*رغم عوامل الاحباط التي ما زالت تسد منافذ الأمل في الوصول الى اتفاق قومي في ظل استمرار حالة الإستقطاب السياسي الحاد بين الحكومة والمعارضة وتخندق الحكومة خلف اجندتها الحزبية لصد أي توجه نحو الحل القومي فإننا لن نمل الدعوة لهذا الحل لبناء مستقبل السودان الباقي بما يضمن مشاركة كل فعالياته ومكوناته في صنع هذا المستقبل وحمايته من كل المهددات القائمة والكامنة. *لذلك فاننا نبارك ما تم من مخرجات اللقاء السوداني التفاكري الثاني الذي عقد بالدوحة - قطر في الفترة من 22 - 24 سبتمبر الحالي حول الأزمة الوطنية في السودان ونؤيد النداء الذي وجهه لقاء الدوحة لأهل السودان بمن فيهم أهل الحكم خاصة من حزب المؤتمر الوطني الذين باتوا يحسبون أن كل دعوة للحل القومي إنما تهدف لاسقاط حكمهم وكأنهم ضد أي اتفاق يخرجهم ويخرج السودان من المآزق السياسية والاقتصادية والعدلية والأمنية التي تواجه البلاد. *نكتب هذا ونحن نتطلع لما يجري في أديس أببا من مفاوضات بين رئيسى شقي السودان وكلنا أمل في أن يتوصلا لحلول للقضايا العالقة بين البلدين التي ألقت بظلالها السالبة على حياة المواطنين ، مع علمنا بأن هذا الإتفاق وحده -إذا تم - فإنه لن يحقق الحل الشامل لما يجري في السودان الباقي ولكنه حتما سيسهم في دفع الحوار المطلوب مع الآخر في الداخل لتأمين السلام مع دولة الجنوب وإعادة مياه البلدين الى مجاريها ولإستكمال السلام في دارفور والشرق وتحقيقه في كل ربوع السودان الباقي. *نكررهنا ماسبق و قلناه مراراً وتكراراً من أن الحلول الجزئية لا تكفي وكذلك الحلول الخارجية والحلول العسكرية التي أنهكت السودان بشرياً ومادياً وأنه لابد من الحل السياسي القومي الشامل الذ ي لابد أن يتم بمشاركة الفعاليات السودانية المؤثرة للتوافق على هذا الحل ولبناء دولة الوطن بدلاً من دولة الحزب ولتحقيق السلام الشامل ودفع فاتورة التحول الديمقراطي ومكافحة الفقر والتصدي لكل القضايا المجتمعية الأخرى. *هذا يتطلب كما جاء في نداء الدوحة لأهل السودان تأكيد ديمقراطية الدولة ومدنيتها وفدراليتها وكفالة الحريات العامة والحقوق الأساسية وضمان حيدة وقومية الخدمة المدنية والقوات النظامية ومؤسسات الدولة الأخرى وقيام الحكم على عقد اجتماعي ينبثق من المائدة المستديرة التي لابد من تكاتف جهود الحكومة والمعارضة للإسراع بعقدها في الداخل للخروج من هذا الواقع المأزوم الى رحاب الوطن الذي يسع الجميع. نورالدين مدنى [[email protected]]