واشنطن تحذر من عواقب عدم الاتفاق بشأن الحدود بين دولتي السودان أ.ش.أ: دعا مجلس الأمن الدولي اليوم حكومتي الخرطوموجوبا إلي الإسراع بالاتفاق على القضايا العالقة بينهما واحترام الموعد النهائي للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق بحلول الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري. وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد اليوم جلسة مغلقة للمراجعة الدورية للقرار 2046 بشأن السودان وجنوب السودان. وقال رئيس مجلس الأمن الدولي السفير بيتر ويتيج، مندوب ألمانيا الدائم لدى الأممالمتحدة، والذي تتولى بلاده رئاسة أعمال المجلس في سبتمبر الجاري، إن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان هايلي منكريوس قدم إحاطة إلى أعضاء المجلس اليوم أعرب فيها عن أمله في ضرورة أن يدرك الطرفان في الخرطوموجوبا أن الموعد الجديد للتوصل إلي اتفاق يقترب بشدة، وأنه لا يوجد متسع من الوقت أمامها، مشيرا إلى أن الإتحاد الإفريقي أوضح أنه في حالة لم يتمكن الطرفان من تسوية الخلافات بينهما قبل الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري،فسوف يتم ممارسة الضغوط علي الجانبين لحملهما علي الاتفاق. وأضاف رئيس مجلس الأمن في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة "لقد أعرب عن أسف أعضاء المجلس عن أسفهم إزاء إخفاق السودان وجنوب السودان في التوصل إلي اتفاق قبل نهاية الموعد المحدد سلفا في الثاني من أغسطس الماضي". من جانبها،انتقدت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس حكومة الخرطوم،وحملتها مسئولية عدم التوصل إلى اتفاق مع جارتها الجنوبية بشأن تقاسم عائدات النفط وتسوية الخلافات الحدودية المشتركة. واتهمت المندوبة الأمريكية أيضا الحكومة السودانية بتعمد تأخير وصول المساعدات الإنسانية إلي المحتاجين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، مشيرة إلى أن "تقارير مزعجة لا تزال تصلنا حول الوضع الإنساني في جنوب كردفان والنيل الأزرق خاصة مع اقتراب موسم الجفاف، كما أن هناك مسئولية تقع على عاتق الحكومة السودانية في الاهتمام بمواطنيها". وقالت "سوف يقدم وسيط الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي تقريرا إلى مجلس الأمن يوم 22 سبتمبر الجاري، وفي حالة عدم توصل الطرفين في جوباوالخرطوم إلى اتفاق قبل هذا الموعد، فسوف يتحرك مجلس الأمن بموجب القرار 2046 الصادر في إطار البند السابع من الميثاق". ورفضت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس الإفصاح عن الخطوة التالية التي سيتخذها المجلس بموجب الفصل السابع إزاء أي من الطرفين، وقالت "لا أريد التكهن بماذا سنقوم به في هذا الخصوص، لكن ما أود التأكيد عليه هو وجود إجماع داخل مجلس الأمن للتحرك في حالة ثبوت مسئولية الطرفين أو أحدهما عن الفشل في تسوية الخلافات العالقة بين الخرطوموجوبا". وتابعت السفيرة الأمريكية قائلة للصحفيين - عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول متابعة القرار 2046 الخاص بالسودان وجنوب السودان- "إن رفض الخرطوم للخارطة التي قدمها وسيط الاتحاد الإفريقي ثابو مبيكي بشأن الحدود بين السودان وجنوب السودان، يدعونا للتساؤل حول جدية الخرطوم، خاصة أن جوبا قد أعلنت موافقتها على هذه الخارطة". وقد أكدت الخرطوم على لسان العديد من كبار مسئوليها رفضها لخارطة الطريق الإفريقية التي تقدم بها الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي لمجلس الأمن والتي ضمنت منطقة الميل 14 جنوب منطقة بحر العرب لدولة جنوب السودان.