الحزب الشيوعي السوداني - المكتب السياسي أكد الحزب الشيوعي مراراً وتكراراً، وأعلن على رؤوس الأشهاد، كحزب مستقل، وكطرف في تحالف الإجماع الوطني المعارض، ضرورة إيجاد صيغة مناسبة لإشراك كل القوى المعارضة تحت لواء التحالف، بما في ذلك الجبهة الثورية. ذلك إن قيام أوسع جبهة لقوى المعارضة هو شرط موضوعي على طريق إسقاط النظام. وقد صعدت هذه الضرورة إلى مقدمة جدول أعمال التحالف خاصة بعد توقيع رؤساء أحزابه على ميثاق البديل الديمقراطي الذي سينقل بلادنا من الشمولية للتعددية، ومن الدكتاتورية للديمقراطية، ومن السياسات الحربية للسلام العادل، ومن دولة الحزب الواحد لدولة المواطنة المدنية القائمة على واقع التعدد والتنوع في السودان، دولة المشاركة والتوافق القومي، دولة القانون والمؤسسات. ووصولاً إلى هذا، طرح الميثاق نهج ووسيلة النضال السياسي الجماهيري و الانتفاضة الشعبية. وبعد عدة محاولات وجهود مضنية، نجح التحالف في إرسال وفد منه لمناقشة الجبهة الثورية على طريق إقناعها، مع احترام حقها المشروع في اختيار نهجها ووسيلتها، بميثاق البديل الديمقراطي وما اختاره التحالف من نهج سلمي لتغيير النظام. غير أن وفد التحالف تجاوز حدود صلاحياته، وتوصل لمشروع جديد تحت اسم الفجر الصادق، يعتمد وسيلة إضافية لإسقاط النظام هو الكفاح المسلح. كما شملت وثيقة الفجر الصادق أيضاً قضايا أخرى غير متفق عليها في التحالف، بل إن بعضها لم تتم مناقشته أصلاً. وكان المفروض، أن يعرض الوفد، ما توصل له من مشروع اتفاق مع الجبهة الثورية، على قيادة التحالف للتداول حوله، لا أن ينشره كميثاق. وكان طبيعياً أن يحدث هذا التجاوز لأسس العمل الجبهوي الديمقراطي في ذلك اللقاء الذي حضرته أطراف عديدة غير مكلفة أصلاً من قبل التحالف للحوار مع الجبهة الثورية. إننا في الحزب الشيوعي سنواصل تمسكنا بالأطروحات التي أجازها التحالف في ميثاق البديل الديمقراطي، وخاصة النضال السياسي الجماهيري السلمي و دولة المواطنة المدنية ووحدة السودان. وقد أحسن تحالف المعارضة صنعاً ، بتأكيده أهمية مواصلة الحوار مع الجبهة الثورية على طريق توحيد كل قوى المعارضة. وإخضاع ما أسفر عنه لقاء كمبالا، والذي لا يزال مجرد مشروع، للتداول حوله وصولاً لاتفاق وطني شامل يعبر عن إرادة شعبنا وقواه السياسية المعارضة في الداخل والخارج. إن ما أقدم عليه المؤتمر الوطني، بعد نشر مشروع كمبالا، من دق طبول الحرب وإطلاق الاتهامات الجزافية بالعمالة والخيانة، وتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، يعبر في جوهره عن هلع وهستيريا لشعوره بدنو أجل نظامه المحتوم. إننا نحذر المؤتمر الوطني من صيغة تهديداته بسحب الشرعية من أحزاب التحالف ومن أقدامه على اعتقال قياداتها. فالمكر السيئ لن يحيق إلا بأهله. المكتب السياسي الحزب الشيوعي السوداني 8/1/2013