قبل أن تهدا عاصفة أحداث مبارة القمة الاخيرة بين الهلال والمريخ ، وفي الوقت الذي يجتهد فيه إتحاد الكرة التنصل من مسؤوليته المباشرة في الإنفلات الذي يعيشه الوسط الرياضي ، شهدت الساحة الرياضية في اليومين الماضيين أحداثا تذهب في إتجاه الفوضي الإدارية التي يعيشها الإتحاد العام ، فقد ألغي الحكم الدولي خالد فتح الرحمن مباراة الرابطة كوستي والأمل عطبرة لأغرب سبب ( تذبذب في التيار الكهربائي) ، والاغرب أن فريق الرابطة صاحب الأرض والجمهور هو الذي رفض مواصلة اللعب ( إنتهي شوط المباراة الأول ، الذي لعب عصرا لصالح فريق الأمل عطبرة بهدفين ) بينما ظل فريق الأمل في الملعب حتي إطلاق الحكم صافرة النهاية بعد إنتهاء الزمن المحدد . أما المباراة الثانية بين النيل الحصاحيصا وأهلي شندي فقد شهدت من الطرائف والعجائب مايجعلك تشكك في جدية المنافسة ، ويمكن أن تصدق بسهولة أننا في دافوري بأحد الأحياء تقام فيه المباريات، دون أن تخضع لقانون أو لائحة تنظمها ، والاغرب في هذه المباراة أن الفريق الذي رفض اللعب أيضا هو صاحب الأرض (نيل الحصاحيصا) ، أكيد صدفة . إذا نظرنا لماحدث في مباراة النيل واهلي شندي سنجد ان اسباب رفض الأول، تركزت في جانب قانوني ومنطقي ، هو الفترة الزمنية التي يفترض أن يستلم فيها النادي خطاب تحديد مكان المباراة (قبل 36 ساعة ..إستلمه النيل ظهر يوم المباراة)، وسبب آخر طريف هو رد جميل مدينة الكاملين التي إحتضن ملعبها مباريات الفريق في الموسم الحالي ، ورغم ان الاتحاد العام يتحمل هذا الخطاء الإبتدائي إلا أن نادي النيل كان بإمكانه تفادي إحراج الإتحاد الذي تزايدت عليه الضربات ، ويلتزم بأداء المباراة خاصة وأنها في أستاد الحصاحيصا ( الجاهز) بدلا من السفر للكاملين ، والفرق كبير بكل تأكيد بين أن تؤدي مباراة علي أرضك ، ومباراة خارجها بعيدا عن قرب المسافة أو بعدها ، لذا فإن العذر الذي قدمه نادي النيل اقبح من الذنب ، لأن النادي إذا أكتفي بحقه القانوني لكانت مقبولة ، ولما ذهبت التسفيرات لوجود خلاف بين النادي وإتحاده المحلي . في مايتعلق بمباراة كوستي بين الرابطة والأمل ، رغم أن المؤشرات كلها تذهب في إتجاه أن المباراة لصالح فريق الأمل ، لوجود شبهة التآمر ( مشكلة الكهرباء) من الرابطة حسب القواعد العامة ، إلا أن الطريقة التي يدار بها النشاط الرياضي عندنا من قبل الإتحاد ، قد تجعل القانون آخر الخيارات للفصل في هذه القضية ، وبالتالي يمكن أن تعاد بكل ببساطة شديدة ، بتقديرات مختلفة منها أن الإتحاد شريك في الخطأ ( تأخر الحكم بسبب عطل في عربته) لتتأخر المباراة عن زمنها المحدد ، رغم أن الإتحاد ليس شريكا في الخطأ بدليل أن المباراة لعبت وانتهي شوطها الأول ، وأضيئت الكشافات للعب الحصة الثانية ، ليحدث الخلل المذكور في الكهرباء ، لتأتي المفاجأة أن فريق الرابطة يرفض اللعب لأسباب تقع في صميم مسؤوليته ، في وقت بقي فيه الحكم وفريق الأمل داخل الملعب حتي إنتهاء المهلة المحددة . مخلص هذه المهازل أن الثقة في الإتحاد الحالي تراجعت بصورة مخيفة ولن أبالغ إذا ذكرت أنها معدومة . hassan faroog [[email protected]]