[email protected] mailto:[email protected] 1 - الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي ! شهدت رئاسة ساركوزي لفرنسا ( 2008 – 2012 ) تنسيقا أمنيا بين تشاد والخرطوم ، برعاية فرنسية ، كان من تداعياته : + إغتيال الدكتور خليل ابراهيم ، بصاروخ فرنسي جو- أرض ( يوم الخميس 22 ديسمبر 2011 ) ! + أجرى وفد تشادي رفيع المستوى ، بقيادة وزير الدفاع التشادي محادثات ( الخرطوم – الأثنين 5 مارس 2012 ) ، مع نظام البشير لإستمرار التنسيق الأمني والعسكري ، ( لتنظيف ) الحدود بين البلدين من أي تواجد للقوات المعارضة السودانية والتشادية الحاملة للسلاح ! + كما أرسل الرئيس دبي ( الثلاثاء – 6 مارس 2012 ) ، بمساعدة لوجستية فرنسية ، الفين من قوات المرتزقة التشادية لمساعدة الرئيس البشير في القضاء على قوات تحالف كاودا الثوري في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ! 2 - المرشح الإشتراكي الفرنسي هولاند ! أثناء حملته الإنتخابية الرئاسية ، صرح المرشح الرئاسي عن الحزب الإشتراكي المسيو فرانسوا هولاند بأن نظام البشير : + نظام إستبدادي وقمعي ، + يمارس الإبادات الجماعية ضد شعبه ، + يحرم النازحين من الماء والطعام والدواء والإغاثات ، + يهدد الأمن والسلام الدوليين ، كما أكدت قرارات مجلس الأمن العشرينية ضده ، + ولهذا يجب أن يرحل نظام البشير ، وفورا ! + كما يجب القبض على الرئيس البشير ، وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي ! + وهدد المرشح الرئاسي هولاند ، في حالة فوزه ، بقطع المعونة الفرنسية عن أي بلد يستضيف الرئيس البشير ، مثل تشاد ، وجيبوتي ، وأثيوبيا ، وملاوي ، ومصر ! في هذا السياق ، قررت لجنة في الكونغرس الأمريكي ( واشنطون – الخميس 17 مايو 2012 ) قطع المعونة الأمريكية عن أي بلد يستضيف الرئيس البشير ، حتى تؤدي العزلة الدولية للإطاحة بنظامه ، والقبض عليه لمحاكمته عن الجرائم المتهم بأرتكابها في دارفور ! 3 – أسئلة مشروعة ؟ فاز المسيو هولاند في الإنتخابات الفرنسية ، وأصبح رئيسا لفرنسا يوم الثلاثاء 15 مايو 2012 ! هذا التغيير يطرح بعض الأسئلة المشروعة ، منها : + هل سينفذ الرئيس هولاند وعوده الإنتخابية ، ويعمل على القبض على الرئيس البشير ، والإطاحة بنظامه ؟ + هل سيدعم هولاند حركات دارفور الحاملة للسلاح ، خاصة حركة عبدالواحد النور ، الصديق الشخصي لورانت فابيوس ، وزير خارجية فرنسا الجديد ، والرجل الثالث في فرنسا بعد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ! + هل سيماشي ادريس دبي الرئيس هولاند ، ويقلب ظهر المجن لشقيقه البشير ، وينسى مصاهرة الدم مع إبنة الشيخ موسى هلال ، ويصالح أبناء عمومته في حركة العدل والمساواة ، وحركة مني أركو مناوي ؟ خصوصا بعد تهديد المرشح الرئاسي هولاند بقطع المعونة الفرنسية عن أي بلد يستضيف الرئيس البشير ، دعك من التنسيق الأمني والتعاون معه ، ومع نظامه ! وتشاد كما نعرف تعتمد على المعونة الفرنسية ، في بقائها كدولة ! لا تنس أن الرئيس دبي يعمل لصالح ورقه ... وصالح ورقة طاعة الفرنساويين ! وإلا وجد نفسه لاجئا سياسيا في حي الزهور في الخرطوم ! 4 - الرئيس هولاند ! تسلم فرانسوا هولاند ( الثلاثاء 15 مايو 2012 ) مهامه كرئيس للجمهورية الفرنسية في حفل بسيط ، وألقى خطابا مختصرا ( حوالي 10 دقائق ) ومركزا ، ركز فيه على أولويات برنامجه التي تهمنا في بلاد السودان كدروس يجب الإستفادة منها مثلما تهم القوم في فرنسا ! وتجدها مختزلة في خمس نقاط أدناه : أولا : شدد هولاند على المصالحة الوطنية وأكد على ضرورة إنهاء الخلافات الداخلية والإنقسامات داخل البيت الفرنسي ؛ وتعهد بأن تكون هذه الأهداف على قمة أولوياته كرئيس للجمهورية! هل نطمع أن تكون للرئيس البشير نفس أولويات هولاند بالتركيز على المصالحة الوطنية ، وترتيب البيت السوداني من الداخل ، واعتماد خريطة طريق الخلاص الوطني للنجاة من هذه النيران التي تحيط ببلاد السودان وأهلها من كل جهة ! الحوار الجاد المخلص مع القوى المعارضة السياسية والحاملة للسلاح هو المفتاح لأبواب السلام والتحول الديمقراطي ، الذي يكفل الحريات ويجسّد الحكم الرشيد ! ثانيا : الرئيس هولاند أكد أنه سيكون رئيسا لكل الفرنسيين دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو مكان الإقامة ، وبغض النظر عن مواقفهم السياسية! هذا كلام يخص بلاد السودان في المقام الأول ، خصوصأ بعد خطبة الرئيس البشير في القضارف (ديسمبر 2011 ) ، التي أكد فيها علي مرجعية العروبة والأسلام في الهوية السودانية ، بدلأ من المواطنة كأساس للحقوق والواجبات ! وربما كان ذلك السبب الأساسي لمحن السودان ، وحروبه الأهلية