[email protected] في كوالالمبور العاصمة الماليزية تتعدد المشاهد اللافتة والمثيرة للتأمل في المجتمع الماليزي، فاللون الأخضر الذي يبدو في كثافة الأشجار والبساط الأخضر على جانبي الشوارع وقمم وسفوح الجبال يشكل المظهر الأبرز و الأجمل الذي تكتحل به عيون زوار المدينة فور خروج القادمين من مطار كوالالمبور. المناخ الاستوائي في ماليزيا يمكن أن يمطر في أية لحظة، وقد أضفى ذلك على البلد سمات حيوية متعددة الجوانب، وهي بدورها تستقطب زوارا من دول عدة في مثل هذه الأيام من كل عام، وخاصة من دول خليجية وآسيوية واوروبية. من المشاهد المألوفة ان تلتقي سودانيين في العاصمة الماليزية، أو في مدن أخرى، أو على شواطيء جزر ساحرة، وبين هؤلاء قادمون من السودان والخليج ودول أخرى، وبشكل عام فان السفر بالنسبة لشعوب عدة لم يعد ترفا، بل هو انعكاس لمستوى حياة اقتصادية طبيعية ومستقرة، وهذا يعد من حقوق الانسان الأساسية في حياة حرة كريمة . سعدت في ماليزيا بمقابلة السفير السوداني الأخ الأستاذ نادر يوسف الطيب، وكنت التقيته للمرة الأولى في قطر حيث كان يعمل دبلوماسيا هناك قبل سنوات، وهو شخصية تتمتع وفقا لتجربتي معه وتجارب آخرين بنبض تواصل حميم مع الآخرين مهما اختلفت دروب التفكير. نادر غادر الدوحة الى السودان ومنها الى مواقع اخرىوهو الآن في ماليزيا، لكنه ترك ذكرى عطرة في قطرن هي مثل روحه الطيبة وطبعه الهاديء، وهو يرى ان العلاقات السودانية الماليزية استتراتيجية، مشيرا الى التعاون النفطي بين البلدين ، وقال إن مكتب شركة "بتروناس" في السودان هو أكبر مكتب لها في افريقيا. لفت أيضا الى ان ماليزيا مهتمة بالشان السوداني وتتخذ مواقف داعمة للسودان، كما أشار الى تعيين مبعوث ماليزي معني بملف دارفور، وقال ان ماليزيا تقدم مساعدات اغاثة ودعم لأهل دارفور. لكنني أعتقد أن على الحكومة السودانية أن تسعى لوضع حد للاجراءات البروقراطية التي ُتثبط همم الراغبين في الاستثمار في السودان ومنهم ماليزيون وخليجيون، وهناك قصصا غريبة سمعتها من عدد من المستثمرين في دول عدة، وآن الأوان لاضفاء الشفافية على العمل الاستثماري في السودان كله. التجربة الماليزية في بناء الدولة وتحقيق النهضة والرقي تمثل نموذجا ومثالا يمكن للسودان أن يستفيد من دلالاتها، و تشدني في هذا السياق مشاهد وحقائق التعايش في المجتمع الماليزي الذي يتكون مواطنوه من "ماليه وهنود وصينين" ويضم جنسيات عدة ويستقبل أناسا من كل لون وجنس ودين.