بوابة الأهرام 30-8-2012 | 18:53 كشفت مجلة "الأهرام العربي" في عددها الصادر، يوم الخميس، عن تفاصيل وأسرار رحلة الجحيم التي يخوضها السودانيون الذين يهاجرون للخارج على أمل تحقيق حلم الثراء، حيث تنشط حركة سوق هجرة السودانيين ورحلتهم عبر الجحيم من السودان مرورًا بالقاهرة وحي العتبة، إلى ليبيا، بينما يهرب آخرون إلى أوروبا وإسرائيل. ويتضمن التقرير -الذي أعده الزميل أسامة عوض الله مراسل المجلة في السودان- تفاصيل خطيرة عن عصابات مسلحة تقف وراء بيع السودانيين في سوق أشبه ما يكون ب "سوق العبيد"، حيث يقوم رجال تلك العصابات باحتجاز السودانيين واعتقالهم وتعذيبهم، وتبيع الفرد منهم ب 150 دينارًا ليبيًا. وتسرد "الأهرام العربي" تفاصيل رحلة الجحيم والعذاب التي يقطعها السودانيون وتذكرنا بعصور الرقيق قبل مئات السنين، وتبدأ بالتعرف على السماسرة في الخرطوم، والذين يحصلون على "تحويشة العمر" من الشاب السوداني الذي قد يضطر للاقتراض على أمل الوصول إلى "أرض الأحلام"، وبعدها تبدأ رحلة العذاب، فبدلًا من الوصول إلى ليبيا والحصول على عمل مربح، يقعون فريسة سهلة في يد عصابات الاتجار بالبشر، ويتم احتجازهم وجلدهم حتى يأتي المشتري ويختار من بينهم. وتتضمن تفاصيل اختيار "الزبون" لمن يريده بعض الفحوصات التي تذكرنا بمشاهد الأفلام التي ترصد قصص العبيد، حيث يبدأ "الزبون" في فحص الشباب السوداني وتحسسهم، ثم بعد ذلك يختار من سيشتريه، أما الثمن فهو معروف ولا يتجاوز 150 دينارًا ليبيًا. المثير أن أجر العامل السوداني الذي يظل يعمل طوال اليوم، لا يحصل عليه، والأكثر من ذلك، أن السوداني بعد الانتهاء من عمله لا يكون حرًا ويستطيع أن يذهب لنيل قسط من الراحة، ولكنه يعمل في وظيفة أخرى، وهي تسلية الأولاد وإضحاكهم، حيث يبدأ الأطفال في التجمع حوله وقذفه بالحجارة وهم يمرحون ويلعبون ويسخرون منه. وتوضح "الأهرام العربي" تفاصيل رحلة السودانيين من السوق العربي بالخرطوم إلى العتبة بقلب القاهرة، ثم إلى السلوم على الحدود مع ليبيا، مرورًا عبر حقول الألغام، أما العائدون منهم والذين نجحوا في الهروب بأرواحهم، فيهربون عبر الجبال في رحلة تسلل عسكية من ليبيا إلى مصر. وتتطرق "الأهرام العربي" لتفاصيل العصابات المسلحة التي تدير منظومة الإشراف على سوق تسفير السودانيين وبيعهم، حيث يتمتع أفراد تلك العصابات بالسلاح والمال الوفير. رابط المقال في الموقع الرسمي لمجلة الاهرام http://gate.ahram.org.eg/News/245685.aspx