في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ! نتمنى أن يكون الرئيس البشير قد استمع لخطاب الرئيس هولاند الذي يبشر فيه مواطنيه بأن المواطنة هي المرجعية الحصرية للحقوق والواجبات ! ثالثا : يقول الرئيس هولاند أنه سوف يضع الأزمة الإقتصادية على قمة أولوياته، ويركز على مكافحة البطالة التي وصلت معدلاتها إلى 10% تقريبا، من حيث توفير الوظائف للعاطلين، وتحسين الأوضاع المعيشية لذوي الدخل المحدود ! نذكر في هذا السياق ، أن الرئيس هولاند أتبع القول بالعمل ، وخفض راتبه وراتب وزرائه 30% ، كإجراء رمزي حتى يصير قادة حكومته قدوة للشعب الفرنسي ! ووقع كل وزير علي ميثاق شرف صارم ، يضمن نظافة اليد ، والاستقامة ، والبعد عن الشبهات ، ما ظهر منها وما بطن ! كما رفض الرئيس هولاند الإقامة في قصر الأليزيه ، سكن رئيس جمهورية فرنسا الرسمي ، الذي يكفله له الدستور والقانون ، وفضل الإستمرار في السكن في شقة مؤجرة في ضواحي باريس ! رئيس جمهورية فرنسا لا يمتلك منزلأ ، ويعيش في شقة مؤجرة ! الوزارة الفرنسية الجديدة تحتوي على 34 وزير ووزير دولة ، نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء ! ومنهم وزراء ووزيرات من أصول غير فرنسية ... أفريقية ، مغاربية ، أسيوية ، ولاتينية ! والمتحدث الرسمي باسم الحكومة هي نجاة بلقاسم ( 35 سنة ) ، من أصول مغربية ، ووصلت إلى فرنسا من المغرب عام 1982 فقط! الضائقة المعيشية تفتك بالشعب السوداني ، غلاء الأسعار يجعل المواد الغذائية الضرورية خارج متناول معظم أفراد الشعب المطحون ! تجاوزت البطالة والعطالة المعدلات العالمية ( أكثر من 60% ) ، فتجد أكثر من مليون شاب خريج من العاطلين المحبطين ! وتزيد العطالة من معدلات الفقر والمسغبة ، التي صارت إلى معدلات فلكية بوقوع حوالي 95% من الشعب السوداني تحت فك الفقر المفترس ! المصائب لا تأتي فرادى فمع الفقر المدقع تفشت الأمراض من كل لون وجنس وزادت معدلات الوفيات بين الأطفال لتتصدر القوائم الدولية ! اختصرت الأممالمتحدة كل هذه المحن ( نقص التعليم ، البطالة ، الفقر ، الأمية ، انعدام الرعاية الصحية ) في معيار التنمية البشرية لكل بلد ! وجاء ترتيب السودان ( الطيش) بين الدول العربية واحتل المركز 169 في القائمة الدولية ! والحل لكل هذه المحن والأحن يكمن في كلمة واحدة من 6 حروف هي ( الداخل ) ... بمعنى أن يجتهد الرئيس البشير في المصالحة الوطنية مع الداخل السياسي والداخل الحامل للسلاح ، كما اقترح عليه أكثر من مرة السيد الإمام في مبادراته المئوية ، وأخيرا في آلية خطة طريق الخلاص الوطني للمصالحة مع الداخل ! نقطة على السطر ! نتمني أن يعتمد نظام البشير نظاما بديلا وجديدا ... نظام الخلاص الوطني ، سياسيا واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً! ولكن هل نحن كما وصفنا سبحانه وتعالى في الآية 42 ، والأية 43 من سورة يونس : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ ؛ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ؟ ﴿42 ﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ ؛ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ ؛ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ؟ ﴿43 ﴾ ) ! حقأ وصدقأ أنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا ! وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ! رابعا : يمكنك استخلاص دروس وعبر كثيرة من خلال متابعة التداول السلمي والسلس للسلطة من الرئيس السابق ساركوزي إلى خلفه الحالي هولاند ! لم يحتج ساركوزي على تزوير الإنتخابات لأنها كانت نزيهة ، لم يحاول ساركوزي الكنكشة في السلطة ببساطة لأنه لم يستغل السلطة للنهب المصلح وقهر شعبه ! خرج ساركوزي من قصر الحكم ( الأليزيه ) ، كما تخرج الشعرة من العجين . ودخل هولاند بدون زمامير وطبول وزغاريد ! يعرف هولاند أن كرسي السلطة ليس دائما له ، ويستعد لإخلائه بعد 5 سنوات من الآن ، بنفس السلاسة والبساطة والهدوء ، اللاتي دخل بهن ! في نموذج فرنسا ، دروس وعبر لمن يعتبر ، ولمن ألقي السمع وهو شهيد ؟ 5 - صور وفيديو ! يمكنك زيارة الرابط ادناه لمشاهدة بعض صور مراسم تنصيب الرئيس الفرنسي : http://www.lorientlejour.com/photogallery/gallery.php?id=120 كما يمكنك مشاهدة المراسم المبسطة لانتقال السلطة في فرنسا من ساركوزي الي هولاند ، عبر الفيديو علي الرابط أدناه : http://elections.lefigaro.fr/presidentielle-2012/2012/05/15/01039-20120515ARTFIG00768-les-premiers-pas-du-president-hollande.php http://elections.lefigaro.fr/presidentielle-2012/2012/05/15/01039-20120515ARTFIG00768-les-premiers-pas-du-president-hollande.php