حزب الأمة القومي: يجب الإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بين كباشي والحلو    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    الفنانة نانسي عجاج صاحبة المبادئ سقطت في تناقض أخلاقي فظيع    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    جبريل ومناوي واردول في القاهرة    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين مازالو يعبرون الحدود يومياً    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجربتي في صحيفة (الأحداث) فصول من تجليات وسقوط الأقنعة .. بقلم: أجوك عوض الله جابو
نشر في سودانيل يوم 09 - 10 - 2012


أجوك عوض الله جابو
توقفنا في الفصل السابق في أننا جلسنا الى صلاح وبعد أخذ ورد معه في محاولة منه لرأب الصدع أقنعناه بعدم جدوى المحاولة لأن كل من شخصي والأستاذ عادل الباز لم يعد يطيق الآخر. توصلنا لتسوية قضت بأن نتقاضى من الصحيفة مرتب ثلاثة اشهر بدلا عن الست أشهر وشهر إجازة وبعدها نترك الدار تنعي من بناها يوم أن اهتدينا بمعنى الأبيات التالية:
إذا ضاق صدرك من بلاد
وخفت يوما من أذاها
فارحل عاجلا منها سريعا
وخلي الدار تنعي من بناها
فدار مثل دارك قد تجدها
وروحك لن تجد عوضا سواها
وحتى يكون الاتفاق عمليا قام صلاح بحصر حقوقنا التي بطرف الصحيفة وشمل الحصر حقوقنا في التأمين الاجتماعي في التو واللحظة. اتصلت على استاذ عادل الباز في اليوم الثاني فقال لنا:(أنا موافق على ما اتفقتم عليه دون أن أطلع عليه. وأخبرنا صلاح بأن لدينا بطرف التأمين الاجتماعي نصف المستحقات بينما النصف الآخر بطرف الصحيفة والصحيفة ملتزمة بإيفاء النصف الذي يليها. فعلمنا أن الصحيفة كانت تستقطع من رواتبنا دون أن تقوم بتسديد المبلغ المفروض للتأمين الاجتماعي. لم نبد انزعاجا من الامر فلا بد أن مالك الصحيفة كانت لديه مشاكله الخاصة الأمر الذي استدعاه للاستقطاع مستعيضا عن موافقتنا على الخطوة بافتراض الرضى... مضى يومين ...وقابلنا صلاح فدار بيننا الحوار التالي:
صلاح: أظن أن الخطوة العملية بعد توصلنا للتسوية هي تقديم استقالتك
أجبته: لن أتقدم باستقالتي؛ و لماذا أقدم استقالتي طالما كان القدر الأكبر من مستحقاتي بطرف الصحيفة وفق ما أخبرت وهذا يعني أن كل الإجراءات المطلوبة ستتم داخل الصحيفة فما الحاجة للاستقالة ثم إننا لن نذهب الى التأمين الاجتماعي إلا بعد أن نقاضي مستحقاتنا التي بطرف الصحيفة وبعدها نقر رسميا باستلامها بعد أن يشتمل الاتفاق على توقيع الأطراف حتى يكون ملزما. فإذا كان هناك اضطرار استخرجوا خطاب فصل وأنجزوا به ما أنتم بحاجته. استشارة وسأرد عليك غدا.
صلاح: لن نستطيع أن نطبق شيئا ما لم تستقيلي.
ووفقا للاستشارة علمنا أن هناك بند في قانون العمل يعرف (بإنهاء الخدمة بالتراضي) يغنينا عن جدل الاستقالة وخطاب الفصل. اتصلت على صلاح وأخبرته وطلبت منه ضرورة تسطير الاتفاق على ورقة مروسة ومهرها بتوقيع الشهود. وفي اليوم التالي صبيحة 24 مايو قابلت صلاح فقال لي:أستاذ عادل الباز كلفني بأن أنقل لك تراجعه عن الاتفاق.
سألته: ولماذا تراجع عن الاتفاق؟!
