[email protected] الوضع السياسي الراهن ! نواصل ونلخص أدناه ، في أربع نقاط ، بعض الملاحظات العامة على الوضع السياسي الراهن : 1- المظاهرات الإحتجاجية ! اليوم الأثنين 30 يوليو 2012 ، نحي الذكري السابعة لوفاة الرمز الدكتور جون قرنق ، ونساله تعالي له المغفرة والرحمة ! يدخل اليوم مشوار الإطاحة بنظام البشير يومه ال 45، وأسبوعه السابع ، وشهره الثاني ! عبر المظاهرات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات على مدار عشرات الأيام ، وستة جمع : الكتاحة ، ولحس الكوع ، وشذاذ الآفاق ، والكنداكة ، ودارفور بلدنا ، وجمعة الرد الجد ! لمواصلة الكفاح السلمي بصبر ودون ملل ، تحتاج الجماهير الى مواصلة التعبئة والحشد ! وهذه مهمة قادة تحالف قوى الإجماع الوطني ، وقادة وكوادر المنظمات الشبابية والطلابية و منظمات المجتمع المدني والمنظمات الأنسانية ! رغم أن أكثر من 2000 من هؤلاء القادة يعانون الأمرين خلف قضبان معتقلات نظام البشير ! تقع على عاتق قادة تحالف قوى الإجماع الوطني مهمة التعبئة والحشد بالإضافة الى مهام أخرى مهمة ، نذكر ثلاث منها أدناه : أولا : المسارعة بالإتفاق مع تحالف كاودا على صيغة معدلة للبرنامج الديمقراطي البديل ، تعترف بشرعية ومشروعية الكفاح المسلح في الهامش ، وتقبل بتعاون تحالف كاودا في حماية ثورة المدن ؛ ثانيا : المسارعة بالإتفاق بين جميع مكونات المعارضة السياسية والمسلحة على الدستور البديل ؛ ثالثا : التنسيق الميداني مع المعارضة السورية في دول الشتات ! وأخيرا ، يجب على تحالف قوى الإجماع العمل على تكبير رأس ماله الإجتماعى ، القائم على الثقة بين مكوناته ، والرغبة فى العمل المشترك بروح الفريق الواحد ، من أجل أهداف وطنية كبرى ( الإطاحة بنظام البشير ) ، تتخطى حدود المصالح الحزبية والشخصية الضيقة ، وترتفع فوق المشاكسات والمطاعنات الصغيرة بين قادة مكونات التحالف ! 2 - مجلس الأمن ! لم يحدث أي اختراق في المفاوضات الجارية حاليا في أديس أبابا في اطار قرار مجلس الأمن 2046 بين دولتي السودان ، وبين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية ! بخصوص ملف البترول الذي ركزت عليه دولتا السودان ، لم توافق دولة جنوب السودان على اقتراح نظام البشير بترحيل برميل النفط بمبلغ 32 دولارا بدلا عن 36 دولارا ، واقترحت 16 دولارا بدلا عن 70 سنت (عرضها الأول) ! بخصوص أبيي ، رشحت أخبار مضللة عن أتفاق علي عقد أستفتاء بنهاية 2012 ! الموضوع ليس في الموافقة علي عقد الأستفتاء أو رفضه ، المبتدأ والخبر في الأتفاق علي من يحق له التصويت في الأستفتاء ؛ الأمر الذي سوف يحسم نتيجة الأستفتاء قبليأ ، أي قبل عقده ! أذا وافق الجنوب علي مشاركة المسيرية في الاستفتاء ، فسوف تظل أبيي شمالية ! واذا وافق الشمال علي أستبعاد المسيرية من الاستفتاء ، فسوف تصير أبيي جنوبية ! الامر بهذه البساطة ، ولا يحتاج لدرس عصر ! ولم يتفق الطرفان بعد بخصوص مشاركة المسيرية في الاستفتاء من عدمها ؟ وبقيت بقية الملفات محلك سر ! كما لم تتفق الحركة الشعبية الشمالية ونظام البشير على الملف السياسي بينهما ، ورفض نظام البشير السماح بتوصيل الإغاثات الدولية لنازحي شعوب الأنقسنا والنوبة ( أكثر من 360 ألف نازح ) ما لم توافق الحركة على شروطه السياسية ، وأهمها تسريح قوات الحركة ونزع سلاحها ! سوف يعقد مجلس الأمن جلسة سرية يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ، لمناقشة الوضع تحت الفصل السابع ، البند 41، الذي يجيز لمجلس الأمن اتخاذ عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ، للطرف المشاكس ! ولكن يجمع المراقبون على أن مجلس الأمن ربما وافق على تمديد مهلة المفاوضات ، ليسمح للطرفين الوصول الى اتفاقات حول المسائل العالقة ! 3 – الإحتقان ؟ تعاني بلاد السودان من احتقان بين الشعب السوداني ونظام البشير الذي أهدر كرامته ، وداس على حقوقه المشروعة ! يقول الذي عنده علم من الكتاب أن هذا الإحتقان يستوجب حوارا جادا لإيجاد مخرج يوفر للشعب السوداني الحرية والكرامة والعدالة، وإلا سيحدث الإنفجار ، وتسيل الدماء ! التوتر الحاد بين دولتي السودان، وتعدد جبهات الإقتتال في سبع من ولايات البلاد ، والإنقسام السياسي في البلاد الآن، والإنقسام الواضح داخل حزب المؤتمر الوطني نفسه ، وإمكانية فرض وصاية دولية على بلاد السودان ... كلها عوامل تدعو لضرورة الإتفاق على نظام ديمقراطي جديد ، بديل لنظام الإنقاذ ، يحتوى على خريطتي طريق ، كما يلي : + خريطة طريق مفصلة وشاملة لتفعيل البرنامج الديمقراطي البديل الذي يهدف للتحول الديمقراطي ، والتبادل السلمي للسلطة ! وقد تم اعتماد هذه الخريطة المفصلة الشاملة عصر الأربعاء 4 يوليو 2012 ! + خريطة طريق لدستور البلاد الدائم تكون أداة وتجسيد للسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ! تضمن هذه الخريطة قيام مؤتمر قومي دستوري، ولجنة فنية لصياغة قراراته ، وآلية تأسيسية ديمقراطية لدراسته وإجازته ! تحالف قوى الإجماع الوطني بصدد دراسة والإتفاق على هذه الخريطة في القريب العاجل ! خريطة طريق البرنامج الديمقراطي البديل في جوهرها آلية استباقية لتحقيق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ! خريطة الطريق استباقية لأنها تستبق : + خيار المواجهات الثورية الخشنة كما في نموذج زنجبار ... الخيار الدموي + ، + خيار تدويل المسألة السودانية كما في نموذج العراق وليبيا وسوريا ... خيار التدويل ! خريطة الطريق ، التي اعتمدها تحالف قوى الإجماع ، في جوهرها رؤية ترسم مخرجا سودانيا سلميا ومتفقا عليه من كافة أطراف النزاع السوداني ، لإنقاذ السودان الذي تحيط به النيران من كل حدب وصوب ! خريطة الطريق تعني في جوهرها ، كما يشرح الذي عنده علم من الكتاب ، تفكيك نظام البشير من الداخل ، وتأمين الخروج الآمن لعناصره بأسلوب حضاري دون إراقة الدماء! خاصة وأن كل الملفات محترقة ... السياسي ، والأمني ، والإقتصادي ، والتكفيري ، والدولي ! ومن ثم الحاجة الماسة لهذه الخريطة السحرية لتقودنا الى سواء السبيل ! في هذا السياق ، يقود حزب الأمة القومي مشاورات مع المؤتمر الوطني وكافة القوي المعارضة ، بخصوص سرعة تفعيل البرنامج الديمقراطي البديل ، الذي وقع عليه والذي يشابه برنامج الخلاص الوطني ( الظل ) المطروح من قبله ، كحل استباقي يجنب البلاد سيناريوهات العنف المرتقب! وطلب المؤتمر الوطني من حزب الأمة أن يتم التفاوض حول البرنامج الديمقراطي البديل في اطار ثنائي بين الحزبين ، على أساس نظرية الشياه القاصية ، وفرق تسد ، والحندكة بالفيلة ! فاوض حزب الأمة المؤتمر الوطني حول نفس هذا البرنامج منذ أواخر العام المنصرم ( أكثر من 9 شهور ) ، وكانت النتيجة صفرا كبيرا ! ما الذي جد ليحمل حزب الأمة على التفاؤل هذه المرة ؟ + هل شطبت محكمة الجنايات الدولية أمر قبض الرئيس البشير ؟ هل اختفت ملفات الفساد وعماراته الشاخصة وحساباته البنكية ، وعفى الشعب السوداني عنها ؟ + هل أوقفت إدارة أوباما ( المجتمع الدولي ؟ ) دعمها للرئيس البشير ؟ هل تجنب الرئيس المصري محمد مرسي مقابلة الرئيس البشير ( أديس أبابا – 15 يوليو 2012 ) ليسجل معارضته لسياسات الرئيس البشير ، كما أكد في رسالته للسيد الإمام ، أم أمطره بوابل من القبلات ؟ هل أصر الرئيس البشير على رفضه المغلظ عدم التفاوض السياسي مع الحركة الشعبية الشمالية ، أم قلب 180 درجة ووافق على التفاوض لكي يفتت تحالف كاودا الثوري ويضعف تحالف قوى الإجماع عملا بمبدأ فرق تسد ؟ لماذا يصر حزب الامة علي مواصلة الحوار مع من لعنهم الله سبحانه وتعالي في الاية 25 في سورة الرعد : ( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ ! وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ! وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ ! أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) ! + هل ظهرت علامات الساعة الكبرى حتى يصدق المؤتمر الوطني في حديثه مع حزب + الأمة ، بدلا من بيع التراميج ؟ عندما تكون الإجابة بالإيجاب على كل سؤال من الأسئلة السبعة المذكورة أعلاه ، فيمكن لحزب الأمة مواصلة النضمي وطق الحنك مع المؤتمر الوطني وليس قبلها ! 4 – مفاوضات الكوديسا ! يحاول حزب الأمة تسويق فكرة الكوديسا التي نجحت في جنوب افريقيا ، كخيار من الخيارات المتاحة لحلحلة المشكلة السودانية ، عن طريق الحوار والمفاوضات ، وبالتي هي أحسن ! ولكن عدة عوامل تشير الى استحالة تطبيق فكرة الكوديسا ( الحوار ) في السودان ؛ نذكر منها ستة على سبيل المثال ، كما يلي : أولا : رئيس وزراء جنوب افريقيا ، دي كليرك ( الذي قاد مفاوضات الكوديسا مع مانديلا في ديسمبر 1991 ) لم يكن يحمل أمر قبض على عنقه ، كما الرئيس البشير ؛ كما لم يتهمه شعبه بأنه فاسد ، وبالتالي يخاف من فتح ملفات الفساد ؟ ثانيا : عتاة المتنفذين من العنصريين البيض الذين كانوا حول دي كليرك لم يكونوا في قائمة مجلس الأمن الخمسينية ، ولم يسرقوا المال العام ، كما هو الحال مع بعض قادة نظام البشير ؟ ثالثا : لم يحمل المتنفذين من العنصريين البيض الذين كانوا حول دي كليرك أفكارا سياسية خاطئة ، بل كانت الصورة واضحة أمامهم بحتمية التغيير لمصلحة جنوب افريقيا وأهلها ! بعكس ما يعتقد قادة الإنقاذ في صحيح رؤاهم ؟ يؤمن قادة الإنقاذ أنهم إما أن يبقوا على كرسي السلطة ليحافظوا على بلاد السودان وأهله ، أو الطوفان والجراد والضفادع والقمل والدم ! رابعا : بعكس قادة جنوب افريقيا البيض ، يؤمن قادة الإنقاذ بأنهم يحملون رايات رسالية أمرهم سبحانه وتعالى بحملها لنصرة الدين ، وأنهم لن يسلموها لأمثال الحسيب النسيب جعفر الصادق الميرغني الذي يعاني من مرض ألوان ولا يفرق بين النيل الأبيض والأزرق ، وبوصلته مقلوبة لا يعرف شمال من جنوب كردفان ! يدعي قادة الانقاذ انهم سوف يستمرون في السلطة ( لكيلا يصير جعفر الصادق الميرغني رئيسأ للجمهورية ) ، أو أمثاله من الذين لا يفقهون حديثأ ؟ خامسا : بعكس قادة جنوب افريقيا البيض ، يؤمن قادة الإنقاذ بأن أكثر من 90% من الشعب السوداني يؤيدهم ، فمعهم الحزب الإتحادي الديمقراطي ( الأصل ) وطائفة الختمية ، و16 من الأحزاب الصغيرة ، ومعهم ( بالمغتغت ) حزب الأمة وطائفة الأنصار ممثلتين في الأمير عبدالرحمن ؟ يقول قادة الإنقاذ : السيد الإمام مستشار ابنه الأمير عبدالرحمن ! عنصر الأبوة يسمح للمستشار بأن ينصح إلى درجة الإقناع ! وينهى النصيحة بصيغة الأمر! وأن عنصر الأبوة لا يعطي للإبن حق عدم الأخذ بالنصيحة أو تنفيذ الأمر ! أو العمل بأمرغير مستحب من الوالد المستشار ! في الثقافة والأعراف السودانية السمحة ، يتفاعل الإبن مع والده على هدى الآية ( سمعنا وأطعنا ) ! وإلا وقع الإبن في حفرة العقوق ! وهذا ما نرى عكسه تماما في حالة الأمير عبدالرحمن ، المطيع لاوامر والده بالانخراط في قافلة الانقاذ المنتصرة ! سادسا : بعكس الحالة في جنوب افريقيا عندما كان المؤتمر الوطني الأفريقي متماسكا وعلى قلب رجل واحد ، فإن مكونات ما تبقي من المعارضة السودانية متشاكسة فيما بينها ، ولم تتفق حتى على البرنامج الديمقراطي البديل ( الذي تحفظ عليه تحالف كاودا ) ، ولم تتفق على الدستور البديل ، بالإضافة الى المشاحنات الشخصية بين قادة مكوناتها ! يقول قادة الإنقاذ : كيف نسمح لأنفسنا ونحن وطنيين نغير على بلاد السودان ! بأن نسلم المدينة الى رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ؟ بعدها يصل الرئيس البشير وقادة نظامه الى قناعة ثابتة بأن تربة ومناخ السودان لا تسمح بغرس فسيلة الكوديسا ! نقطة على السطر ! أقلب الصفحة ! بعدها يستدرك الذي عنده علم من الكتاب قائلأ : ربما الكوديسا بعد الأطاحة بنظام البشير ، للمصالحة والتوافق الوطني مع الابالسة الذين لم يرتكبوا جرائم جنائية ؟