من لا ينتمى للمؤتمر الوطنى . رغم ان هجليج ليست اول تراب سودانى يستباح ففى عهد الانقاذ دخلت القوات الامميه وتم احتلال الفشقه والسكوت عن حلايب . نعم فالنجعل من استرداد الارض هدفنا الحالى فى هجليج وليجتمع قادة جيشنا المزودين بالعلم والتجربه لبحث اسباب الهزيمه ووضع الخطط الحربيه لاسترداد هجليج دون ضغوط عليهم ودون املاءات من البرلمان او الؤتمر الوطنى او اية جهة سياسيه فما افسد الجيش واضعفه سوي التدخل فى شانه واحالة جزء كبير منه للصالح العام اذا لم يكن مواليا للحزب الحاكم . ان سياسة تبادل الاذى بين حكومة المؤتمر الوطنى وحكومة الحركه الشعبيه فى الجنوب سوف تؤدى الى فقدان الثقه بين الشعبين و افقارهما . كما ان الحرب تجلب المصاعب للبلدين و هاهو مجلس الامن يقول انه سوف يوقع عقوبات علي البلدين . ان ما يقول به برلماننا المؤقر بان الحركه الشعبيه الحاكمه للجنوب هى العدو الاول وما يقوله الرئيس البشير انه مسئول عن مواطنى دولة الحنوب وسوف يحررهم من قبضة الحركة الشعبيه فان كل ذلك يبعد النجعه ويغلق الطريق امام الحلول السلميه . لقد كان خطاب المعارضه جيدا فعلى الحركه الشعبيه الجنوبيه الانسحاب من هجليج دون شروط وعلى الحكومة ترك الابتزاز الوطنى فما اضاع التراب السودانى ابتداء من فقد الجنوب وانتهاء بهجليج الا هذه الحكومة القائمه الآن . ismat Alturabi [[email protected]]