صلاح: الباز قال طالما أن أجوك لا تثق "فيني" أنا تراجعت عن الاتفاق وأخبرها بأن تذهب الى مدير التحرير عبد المنعم ابو ادريس لتستلم جدول تكليفها خلال اليوم.
حدثت نفسي وأنا أقصد مكتب مدير التحرير عبد المنعم ابو ادريس ..لم نكن أصدقاء الباز حتى يتفاجأ بعدم ثقتنا فيه إن كان يعتقد ذلك. ثم ما علاقة الثقة وعدم الثقة في هذا الموضوع فالأمر برمته لا يكاد يخرج عن دائرة توخي تثبيت الحقوق عملا بقوله تعالى:( وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَة).ثم إن آثار فأس افتراه علينا في مكتب العمل لا يزال على ظهرنا فهل نثق به تفاؤلا؟!
بلغت باب مكتب مدير التحرير كان منشغلا ببعض شأنه. وبعد السلام.
خاطبته:استاذ عبد المنعم ابو ادريس استاذ عادل وجهني بالحضور اليك لاستلام جدول التكاليف الخاص بي.
أجابني: "بحسم بائن "انتي عايزة ترجعي الشغل؟
أجوك: وجهت من قبل استاذ عادل بالحضور لاستلام الجدول؛ ألم يخبرك أي من استاذ عادل او المدير الاداري صلاح بذلك؟
أجاب: لم يخبرني أحد بشئ .."أعاد سؤاله": بانفعال انتي عايزة ترجعي؟
أحسست أنه يريد إجابة ترضي شيئاً في نفسه وإلا فما قيمة السؤال وإجابته ونحن نطلب جدول التكليف "اللبيب بالإشارة يفهم"
أجوك: لست المعنية بالإجابة على السؤال فقط كان بيني وبين استاذ عادل اتفاق ونقل لي صلاح تراجعه عن الاتفاق ووجهني باستلام الجدول منك.
قال بحدة:"انتي بتلفي وبتدوري مالك يا زولة".. قلت ليك انتي عايزة ترجعي الشغل؟.
أجبته : ما الأمر؟! لماذا تصرخ في وجهنا هكذا.. نحن نتحدث اليك في أدب.. لست الجهة المعنية بالإجابة على سؤالك.
مدير التحرير: يصرخ منفعلا..أمشي أطلعي بره من المكتب دا.
أجبته: أتيتك بناء على توجيه ولو كنت أدري أنك مدير تحرير صوري لا تخبر بشئ لما قصدتك. ثم إنني لم آتيك في منزلك حتى تقوم بطردي. أنت تعمل في مؤسسة ووظيفة تجعلك قائما على أمر غيرك لا يمكنك أن تتعامل بهذه الطريقة المتخلفة. سأخرج لا لأنك قمت بطردي ولكن لاننا زاهدون في رؤية وجهك اذا كان هذا أسلوبك.
خرجت واتصلت على المدير الاداري صلاح أحمد وأخبرته بما حدث. وعندما قابلته خلال اليوم قال لي استاذ عادل استهجن تصرف مدير التحرير ووعد بحل المشكلة خلال اليوم.
كنا حريصين على مقابلة أستاذ عادل لأننا علمنا أنه سيسافر في اليوم التالي 25 مايو لحضور مؤتمر في الدوحة ولكن لم نوفق في مقابلته. حضرت صبيحة يوم 25 مايو وتوجهت الى مكتب المدير الاداري ودار بيننا الحوار التالي:
استاذ صلاح إلام توصلت واستاذ عادل بشأن الجدول خاصتنا؟
صلاح: استاذ عادل تحدث بالهاتف في حضرتي أمس الى مدير التحرير عبد المنعم ابو ادريس وطلب منه ان يسلمك الجدول اذهبي الى مدير التحرير لاستلام الجدول.
اجوك: اعتذر..لن أستطيع مراجعته بعد ما دار أمس لو لم يكن لديك مانع نرجو أن تسلمنا انت الجدول تلافيا لأي احتكاك.
صلاح: جدا..
برهة ..غاب صلاح عن المكتب وحضر بخفي حنين وقال لي:"الزول دا رفض عديل" وقال إنه غير مسؤول عنك ولن يتعامل معك وعليك انتظار عودة استاذ عادل من السفر.
