الحلقة الأولى مقدمة هذه دراسة من عدة حلقات في محاولة لتقييم اداء سودانايل، وتقديم بعض المقترحات لتحسين الأداء وتجويده، بما يخدم غالبية زوار الموقع. وبادئ ذي بدء لا يسعنا الا الاشادة بجهود الاستاذ طارق الجزولي، التي لولاها لماتت واندثرت سودانايل، ولخسر زوار الموقع آلية علمية ومفصلية في تنوير، وتوعية ومد الزوار بالتحاليل و المعلومات والاراء النيرة. تحية اعجاب وتقدير للاستاذ طارق الجزولي. كما نحيي الكتاب والمراسلون الذين يكتبون حصرياً لسودانايل. ونخص بالذكر الاستاذ عبد الباقي الظافر في واشنطون، والاستاذ عبد الوهاب همت في الدوحة، كما نشيد ببعض الكتاب والمحللين الذين ينشرون في سودانايل وبعض المواقع الالكترونية الاخرى ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ ثروت قاسم والاستاذ شوقي بدري والاستاذ هلال زاهر الساداتي والاستاذة سارة عيسى وافكارها المتجددة الاصيلة التي اثرت وتثري نقاشاً مفيداً على صفحات سودانايل. الكتاب في هذه الحلقة الاولى نستعرض كتاب الرأي والاعمدة وتجاوب القراء والزوار معهم. يوجد حوالي 150 كاتب رأي وعمود معظمهم يكتبون في الجرائد الورقية في الخرطوم، ويقوم الاستاذ طارق باعادة نشر مقالاتهم واعمدتهم على صفحات سودانايل تعميما للفائدة، خصوصاً وسط المغتربين خارج السودان. واقل من عشرة كتاب يكتبون حصرياً لسودانايل، وبشكل راتب كما هو مذكور اعلاه. الزيارات برنامج الكتروني مبسط غربل مقالات كتاب سودانايل وعدد الزيارات لكل مقالة ولكل كاتب واعطانا النتائج التالية، التي لا ندعي شموليتها واحاطتها دعك من دقتها وصحتها المطلقة. وربما المعطيات التي ادخلناها في البرنامج الالكتروني لم تكن شاملة. ولا داعي للتذكير بان البرنامج الالكتروني ينضح بما نغذيه به، فهو لا يخترع من عنده ولكن يعتمد حصريا علي المعطيات التي يتم ادخالها فيه. حتى تاريخه لم يزد عدد الزيارات لاي مقالة لاي كاتب عن خمسة الف زيارة. كل الزيارات لاي مقالة لاي كاتب لم تتجاوز حاجز الخمسة الف زيارة . ولكن باستثناء عدد الزيارات للحوار الذي اجراه الاستاذ عبد الوهاب همت مع الاستاذ بحر ادريس ابوقرجة في قطر يوم الاثنين الموافق 8 يونيو 2009 ، عدد الزوار لهذا الحوار ضرب الرقم القياسي حتى تاريخه وكان 5441 زيارة. وهناك ثلاثة مقالات لثلاثة كتاب قد تجاوزت حاجز الاربعة ألف زيارة وهي كالاتي: نساوين لاهاي ورجاجيل الخرطوم، مصطفى عبد العزيز البطل ، 4641 زيارة مشكلة في البيت الابيض بخصوص الرئيس البشير ، ثروت قاسم، 4312 زيارة بيوت سيئة السمعة، فتحي الضو، 4228 زيارة ثم قام البرنامج الالكتروني بغربلة مقالات واعمدة كتاب سودانايل، واخترنا 20 كاتباً لكي نوضح كل الزيارات لكل كاتب في المتوسط، حسب موقع كل كاتب وكانت النتيجة كالاتي: الاسم عدد الزيارات مصطفى عبد العزيز البطل 2576 فتحي الضو 2157 ثروت قاسم 2096 كمال الجزولي 1626 سالم محمد سالم 1385 صديق محيسي 1341 ضياء الدين بلال 1234 سارة عيسى 1087 طلحة جبريل 1031 عدد الزيارات للتسعة كتاب المذكورين اعلاه كانت اكثر من الف زيارة في المتوسط، اما