(حريات) أبدى الحزب الشيوعي السوداني تراجعاً عن التزامه بوثيقة ( الفجر الجديد ) الموقعة في كمبالا قبل بضعة أيام ليسير في ذات درب حزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي . ورمى الشيوعي باللوم على ممثلي تحالف المعارضة في الداخل في وقت أكد فيه الحزب التزامه على ضرورة إيجاد صيغة مناسبة لإشراك كل القوى المعارضة تحت لواء التحالف، بما في ذلك الجبهة الثورية معتبراً أن قيام أوسع جبهة لقوى المعارضة هو شرط موضوعي على طريق إسقاط النظام". وأبدى مراقب سياسي دهشته من تبرير الحزب الشيوعي لموقفه اللاحق لموقف حزبي الأمة والشعبي بخطأ ممثلي التحالف في لقاء كمبالا . وقال (من الذين شاركوا قادة مؤثرين في أحزابهم ولا يمكن أن يقعوا في مثل هذه الأخطاء). وقال المحلل السياسي ل (حريات) (ان التراجعات المشار اليها لها اسباب موضوعية وذاتية – الموضوعية تتعلق بالصراع الدائر فى جميع القوى السياسية مابين دوائر تسعى لاستدامة الوضع القائم والالتحاق به عبر تسوية ما ومابين تيارات جذرية تريد التغيير واعادة بناء البلاد على اسس عادلة وديمقراطية ، كما تتصل بتخريب اجهزة امن الانقاذ وطرائقها فى الترهيب والترغيب والابتزاز ، والتى تستند على مناصرة دوائر فى المجتمع الدولى ترغب فى الابقاء على الانقاذ مع (تشذيبها ) وبالتالى تريد هى الأخرى المحافظة على حالة الإنقسام فى المعارضة بحيث تسوغ وتبرر سياستها فى المحافظة على الوضع القائم . وأضاف المحلل السياسي ان للنكسة كذلك أسبابها الذاتية ، وتتحمل مسئوليتها الجهات المنظمة ، مثل الكلفتة فى التحضير ، والتركيز على الفرقعة الاعلامية اكثر من المضمون الفكرى والسياسي والعملى ، وعدم التشاور المسبق مع القوى السياسية الرئيسية حول الميثاق المقترح ، وعدم ضمان تفويض المناديب للتوقيع ، اضافة الى ضعف اشراك المثقفين الديمقراطيين مما أدى الى أخطاء فى الصياغة ، وهى أخطاء صارت مكررة فى أدبيات القوى المعارضة ، سواء الجبهة الثورية أو قوى الاجماع ، وتشير الى انغلاق هياكل هذه التنظيمات عن قوى الثقافة العريضة التى تدعمها . وقال المحلل السياسي ان دوائر الاستسلام للمؤتمر الوطنى فى القوى السياسية المعارضة وظفت الكلفتة والاخطاء على طريقة (حق يراد به باطل ) ، للانقلاب على مبدأ وحدة قوى التغيير . واضاف بان حالة التبعثر القائمة ذات آثار خطيرة ليس فقط فى الابقاء على النظام وانما كذلك على النسيج الوطنى ، وقال انه يجب التمسك بمبدأ وحدة قوى التغيير مهما كانت المصاعب والتعقيدات والانتكاسات. (نص بيان الحزب الشيوعي السوداني): بيان جماهيري الحزب الشيوعي السوداني – المكتب السياسي أكد الحزب الشيوعي مراراً وتكراراً، وأعلن على رؤوس الأشهاد، كحزب مستقل، وكطرف في تحالف الإجماع الوطني المعارض، ضرورة إيجاد صيغة مناسبة لإشراك كل القوى المعارضة تحت لواء التحالف، بما في ذلك الجبهة الثورية. ذلك إن قيام أوسع جبهة لقوى المعارضة هو شرط موضوعي على طريق إسقاط النظام. وقد صعدت هذه الضرورة إلى مقدمة جدول أعمال التحالف خاصة بعد توقيع رؤساء أحزابه على ميثاق البديل الديمقراطي الذي سينقل بلادنا من الشمولية للتعددية، ومن الدكتاتورية للديمقراطية، ومن السياسات الحربية للسلام العادل، ومن دولة الحزب الواحد لدولة المواطنة المدنية القائمة على واقع التعدد والتنوع في السودان، دولة المشاركة والتوافق القومي، دولة القانون والمؤسسات. ووصولاً إلى هذا، طرح الميثاق نهج ووسيلة النضال السياسي الجماهيري و الانتفاضة الشعبية. وبعد عدة محاولات وجهود مضنية، نجح التحالف في إرسال وفد منه لمناقشة الجبهة الثورية على طريق إقناعها، مع احترام حقها المشروع في اختيار نهجها ووسيلتها، بميثاق البديل الديمقراطي وما اختاره التحالف من نهج سلمي لتغيير النظام. غير أن وفد التحالف تجاوز حدود صلاحياته، وتوصل لمشروع جديد تحت اسم الفجر الصادق، يعتمد وسيلة إضافية لإسقاط النظام هو الكفاح المسلح. كما شملت وثيقة الفجر الصادق أيضاً قضايا أخرى غير متفق عليها في التحالف، بل إن بعضها لم تتم مناقشته أصلاً. وكان المفروض، أن يعرض الوفد، ما توصل له من مشروع اتفاق مع الجبهة الثورية، على قيادة التحالف للتداول حوله، لا أن ينشره كميثاق. وكان طبيعياً أن يحدث هذا التجاوز لأسس العمل الجبهوي الديمقراطي في ذلك اللقاء الذي حضرته أطراف عديدة غير مكلفة أصلاً من قبل التحالف للحوار مع الجبهة الثورية. إننا في الحزب الشيوعي سنواصل تمسكنا بالأطروحات التي أجازها التحالف في ميثاق البديل الديمقراطي، وخاصة النضال السياسي الجماهيري السلمي و دولة المواطنة المدنية ووحدة السودان. وقد أحسن تحالف المعارضة صنعاً ، بتأكيده أهمية مواصلة الحوار مع الجبهة الثورية على طريق توحيد كل قوى المعارضة. وإخضاع ما أسفر عنه لقاء كمبالا، والذي لا يزال مجرد مشروع، للتداول حوله وصولاً لاتفاق وطني شامل يعبر عن إرادة شعبنا وقواه السياسية المعارضة في الداخل والخارج. إن ما أقدم عليه المؤتمر الوطني، بعد نشر مشروع كمبالا، من دق طبول الحرب وإطلاق الاتهامات الجزافية بالعمالة والخيانة، وتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، يعبر في جوهره عن هلع وهستيريا لشعوره بدنو أجل نظامه المحتوم. إننا نحذر المؤتمر الوطني من صيغة تهديداته بسحب الشرعية من أحزاب التحالف ومن أقدامه على اعتقال قياداتها. فالمكر السيئ لن يحيق إلا بأهله. المكتب السياسي الحزب الشيوعي السوداني 8/1/2013