من الأخبار الطريفة التي قرأتها أخيراً, خبر إفتتاح أول مدرسة للإتيكيت في السودان. هذا ما أوردته صحيفة الخرطوم في صفحتها الأولي بتاريخ الثلاثاء 7/07/2009 م, إذ جاء في الخبر أن السيد وزير الإعلام و الإتصالات أفاد ان وزارته تشجع قيام هذه المدرسة. و عند قراءتي للخبر تساءلت: هل نحن في حاجة إلي مدرسة للإتيكيت أم في حاجة إلي مدرسة في التربية الوطنية؟ خبر إفتتاح مدرسة للإتيكيت في بلادنا, خبر سار, ذلك أننا في حاجة إلي هذا الإتيكيت في حياتنا, و خاصة في عصر العولمة هذا, و لكن ماذا عن التربية و التي هي أحد عناصر هذا الإتيكيت. و أقصد بالتربية هنا, تلك التي يتلقاها الفرد في صغره, وتعكس قيم مجتمعه الذي يعيش فيه. و التربية عنصر أساسي من عناصر الإتيكيت هذا . لكي ينجح الإنسان في حياته و يبدع, لابد له من قيم يتعلمها. في مقتبل عمره و منها: الثقة في النفس – إحترام الوقت- الألتزام بأداء الواجبات- الصدق مع النفس و مع الآخرين- التخطيط للمستقبل- الإلتزام بالمثل العليا في الحياة. في كتابه : العادات السبع للناس الأكثر فعالية Seven habits of highly effective people يقول مؤلفه إستيفن كوفي , ان الناس الأكثر فعالية في الحياة يتصفون بالعادات السبع التالية: 1/ إمتلاك روح المبادرة Be proactive : و يعني الإعتراف بالخطأ في الحال- تصحيح الخطأ- التعلم من الخطأ. و يقول أن النجاح هو نهاية الخطأ Success is the far side of failure. 2/ إمتلاك القيادة الشخصية Personal leadership : و هنا يتحدث عن مفهوم الكفاءة و يشير إليها بالإدارة Management و تعني الكفاءة أداء العمل بطريقة صحيحة. و يتحدث أيضاً عن الفعالية و يشير إليها بالقيادة Leadership و تعني الفعالية أداء العمل الصحيح. 3/ ترتيب الأولويات Put first things first: و تعني هذه إدارة الوقت و الإفادة منه. 4/ تبادل المنافع Think win-win: و يعني أن الناس خدم لبعضهم و إن لم يشعروا, ذلك أن الناس تدفعهم المصلحة للتعامل. 5/ لابد من فهم الطرف الآخر حتي يمكنه أن يفهمك Seek first to understand- then to be understood : و هذه من أساسيات التفاوض سواء علي المستوي الخاص أو العام. 6/ التعاون الخلاق Creative co-operation : أي أن يضم الفرد جهده إلي جهد الآخرين لكي يكون الناتج اكبر و تتحقق مصالح الفريق, و هو ما يشار إليه في مجال الإدارة بمفهوم التداؤب Synergy . 7/ التجديد الذاتي المتوازن Balanced self renewal: أي علي الفرد أن يهتم بالجوانب العضوية, الروحية, العقلية, الإجتماعية و العاطفية في حياته من أجل تحقيق التوازن في الحياة و الذي يقوده إلي النجاح. هذه هي أساسيات ما يسمونه الإتيكيت. نحن نفتقد كثيراً من هذه الأساسيات في حياتنا, و لذا فأن حياتنا و إنجازنا لأعمالنا يشوبه التخبط, و العمل بقاعدة المحاولة و الخطأ. نحن نحتاج لتربية وطنية تعلي من القيم العليا في الحياة, و من ذلك إحترام الوقت, الثقة في النفس, حب الوطن و الصدق مع النفس و مع الآخرين. رشيد خالد إدريس موسي