ظلت الجبهة السودانية للتغيير، تتابع بقلق بالغ ما حدث ويحدث بمعسكر كساب، بمنطقة كتم بولاية، شمال دارفور من أحداث مؤسفة، يندي لها جبين الإنسانية، وتؤرق كل ضمير إنساني حر. حيث كان هذا المعسكر، ومدينة كتم مسرحا لعمليات حصار، وقتل بطرق بشعة، وضرب، وتعذيب، وسلب ونهب لممتلكات المنزحين، والفارين من بقايا الإبادة، والتهجير، والاغتصاب مما خلق وضعا إنسانيا غاية في السوء. إن ما حدث بمعسكر كساب من إزهاق أرواح أكثر من 25 مواطنا بريئا، وإصابة أكثر من 600 مواطن، و1000 مفقود لم تكفيهم حياة التشرد المهينة، والنزوح الجبري، وذل الحاجة، حتى كافأهم نظام الإبادة بالقتل، والترويع تنفيذا لسياسة فرق تسد، وصرف الأنظار عن أزمته الحقيقة لوقف المد الثوري المتصاعد في مدن دارفور، ومدن السودان الأخرى التي تطالب برحيله. ما فعله النظام، وما زال يفعله بأهل دارفور، بعد أن أحرق الأخضر واليابس، وشرد البشر، ودمر الزرع، وجفف الضرع يعتبر ضد كل الشرائع السماوية والأرضية، وضد حقوق الإنسان المنصوص عليها في كل دساتير الأرض وأولها حقه في الحياة. وأمام هذه الأحداث المؤلمة، والمجازر اليومية، والمظالم المفزعة التي تحدث أمام مرأى ومسمع من العالم بحق شعب دارفور المسالم: أولا: ندين بأغلظ العبارات المجازر البشعة التي ترتكبها أذرع النظام من جنجويد، وأمن، وحرس حدود وغيرهم من صناع الفتن والحروب. ثانيا: نطالب كل منظمات المجتمع المدني، وتلك المعنية بحقوق الإنسان أن تقف مع مظالم أهل دارفور وحمايتهم من الترهيب والتقتيل والتشريد. ثالثا: نطالب الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية أن تتحمل مسئولياتها كاملة، وذلك بوقف المجازر البشعة في إقليم دارفور وتحديد المسؤولية، وتقديم المسؤولين عنها إلي العدالة. رابعا: نثمن عاليا كل الجهود المقدرة التي تبذلها منظمات حقوق الإنسان في توثيق تلك المجازر والإبادة الجماعية التي تحدث لإنسان دارفور. خامسا: نناشد كل الدول، والشعوب، وأحرار العالم، والأجسام القضائية، والعدلية، والمنظمات الإقليمية، والدولية بالوقوف بحزم ضد هذا النظام الذي تقوم أركانه بقتل شعب يحكمه غصبا. نظرا لما تتعرض له دارفور في كل مدنها، وقراها، وبواديها من انتهاكات صارخة من قبل نظام الإبادة الغادر، وانطلاقا من موقف جموع الشعب السوداني الذي عبر عنه الشارع في حراكه المستمر ضد هذا النظام القاتل، والتزاما منا نحن في الجبهة السودانية للتغيير بمتطلبات الوضع الراهن، نناشد ونستنفر كل جماهير الشعب السوداني ممثلة في مختلف قطاعاتها، وفئاتها، وأحزابها وحركاتها المسلحة، وتكويناتها المركزية، والإقليمية بالنزول إلي الشارع ومناصرة أهل دارفور المنكوبة. عاش كفاح الشعب السوداني..... الجبهة السودانية للتغيير. يوافق الحادي عشر من أغسطس 2012م.