اجوك: ومتي يحضر استاذ عادل وسفرياته تطول كما العهد بها. وماذا علي أن أفعل خلال فترة غيابه؟
صلاح: سأعطيك إجازة ..امكثي في المنزل لحين عودة الأستاذ.
كان صلاح حريصا لانقشاع الأزمة وبذل ما في وسعه مشكورا من أجل تقريب الشقة ولكن هيهات.
حدثت نفسي.."نموذج فريد..مدير تحرير لا يذعن لأمر كل من رئيس التحرير والمدير الإداري وعوضا عن ذلك يصفي خصومته الخاصة مع المحررين في إطار العمل مقتصا لنفسه؟!" . ولأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين طلبت من صلاح مكتوبا رسميا بأمر الإجازة التي يعتزم الجود بها علينا.
سلمني صلاح ما طلبت ومكثت في منزلي اسبوعا. انتهت الاجازة ولم يحضر الاستاذ كان علي العودة الى العمل. طلبت من الاستاذ صلاح ان يتصل باستاذ عادل حتى يفتيني في أمري. ففعل صلاح وأخبرني أن استاذ عادل يأمرني بأن أؤدي عملي دون جدول ومن ثم أقوم بإرسال المادة على بريده الالكتروني على أن يتولي مهمة إرجاعها مرة أخرى للصحيفة ويتولى مهمة نشرها بمعرفته.
حدثت نفسي ..أنا لا أنتمي لأي قسم وهذا يعني أن علي استخدام علاقتي الخاصة مع الأقسام الأخرى لمطالعة الصحف اليومية كضرورة عمل. والعقبة الثانية كانت متمثلة في عدم تقاضينا بموجب حالة التشرد الذي بالصحيفة أي نثريات عمل.المهم اعملنا جهدنا وكان لابد من مباشرة العمل كما طلب منا ولأننا كنا ضمن كتاب الصحيفة قمنا بتسطير مقال وأرسلناه على بريد الاستاذ عادل الباز كما طلب ووجه. ولكن مضت ثلاثة ايام ولم نتلق ردا من الباز يفيد بشئ عن المقال. حسبنا أن المقال غير صالح للنشر كما كان الحكم على كثير مما نكتب في الآونة الأخيرة. أرسلت رسالة اخرى على بريد الاستاذ أستفهمه عن أمر المقال.لأن المقال تناول حدثا معينا ويمكن أن يفقد قيمته وكان عنوان المقال لمن يحب مطالعته على ارشيف المواقع الاسفيرية "عذرا موسس فهؤلاء عنصريون" ولكن للأسف لم نتلق أي إجابة من الباز سلبا او إيجابا بخصوص المقال.
لم نعد نملك غير الحضور الى مباني الصحيفة يوميا للتوقيع على دفتر الحضور فقد كنا حريصين على الوقوف على نهاية السناريو العشوائي الذي نعيشه داخل دهاليز صحيفة الاحداث للايام والتاريخ فلابد من تكسير الأصنام. حاول الزميل شوقي عبد العظيم حين لمس معاناتنا التدخل للرجوع الي مربع الاتفاق"التسوية" و لكنه لم يتوصل لشئ وبينما نحن نرسم توقيعنا على دفتر الحضور ذات صباح علق"المصور"ابراهيم حسين الذي كان حضورا: (أجوك انتي الوحيدة البتوقعي في الدفترة دا مع انو ما بدوك مرتب). باقتضاب أجبنا (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. فلنا في ذلك مآرب أخرى).
