بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس [email protected] توطئة: - قرأت في عمود (عابر سبيل) للكاتب الصحفي المصري الشقيق، في صحيفة الشروق المصرية وعلى صفحتها الخامسة وعددها الصادر بتاريخ 9/7/2012 بعنوان( البشير وشيماء عادل) lما أثار دهشتي وأكد لي أن أشقائنا في شمال الوادي يجهلون عنا أكثر مما يعلمون. يبدو أن المعلومات التي حملها العمود تفتقر إلى الصحة والدقة رغم أنها تصنف من باب المعلومات العامة التي لا بد وأن يكون لأي صحفي رصيد كبير منها، وربما أن مسمى العمود فيه من الدلالة على أن ما يتضمنه العمود من معلومات - مغلوطة علاوة على أنها تفتقر للدقة - فهي تنسف مصداقية محتوى العمود، إذ أن كثير من المعلومات التي أوردها كاتب العمود غير دقيقة وأربأ به أن أقول أنها كاذبة، ولا أتصور أن يسطرها قلم صحفي يفترض فيه مهنياً التحري والتدقيق والتمحيص حتى تكتسب مادته المصداقية ، وعلى كل حال فنحن قد نجد له بدلاً من العذر ألف عذر لأنه عابر سبيل ، وربما كان يعبر السبيل وهو على عجلةٍ من أمره وربما حصل على معلومته من مصادر غير موثوقة لا تعير تحرى الصحة والدقة أي إهتمام..أو جهات مغرضة تود أن تكايد النظام بقلم غير قلمها فمررت له معلومة غير صحيحة لتضع مصداقيته على المحك!! المتن: - وفي هذا المقام لن أتعرض لوجهة نظر الكاتب فلا أحد يحجر على حرية التعبير والرأي وهما أمران متفق عليهما، ولكن ما لا نتفق عليه هو المعلومات المغلوطة التي تندرج تحت باب التدليس الصحفي وقد تشوبها شبهات الهوى والغرض لمجرد اختلاف الرأي والتوجه، إذ أن من أهم واجبات ومسئوليات الصحافة نشر التوعية الفكرية والتنوير وتمليك الحقائق، بالطبع سيكون تمرير معلومة خاطئة لقاريء هو نوع من دفعه للتسليم بها بحسب أنه لا يملك زخيرة معلوماتية عن السودان ويستغل عدم معرفته . - وربما لا يعلم الأستاذ أحمد الصاوي بأن في السودان (80) حزباً مسجلاً وتنظيماً سياسياً ومنها ما انشطر انشطاراً اميبياً من أحزاب تقليدية ، وأن به ما يفوق( 47 ) صحيفة تصدر يومياً من الخرطوم ومن المواقع الاسفيرية . ولمعلومية الأستاذ أحمد الصاوي وأن حرية الصحافة شهد بها أعداء السودان قبل اصدقاؤه ومنهم البيرتو فرنانديز القائم بأعمال السفير الأمريكي السابق في السودان. إن حرية الصحافة لا تعني الفوضى أو الحرية غير المسئولة والتي يفترض أن تراعي في تعاطيها الأمن القومي للوطن . - للعلم بالشيء ولا الجهل به ففي السودان عدد هائل من الصحف والجرائد الورقية وإلإلكترونية وهي دلالة على عدم فرض أي قيود على حرية الصحافة والرأي ومنها على سبيل المثال لا الحصر : صحيفة الراكوبة السودانية، ماي ايجي، كوووره ،الانتباهة، صحيفة قوون الرياضية، صحيفة الصدى الرياضية، جريدة الصدى السودانية، صحيفة النيلين السودانية، أخبار السودان، سودانيز اونلاين، سودانايل ، سوداني نت ، ديارنا الشاملة ، سوداني ،الرائد ،أرشيف السودان ،الأهرام اليوم ،الوطن ، آخر لحظة، الصحافة ، صحيفة السوداني، الأيام، السودانية، صحيفة الدار ،أخباراليوم ،الميدان، التيار، الأحداث، سودان تريبيون، سودان تريبيون بالعربية، سودان فيجن ديلي، الأيام، صحيفة أخبار اليوم، السودانية ، صحيفة الرأى العام السودانية، صحيفة الخرطوم، صوت النيل، صحيفة المحرر ، صحيفة المشاهد، صحيفة الوحدة، صحيفة الوفاق السودانية ، أخبار السودان ، وصحيفة الوطن. - أولاً إن خال الرئيس المهندس الطيب مصطفي وهو من رموز الحركة الاسلامية لا يتقلد أي منصب رسمي في الدولة ولا في الحزب الحاكم ، وهذا أول خطأ معلوماتي ورد في مقال الأستاذ أحمد الصاوي بل هو رئيس منبر السلام العادل وقد تحول إلى حزب مسجل وهو رئيس مجلس إدارة صحيفة الانتباهة الناطقة بإسم الحزب وهو من أكثر المنتقدين للحكومة وقد أوقفت صحيفة الانتباهة وعُلق إصدارها أكثر من أي صحيفة أخرى. وهل هذه المعلومة غائبة عن الاستاذ احمد الصاوي أم تعمد ذلك؟! الله أعلم، فأنا لا أدخل في سرائر الناس ولكن أبسط القواعد الصحفية والمهنية تقتضي التحقق من المعلومة، أما إن كان الغرض أن يدين رأس النظام الحاكم في السودان بخئولة المهندس الطيب مصطفي للرئيس فأعتقد أن الصواب جانب الكاتب.!! - ثانياً لا أريد أن أعتب على دور