لدي قناعة قديمة أن التركيبة الأسبانية في مايتعلق بمفاهيم كرة القدم بها بعض ملامح الدول الأقل نموا في هذا العالم المسمي عالم المستديرة ، بل أنني في كثير من الأحيان أكاد أجزم أن الأسبان تأثروا بنا في الجوانب السالبة ، وليس العكس ، بمعني أنهم نقلوا عنا الممارسات التي تدخل تحت تعريف ( التخلف والجهل الرياضي) وتعتبر الصحافة الأسبانية أفضل من يعبر عن واقع الكروي متخلف في جانب المفاهيم ، فهي صحافة تعتمد في سياستها التحريرية علي الإنحياز للأندية ومن هذه الصحف ( سبورت .. ألموندو .. آس ... ماركا) وغيرها من الصحف ، وأشهرها منقسم بين الفريقين الكبيرين برشلونة وريال مدريد ، وهناك صحف تنحاز لأندية رياضية أخري أقل شهرة . كما أن المتابع للدوري الأسباني من خلال وسائط الإعلام المختلفة يلحظ أن رؤساء الأندية الأسبانية لهم مساحة مقدرة سواء في المباريات ، أو التصريحات الصحيفة وهذا الشيء يوجد بدرجة أقل في الدوري الإيطالي ، تطرف الصحافة الرياضية ونشرها للتعصب الكروي الضار ، يظهر بصورة واضحة قبل مباريات الكلاسيكو بين برشلونة والريال ، وإذا قدمنا بعض النماذج التي تعبر عن هذا الواقع سنجد أن صحيفة (سبورت) الكاتالونية المحسوبة علي نادي برشلونة نشرت قبل إحدي مباريات البارسا والريال في إكتوبر من العام 2012 عن حكم المباراة مايلي ( الحكم ديلجادو فيريرو سيكون مريحا للفريق الملكي لأنه يتسامح بشكل كبير مع التدخلات العنيفة التي يقوم بها المدافع البرتغالي بيبي ولاعب الوسط الألماني سامي خضيرة لهذا هو ( حبيب الريال) ) إنتهي . من خلال هذا سنلاحظ عدم وجود فرق بين ماينشر عندنا وينشر عندهم ، في مايتعلق بتصنيف الحكام ، فمثل مالديهم ( حبيب الريال) ، عندنا الحكم ( حبيب الهلال) والحكم ( حبيب) المريخ . لم يتوقف الصراع الإعلامي بين البارسا والريال عند الحكام ، فلم يسلم منه اللاعبون ، وآخرهم الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تعرض عقب ( الكلاسيكو) الأخير ( قبل يومين) لحملة إعلامية شرسة من وسائل إعلام محسوبة علي ريال مدريد ، والتي نقلت أخبار عن شتمه لمدافع الريال ألفارو أربيلوا مؤكده ( أنه أهان اربيلوا ووجه له أقذع الشتائم في مرآب السيارات الخاص بملعب (سانتياغو بيرنابيو ) دون أن يسلم منه أيتور كارنكا المدرب المساعد للنادي الملكي ، وكانت صحيفة ( آس) المدريدية الأكثر قسوة علي اللاعب الارجنتيني وقالت إنه كشف عن وجهه القبيح عقب الكلاسيكو بعدما شتم اربيلوا ووصف كارانكا بأنه ( دمية مورينيو) لكن جميع وسائل الإعلام التي تحدثت عن واقعة ميسي لم تبرز أي دليل يثبت ذلك ، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام الكاتلونية للتأكيد علي مايجري ماهو إلا وسيلة لتشويه سمعة اللاعب والحط من شأنه ، وقد إنضم لركب المدافعين عن ميسي صحفيين معروفين بميولهم لريال مدريد ، وذكر الصحفي باكو غارسيا كاريداد وهو مدير راديو ماركا المدريدي أن ميسي يتعرض بالفعل لحملة تشويه متسائلا عن الأدلة والبراهين لشتمه أربيلوا وكارانكا ، وقال إن نادي ريال مدريد لن يصمت حيال ذلك ، والمح كاريداد إلي أن ثمة أشخاص مقربين من ريال مدريد لهم يد طولي في الحملة ضد ميسي ، وهو ماحلله البعض بأن المعني بالأمر قد يكون البرتغالي مورينيو مدرب ريال مدريد) إنتهي .. صورة طبق الأصل لمايحدث عندنا ، ولا أبالغ أن المفردات هي ذات المفردات التي نستخدمها بداية من وصف صحيفة ( آس) أنها أكثر ( قسوة) علي ميسي ، واستخدام المدافعين عن ميسي لمفردات مثل ( الحط من شأنه) ، ( تشويه سمعته) و ( يد طولي في الحملة ضد ميسي) ، ولم يتبق للمدافعين عن الساحر الأرجنتيني إلا وصف هذه الأخبار (بالشتل) ، حتي تكتمل الصورة ، رغم أنها وردت ولكن بالأسباني .. يابختنا مفروض نفرح لقينا حاجة ممكن ننافس بيها في أوروبا .. (الشتل). hassan faroog [[email protected]]