أوشك هلال شهر يونيو على الافول دون أن يتقاضي الاحداثيون مرتب شهر مايو فنهض بعض الزملاء لجمع التوقيعات توطئة لرفع مذكرة للإدارة بعد أن جرت العادة على التلويح بالمذكرة كوسيلة ضغط لتقاضي المستحقات الشهرية. ما أن وصلنا الزميل"من تابعي التابعين" الذي كان يطوف لجمع الإمضاءات حتى تردد في إعطائنا الورقة المخصصة للتوقيعات وقال لنا:انتي مش موقوفة؟.سألته ومن الذي أوقفني؟. أخذت منه الورقة دون أن انتظر تعليقا ووقعت:(سبحان الله ..نعاني ما نعاني من معاناة معنوية يوميا داخل هذه الصالة نحضر لأكثر من شهر دون أن تنشر لنا مادة، وفي الوقت الذي كان بعض الزملاء يذوب حرجا وأسف مما نجد. كان البعض الآخر لا يكلف نفسه بدافع حق الزمالة فقط لا أكثر و لا أقل تصيح المعلومة المغلوطة التي تبلغه عنا لم نستكبر الموقف فظروف الحياة الضاغطة قد يدفع لتبني المواقف بالوكالة..لا يهم).
وتكور الليل في النهار وتكور النهار في الليل وآتت المذكرة التي كنا ضمن موقعيها أُكلها وبينما نحن جلوس داخل صالة التحرير اذ بإبراهيم حسين"المصور" يطوف على الزملاء ويدنو منهم الواحد تلو الآخر هامسا في الأذن فينهض المهموس له ويتوجه صوب باب الصالة. لم نكن ضمن الكوكبة المختارة ولكني نهضت وتوجهت الى حيث يتوجه الذاهبون انتهت خطواتي على باب مكتب المراجع المالي للصحيفة استاذ الوليد خالد توجهت اليه في انتظار دوري. وحال أن رآني ابراهيم حسين الذي كان داخل المكتب نفسه حتى قال لي:أجوك أنا ما ناديتك.
أجبته: الحقوق ليست بحاجة دعوة يا ابراهيم.
وعندما اقتربت توطئه لاستلام راتبي أسوة بالزملاء قال لي استاذ وليد الذي كان يتولى مهمة تسليم المرتبات:اجوك "انتظري شوية بس ما حتصرفي مع الناس".
استفهمته:لم؟!..القروش بيسطة اصبر ليومين؟
أجاب استاذ وليد: بالنفي.واستدرك بس استاذ عادل علّم على اسمك وأسماء تانية وقال ما تصرفوا.
لم استأذنه..قلبت "البيشيت"لأرى الأسماء التي لم يرُق مزاج الاستاذ للسماح لهم بصرف مرتباتهم فوجدت اسم كل من محمد عبد الماجد، خالد فتحي وحسن فاروق وشخصي.
خرجت من المكتب وقلت في نفسي محمد عبد الماجد كان مدير تحرير و ربما لأنه متهم بالانحياز الى جانب الصحفيين مربما كان الاستاذ حانقا عليه لانه كشف في اجتماع شفاف عن أن أستاذ عادل الباز يقوم بمهمة زوار الليل"الرقابة القبلية" بنفسه يأمر وينهى ثم يدعي أن الرقيب من هاتفه. بينما كل من حسن فاروق وخالد فتحي يقومان بمهمة تحريض صالة التحرير للمطالبة بمستحقاتهم الشهرية او قل "الربع سنوية" كما اوشي فيهم عند رب العمل. بيد أن حسن ترك الأحداث واستقر مقامه بالرأي العام وخالد فتحي بعد "تربص" تم فصله عبر مكتب العمل ومحمد عبد الماجد في إجازة فما بال العبد الفقير الى الله كاتبة المقال؟! أنهيت خواطري بالاتصال على استاذ عادل الباز.. فلا شك في أن الخبر اليقين عند جهينة.
اتصلت وكررت الاتصال ولم أتلقَّ أي إجابة من الباز لا آنية ولا لاحقة. توجهت في صباح اليوم التالي 23 يونيو 2012م الى مكتب العمل. وقيدت شكوى حوت مطالبة بمتأخرات مستحقاتي التي بطرف الصحيفة لكل من شهري مارس ومايو. سلمت استدعاء مكتب العمل لسكرتير الباز ابراهيم عمار. وبعد استماع مكتب العمل لأقوال الصحيفة من ممثلها ابراهيم عمار وفور عودتنا الى الصحيفة طلبني ابراهيم عمار الى حيث يباشر عمله. استجبت..وقلت له ما الأمر؟
أجابني: بما أنك قدمت شكوى ضد الصحيفة لا يسمح لك بدخول صالة التحرير حتى يفصل مكتب العمل في أمر الشكوى.
