طقش أضاني الخبر ده وعلى لسان مدير التعليم ولاية الخرطوم : "(60) مدرسة حكومية تم تجفيفها بالكامل وهي جاهزة للإستثمار" لا يا راجل ... عليك أمك .. النبي فوقك .. الرسول .. ياخي انتو شغالين شغل نضيف قلتو لي عدمتوها التكتح .. انا مبسوط منك يا الفالح ... ومن لحظتها تذكرت أغنية الأستاذ الهادي الجبل " المدينة" مع بعد التحريف البسيط في الأغنية ( طقش أضاني والدهشة هي الإتكلمت .. قبل الأضان العيون أتنطتت"، لي شنو يا ربي !!! سؤال من هول ما قيل.. هذه ثمار ثورة التعليم، التي قدمتها لنا الإنقاذ في طبق من ذهب لتقول لنا مالم يقله مالك في الخمر عن مجانية التعليم وديمقراطيته وسهولته وووووو ... هو كلام الحكومة ده بنتهي !!، وأعداد التلاميذ الذين يتركون الدراسة في تزايد عبر متوالية هندسية والتسرب المدرسي بلغ أعلى مستوى له منذ الإستقلال، ويقول مسئول حكومي " هو الأولاد ديل من ما خشوا الفيس بوك خلوا القراية ذااااتااا"!! ، قبل أن تجفف المدارس تماماً جففت الإنقاذ الخدمات التعليمية، بعد أن رفعت يدها عن دعم هذه التعليم. حتى أصبحت السمة الغالبة على هذه المدارس عبارة عن عشوائيات لا مقاعد مريحة ولا أستاذ لديه القدر على توصيل المعلومة ولا إدارة مدرسية مطلعة بدورها تجاه هذا الجيل الذي حرمت الإنقاذ من أبسط حقوقه في التعليم وحولته إلى سلعة وإستثمار، للأغنياء فقط الحق في تعليم أبناءهم بالملايين فضلاً عن وجود مدارس وفصول في السلهة ساااااااااكت كده .. أين دور الدولة في ذلك؟ سؤال نظل نطرحه في غمرة الأزمة التي يعانيها السودان ليس وحده التعليم هو الذي يواجه هذا التعدي السافر، بل قطاعات أخرى تعاني الأزمة.. بفعل سياسات أضرت بهذا البلد من 30 يونيو 1989م، وهي وحدها سيئة السيط الخصخصة التي لم تسلم المرافق الحكومية والمال العام من البيع ( مدارس – ميادين – شوارع – مساحات زراعية – مقابر ... الخ) نرجع لي كلام السيد مدير التعليم بولاية الخرطوم، والكلام فيهو نوع من الفخر والفشخرة وكأنوا الراجل بقول لينا الأولاد بتمتعوا بالخدمات التعليمية كاملة يعني ترحيل وجبة كاملة الدسم وكرسات وأقلام وبرايات وبيئة مدرسة مؤهلة ومعلم بصرف مرتبو يوم 26 في الشهر يعني قبل 4 يوم من إنتهاء الشهر، لو في زول شاف مدرسة اساس أو ثانوي بقتنع أنو أولادنا ديل كمية المعاناة البعانوها تكفي بلد!! ياخي الواحد بكون شائل ليهو خُرج في ضهرو محمل بالكتب التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. الشافع تلقى عمر 11 سنة وضهروا محني أسي عليكم الله ده لو حصل 50 سنة ما بكون ماشي زي الزرافة المدنقرة في الواطة، 60 مدرسة للصالح العام في فرد عام .. عيب عليك الكلام ده يا المدير الكلام ده بخجل عديل كده والله انا أسي خجلت ليك بالنسبة لي منصبك ده.. السيد مدير التعليم يستعرض عضلاته في مزاد علني ويبشر الشعب بالتجفيف، من سخرية القدر أن يجعل الله أقدرنا ومصايرنا في أيدي أناس مهمتهم الأولى التدمير وليس البناء . بعد شوية السيد مدير التعليم حيطرح كلاموا ده في إعلان رسمي بالفضائيات والإذاعات، ويجيب ليهوكم فنان ونجم كده ويقول ليهم ظبطوا لي إعلان كاااااااارب عشان ناس القروش ديل يشتروا المدارس دي .. فيهم البفتحها مطعم وفيهم البفتحها سلخانة وفيهم البفتحها مدرسة خاصة، السؤال المهم لحساب أي جهة تتم عمليات تجفيف المدارس، التي يتحدث عنها مدير تعليم الولاية؟؟ وما دور حكومة ولاية الخرطوم في عملية التجفيف؟ إذا جففت 60 مدرسة داخل ولاية الخرطوم اللهي العاصمة، فما حال الولايات إذاً؟؟ إقتراح : أقتراح على المسؤلين : تجفيف الشعب السودان إلى حين إشعار آخر Hatem Elgimabi [[email protected]]