المخلوع مبارك وإهماله للسودان وتركه فريسة للتآمر الصليبي الصهيوني وللضغوط الأمريكية في مشاكوس ونيفاشا ليصل الأمر إلى انفصال جنوب السودان عن شماله، واستضافته تجمع المعارضة ، وتسهيل عبور اللأجئين من شهود الزور وترحيلهم من دارفور ليصل الأمر إلى محكمة الجنائيات الدولية التي أغمضت عينها على مجازر غزة الثابتة قانوناً بالصوت والصورة . إن موقف المخلوع يسوقنا للتساؤل: أليس السودان وهو العمق الاستراتيجي الطبيعي لمصر لمصر وتوأمها؟! . أرجو أن لا يقول لي الأستاذ أحمد الصاوي أن نظام المخلوع لم تكن يدري بالمخطط الذي حاكته الدول الغربية بقيادة امريكا وهي الحليف الاستراتيجي لمبارك!!، ولا يعلم أيضاً الدور الرئيسي لمجلس الكنائس العالمي والبارونة كوكس؟! وأرجو أن لا يقول لي أيضاً أن مصر كانت غائبة ومغيبة في عهد مبارك ولا تقع عليها أي مسئولية فيما حدث في السودان ، وحتى بعد رحيل مبارك ماذا كان دور مصر عندما اعتدت دولة الجنوب الوليدة على السودان؟! ما دور مصر في قرار مجلس الأمن 2046 وهو قرار محابي لدولة الجنوب ؟! ودعنا نسلم جدلاً بأن ليس هناك أي مسئولية تقع على عاتق مصر ، فأقول له هل غياب وتغييب دور مصر في دول حوض النيل كان أيضاً مصادفة؟! هل ترك الساحة لدولة الكيان الصهيوني للعبث بأمن السودان وتهديد أمن مصر المائي كان من قبيل الصدفة؟!.. ما لكم كيف تحكمون!! - إن فزّاعة الإسلاميين بدأت تتداعي بعيد ثورة الانقاذ في السودان وقد بدأت ثورات الربيع العربي تأتي بالإسلاميين الوسطيين في تونس ومصر والمغرب وقد نجحت أنظمة إسلامية كثيرة وعلى سبيل المثال ماليزيا وتركيا كما أن المملكة العربية السعودية كان لها السبق وقد سبقت بأكثر من نصف قرن في تحكيم شرع اللة وسنة رسوله الكريم ولكن يبدو أن الاتجاهات العلمانية والليبرالية واليسارية لم تحقق أي نجاح ملحوظ على مستوى صناديق افقتراع فلجأت بإيعاز من الدول الغربية التي تهدف إلى إجهاض ثورات الربيع العربي بنشر الفوضى الخلاقة فقامت بالإيعاز لهذه الفئات بتأسيس ما يسمى بمنظمات العمل المدني الممولة من قبل دول بعينها وكذلك تمويلها للآلة الاعلامية من فضائيات وصحف والتي تقوم بإذاعة ونشر الإدعاءآت الكاذبة والاشاعات التي تفتقد للمصداقية ضد كل ما هو إسلامي لتصل حد التدليس الافتئات والخداع وهذا بإعتقادي من الشعور بأن الحركات والاحزاب العلمانية والليبرالية والشيوعية بدأت تستشعر بأن الأحزاب والحركات الاسلامية أصبحت تهدد بقائها!! ولعل كل ما تأتي به هذه التيارات من حرب ضروس ضد كل ما هو إسلامي يبدو أنه من باب حركة مذبوح!! الحاشية: - العلاقات السودانية المصرية علاقات ذات خصوصية أزلية وإن ما يربط مصر والسودان هو أكبر وأعمق من أي علاقات عربية أخرى لأنها علاقات التوأم لتوأمه ولأنهما يشكلان نصف عدد سكان الأمة العربية ، وعليه يفترض عندما يتناول أي قلم أن يبتعد عن المزتيدة والمكايدة لأنها علاقات لا تقبل هذا النوع من التناول. إن التكامل بين البلدين ربما لا يرضي الكثيرين من ذوي القربي ناهيك عن الدول التي لا تريد لنا الخير وتعمل بيديها ورجليها وبمالها وأذنابها من أجل نشر الفوضى الخلاقة!! - أما عن الاستاذة شيماء عادل فأنا ضد اعتقال أي صحفي أو صحيفية أو مصادرة رأيه، إن كان ما وجه إليه من تهمة تتعلق بمهنته وعمله شريطة أن يكون ملتزماً بأدبيات وأخلاقيات وميثاق شرف المهنة، أما إن كان هناك مالا نعلمه فالأمر لا يحتاج للكتابة المتشنجة التي إت لم تضر فهي لا تفيد وكل ما نسعى إليه وإنما التشفاعة فيه. ولقد قرأت للدكتور محي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين تصريح صحفي عند إتصاله بالجهات الأمنية فأوضح أن الأمر لا يتعلق بدورها وعملها الصحفي وأن هناك أطراف أخرى ضمن التوقيف والتحقيق ، إذن أن الأمر يحتاج إلى معلومات عن اسباب التوقيف. الهامش: إهداء للأستاذ أحمد الصاوي فمن أجمل ما قرأت تقديراً لمصر ثلاث أبيات من عيون السعر لشاعرنا الكبير الراحل الشيخ محمد سعيد العباسي: مِصْرٌ، وما مصرٌ سوى الشمسِ ||التي بَهَرَتْ بثاقب نورِها كلَّ الورى ولقد سعيتُ لَها فكنتُ كأنّما || أسعى لطيبةَ أو إلى أُمِّ القُرى وبقيتُ مأخوذاً وقيّدَ ناظري || هذا الجمالُ تَلفُّتاً وتَحيُّرا