الزيارات التي كانت في المتوسط أقل من الف زيارة لكل كاتب فموضحة ادناه: عبد الوهاب الأفندي 715 على حمد ابراهيم 654 صلاح شعيب 614 عبد الله على ابراهيم 610 علاء الدين بشير 496 شوقي بدري 490 صدقي كبلو 465 اسامة عثمان 424 جمال محمد ابراهيم 349 هلال زاهر الساداتي 271 الفريق محمد زين العابدين 105 أما متوسط الزيارات لكل المقالات ولكل الكتاب فكانت 1214 زيارة للمقالة للكاتب الواحد . وغني عن القول ان عدد الزيارات لاي مقالة لاي كاتب لا يترجم اهمية المقالة او الكاتب وتفوقة على الاخرين. خصوصاً وان معظم الكتاب ينشرون في جرائد ورقية ومواقع الكترونية اخرى. ازعم وجود مشكلة قراء وكذلك وجود مشكلة كتاب . تدلل علي وجود مشكلة قراء بان تعتمد معيار واحد من بين معايير عدة وهي عدد الزيارات لكل مقالة من الكتاب الكرام . نجد ان عدد الزيارات عالية جدا للمقالات الهابطة نوعيا ، والتي لاتحتوي علي اي معلومات جديدة مفيدة للقارئ والتي لا تحتوي علي اي قكرة او افكار متجددة ، ولا تحتوي علي تحليل موضوعي ومنطقي . المقالات التي تكثر الزيارات عليها تجدها غنية يالمحسنات اللفظية كانها موضوع انشائي وتجدها تنضح يالشتائم والقول الفاحش من صديق ضد صديقه .. ورد الصديق علي صديقه .. وهكذا . ويجد القارئ الكريم متعة و لذة في قراءة مثل هذه المقالات وكانه يشاهد صراع ديكة يتلذذ بالدم يتناثر من عراكها . اما مشكلة الكتاب فهي ان معظم الكتاب الذين يقيمون خارج السودان وكان من المتوقع منهم ان يعكسوا لنا تجارب الشعوب التي يعيشون بينها كي يستفيد القارئ من تجارب الامم الاخري خصوصا المتقدمة منها . كنت امني النفس بقراءة رسالة امريكا او رسالة لندن . تحكي لنا كل رسالة بعضا من الاخبار والاحداث والتجارب التي تفيد القارئ .. ولكن بدلا عن ذلك نجد الكتاب يتناولون مواضيع هابطة لا تسمن لا تغني من جوع وغالبا ما تحتوي علي شتائم شخصية تهبط بالحوار وتسيئ الي الكاتب قبل خصمه . مثلا انعقد مؤتمر واشنطون بين نظام الانقاذ والحركة الشعبية . وهو مؤتمر مهم للغاية . كنا نتوقع من الكتاب المقيمين في امريكا تحليلا لهذا المؤتمر بدلا عن الكتابة عن الكباب والكهوف . هؤلاء الكتاب يحاكون اهل بيزنطة . ولكن لا نلومهم لان مستوي القراء اهبط منهم . فالهابط علي اشكاله من الطير الهابط يقع... هل تصيب انفلونزات البطل الخنزيرية فتحي الضو بالعدوى؟ مشكلة الكتاب انهم لا يفرقون بين النقد والردح ، وبين الهجوم والتهجم ، بين الحوار الحضاري الذي يرتكز علي المنطق والتي هي احسن وبين الشتائم التي لامنطق لها والتي تنطلق من المهاترة والتي هي ابغض . تضيع الحقيقة عندما تختلط عمدا او جهلا بالطين الذي يرتد دوما الي راميه , فالمكر السيئ لا يحيق الا باهله . ما زال امام كتابنا طريق طويل حتي نتعلم في العام والخاص من حياتنا , لغة الحوار السليم وسلوب التحاور السديد ، وحتي يتعلم قراءنا نبذ الزبد وساقط الكلم الذي يذهب جفاء , بدلا من الاقبال علي قراءته , مما يدل علي النفسيات المريضة وقلة الثقافة الحقة , التي تميز الغث من السمين والسمح من الشين..