أجبته: ومن قال ذلك؟! أهو القانون؟!
أجاب: لا..مدير التحرير الاستاذ عبد المنعم ابو ادريس.
قلت في نفسي لم أشتك الإدارة التحريرية لأن شكواي كان حقوقيا ومدير التحرير زميل في المقام الأول. فهل تضامن مدير التحرير مع الإدارة المالية ضدنا لمجرد لمطالبتنا بحقوقنا ؟!
تنبهت ...قلت له: اذهب وآتني بما قال مدير التحرير مكتوبا.
دقائق وسلمني ابراهيم الورقة أدناه فطلبنا منه ختمها ففعل.
وفي صباح اليوم التالي قصدنا مكتب العمل وعوضا عن جلوسنا لشهرين دون ممارستنا مهام المسمى الوظيفي الذي نحمل منعنا من دخول صالة التحرير. ولكن في اليوم التالي انتكست حالة الصحيفة وصارت لا تصدر ليوم ويومين وضعف نبضها وأدخلت الانعاش والاحداثيون يراقبون بشفق وقلق الى أن سرى في أوصال المؤسسة نبأ وأدها ونشر على صفحات بعض الصحف خبر تصفية الشركة التي كانت تصدر عنها الصحيفة. فاستنتجنا اجابة سؤالنا عن تراجع استاذ عادل الباز عن الاتفاق ومنعنا متأخرات شهر مارس ومايو. والتي أدرجت فيما بعد كديون وغلفت بحجة أن الشركة تحت التصفية،وكان الباز يعلم بدنو اجل تصفية الصحيفة لذلك أبت نفسه الا حرماننا من متأخرات مرتباتنا دون وجه حق الا تحكيم الهوي .وليضاف إليها مستحقات شهر يونيو و20% من مرتب شهر الإنذار "يوليو" وسبحانه وحده من يعلم متى ستؤدى تلك الحقوق غير أننا لا نعلم يقينا ونتأسى بحديثه صلى الله عليه وسلم حول شخصين تخاصما "(لعل بعضكم يكون أبلغ من بعض ومن قضيت له بحق فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو يتركها). قيل لأبن سيرين مات فلان. فقال وماذا ترك؟. قيل ترك دينارا. قال ولكنها لم تتركه. وبدلا من أن نغادر صالة التحرير وحدنا كما حيكت سناريوهات ومؤامرات الانحدار اللهم نستجير بك من أن نكون من الشامتين غادرناها جميعا ودون استثناءات الباز(المانع والممنوع) بأسى عميق يوم التاسع من يوليو الماضي. دون أن نحمل منها شيئا سوى ارشيفنا ورحيق صلات وصداقات وأخوة لا زالت تعبق دواخلنا. بجانب شعور بحزن كبير جراء سقوط الأقنعة وافتضاح "المسخ المجمل بمساحيق (الصداقة و الأخوة والأستاذية) الا من من رحم ربي ممن كانوا ذهبا خالصا لا يصدأ. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ويبقى وجهه ذو الجلال والاكرام معزا من شاء ومذلا من يشاء.
يريد المرء أن يعطى مناه
ويأبي الله إلا ما يشاء
انتهت فصول تجربتنا في صحيفة الأحداث بما تضمنت من (فصول من تجليات وسقوط الأقنعة. ولكن لأننا أوضعناها منضدة الرأي العام كان طبيعيا أن نتقبل الرأي و الرأي الآخر حوله بصدر رحب دون أن ينقصنا ذلك من حق التوضيح شيئا. سنسطر مقالا مستقلا فيما سيأتي لزوم ما يلزم.
اما والله ان الظلم عيب
و ما زال المسئ هو الظلموم
الي الديان يوم الدين نمضي
و عند الله تجتمع الخصوم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.