بسم الله الرحمن الرحيم قامت سلطات القمع وللمرة الرابعة منذ انطلاقة الثورة السودانية السلمية بتفريق المتحجين مستخدمين العنف غير المبرر إزاء العزل وبدون مراعاة لحرمة المساجد والمساكن. إذ زرعت السلطات حي ودنوباوي بقوى أمنية كثيفة بلغت العشرات من ناقلات الجنود التابعة للشرطة والعشرات من بكاسي جهاز الأمن محملة بالمئات من الجنود ومنسوبي الجهاز ومليشيات المؤتمر الوطني التي تحمل العصي والهراوات والمسدسات، وقامت السلطات باستطلاعات جوية عبر طائرتين كانتا تحومان فوق الحي في وقت مبكر من ظهر اليوم. وبادرت قوى القمع بإطلاق غاز كثيف حتى قبل الفراغ من مراسيم صلاة الجمعة بمسجد الهجرة، ثم هجمت على المسجد والمنازل المجاورة مطلقة الغاز والرصاص المطاطي والحجارة على المتظاهرين إضافة للرصاص الحي بقصد الإرهاب. وأكد أطباء الثورة السودانية خطورة الغاز المستخدم إذ يحدث فشلا في الجهاز التنفسي من النوع الأول، ويؤثر على الجهاز العصبي بالتشنجات وشلل في الأطراف، ويؤثر على الجهاز الهضمي بالغثيان وحالات الإسهالات التي وصلت منها نحو 200 بلاغا للأطباء في الجمعة الماضية. ونحن إذ ندين استخدامه بالشكل الإجرامي الحالي نطالب بالتحقيق حوله وحول طريقة استخدامه الحالية عن طريق لجنة مكونة من أطباء ومنظمات مجتمع مدني معنية بحقوق الإنسان. ونؤكد أن جزء من الغاز المستخدم من نوع جرانيت غازيCS Smoke Generade وهو صناعة صينية ومكتوب عليه التحذيرات التالية: 1- أن يستخدم بكميات محدودة جدا لخطورته. 2- ألا يستخدم في الأماكن المغلقة. 3- ألا يصوب مباشرة على الأشخاص مما قد ينتج عنه إصابات خطيرة وقاتلة. وفي حادث اليوم تم استخدامه بكثافة إجرامية داخل المسجد حيث صوبت عشرات العبوات، وفي المنازل المجاورة مما أدى لحرائق بعض الأثاثات، كما قذف داخل منزل الأمير نقد الله وحده 20 عبوة غاز، وكان رمي العبوات يتم من مسافات قريبة ويصوّب نحو الأشخاص مما أدى إلى 12 إصابة رصدها أطباء الثورة السودانية بعضها كان في الوجه. وتم قذفه داخل الغرف وبالقرب من غرفة الأمير عبد الرحمن نقد الله في فراش مرضه شفاه الله. كما تمت وللمرة الأولى الاستعانة بنساء يلبسن عباءات سوداء اندسسن وسط النساء لرمي عبوات الغاز وسط التجمعات، وكان من مصابي هذا العنف عشرات منهم الحبيبات: منى محمد طاهر، وتقوى زيادة، ونفيسة حجر. كما تم اقتياد العشرات من الناشطين عبر مليشيات المؤتمر الوطني منهم الأستاذة عزة التجاني الطيب وابنتها والأستاذة زينب بدر الدين وابنتها الأستاذة ولاء صلاح الدين. ونحن إذ ندين هذا السلوك غير الدستوري وغير القانوني بل والإجرامي نحمل سلطات القمع مسئولية ما يترتب من أذى على المصابين، ونؤكد مشروعية الاحتجاجات السلمية ومشروعية مناداتها بتغيير النظام الذي أثبت فشله وجبروته وطغيانه، كما نشيد بروح الصمود التي لفت الشباب والشيوخ والنساء، ونؤكد عدالة قضيتهم وأنه مهما طال القهر والكبت فإن الظلم ليلته قصيرة. (إن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب)؟ والله أكبر ولله الحمد حزب الأمة القومي الجمعة 13 يوليو 2012م بيان حزب الأمة حول أحداث الجمعة