كلام الناس * الصراع بين قوى الخير وقوى الشر قديم منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام بل قبل الصراع بين إبنيه هابيل وقابيل، إلا أن الحياة لم تتوقف وإرادة الخير دائماً تنتصر مهما تضافرت قوى الشر. * مع تقدم البشرية وتطور التقنية ووسائط الإتصالات تقاربت المسافات واختصرت الأزمنة وأصبح الإنسان الذي كرمه الله وسخر له العالمين يتفاعل مع العالم المحيط وهو داخل بيته وذلك بفضل النقلة النوعية التي جمعت كل العالم بين يديه . * كما في المجتمعات البشرية جمعاء بما فيها المجتمعات الإسلامية يستمر الصراع بين قوى الخير وقوى الشر، وفي كل المجتمعات توجد بؤر الشر والفساد والإنحراف والرزيلة والجريمة كما توجد بها قوى الخير والفضيلة ودورالعبادة و العلم ومنارات المعرفة ، وقد منحنا الله حرية الاختيار إما أن نشكر وإما أن نكفر. * هذه هي سنة الله في خلقه وهو القادر على أن يجعل كل خلقه أمة واحدة ولكنه لحكمة يعلمها جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعلم ، وأن نعمر هذه الدنيا رغم أنها دار إنتقال دون أن ينقص ذلك من كسبنا للآخرة. * للأسف في بلداننا التي مازالت تحت النمو لا نستوعب هذه الحقائق والمعاني التي بين أيدينا ونتصرف تجاه العلم والعالم بما يضرنا أكثر مما ينفعنا ، خاصة عندما ترتفع بعض الأصوات متطاولة على ديننا أو على حبيب قلوبنا خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، فتجئ ردود أفعالنا عشوائية وعدوانية لاتشبه قيم ديننا ولا أخلاق رسولنا الكريم. * صحيح أن هناك إشراقات مبدعة في الرد على المتطاولين ولكنها للأسف جاءت من الغرب مثلما فعل بعض شباب المسلمين من الجنسين عندما خرجوا في تظاهرة سلمية وهم يحملون الزهور ووزعوها للمارة ومعها بعض آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد عظمة الإسلام وسماحته وبراءته من كل ما ينسب إليه من إفتراءات. * نقول هذا بمناسبة ما تم في بلادنا من حجب إلكتروني بردة فعل جسدتها الحكمة الشعبية القائلة بأنها مثل محاولة قتل الذبابة ب(مرزبة) دون إعتبار لحجم الضرر الذي يمكن أن تسببه المرزبة ، لأنه في حالة حجب مثل هذه المواقع فإن الضرر يكون أكبردون فائدة تذكر. إن هذه التقنية التي لاذنب لها في تطاول المتطاولين تقدم لنا مادة ثرة من الحقائق و المعلومات وتحفظ لنا درراً من العلوم والمعارف بما فيها الدرر والمعارف الدينية ، وليس هناك ما يبرر حجب اليوتيوب مثلاً لأن به بعض المواقع الإباحية أو أنه أستغل من المتطاولين على رسولنا الكريم الذي لم تهزه الإعتداءات التي واجهها في حياته ولم تطفئ النور الهادي الذي ما زال يضئ العالم لأن الله سبحانه وتعالى متم نوره ولو كره الكافرون. * نعلم أن البعض بفضل هذه التقنية ذاتها أصبح قادراً على مقاومة أساليب الحجب والتعتيم الإلكتروني ولكننا نرى أن توضع الأمور في نصابها الصحيح وبدلاً من أن نلعن الظلام بمزيد من الإظلام علينا أن نواصل إضاءة الشموع المضيئة. * وبعد.. ماذنب ال(يوتيوب) إذا إستغله بعض المتطاولين في نشر مادة لا تساي قطرة في بحر العلوم والمعارف الدينية والدنيوية التي يقدمها للبشرية جمعاء بكل لغات العالم.