قد يستغرب الكثيرون لهذا العنوان الغير مفهوم لديهم ، فهو مكتوب بحروف عربية وبلغة غريبة شبيهة بالإيرانية أو الباكستانية والتي تستخدم فيهما الحروف العربية ، ولكن تلك الجملة هي من اللغة النوبية ، وهي مقطع من قصيدة ( كجبار ) المشهورة للفنان والشاعر النوبي العملاق مكي علي إدريس ، وكتبها حينما بدأت السلطات في تنفيذ سدي دال وكجبار دون مشاورة الأهالي ووجد الأمر معارضة شديدة من قبل الأهالي حتى تراجعت الحكومة ووحدة تنفيذ السدود عن بناء السدين في المنطقة ، ويقول الأهالي أنه كان في حالة قيام السدين سيتم إغراق كامل المنطقة الواقعة بين دال شمالاً حتى أبو فاطمة جنوباً ، وهو في الواقع كان سيولد كارثة إجتماعية وبيئية خطيرة من الصعب معالجتها ، وقالت السلطات حينها أن السدين سيوفران الطاقة الكهرومائية للمنطقة ومن أجل التنمية الزراعية والصناعية ، فكان رد القصيدة هو أن الكهرباء حينما تاتي بعد قيام السدين سنستمتع بها داخل المياه أي بعد أن نغرق وتغرق المنطقة فما فائدة الكهرباء حينها ، و ( كرهبا ) هي الكهرباء و ( فكن أوري ) تعني عندما تاتي الكهرباء سنفرح ، ( أمن توو قري ) تعني ولكن فرحنا سيكون تحت الماء ونحن غرقا كما حدث لأرقين في وادي حلفا ( أرقينا فلوكا جلي ) يعني يجب أن تتذكروا أيها النوبيين ماحدث لأرقين ولأهالي وادي حلفا من إغراق وتهجير .. ماجعلنا أن نكتب هذه المقدمة هو أن هذه الأيام تتزامن وحضور الوفد القادم من محليتي وادي حلفا ودلقو ممثلاً في خمسين شخص جاءوا لعمل لقاءات مع المسؤولين بخصوص كهرباء المنطقة ، وسبق أن كتبنا عن كهرباء المنطقة وقلنا يجب أن تتمتع المنطقة بالكهرباء القومية كمثيلاتها من مناطق السودان ، ولا يعقل أن تظل المنطقة في ظلام دامس لقرون سحيقة مع تجاهل متعمد من كل الحكومات السابقة والحكومة الحالية ، وحمدنا هذه اليقظة المتأخرة من أهالي المنطقة بتكوينهم لجان لهذا الخصوص في المنطقة وفي الخرطوم لمتابعة هذا الأمر ، وتوج الأمر بهذه الزيارة للمركز للمطالبة بالكهرباء ، وهذا في تقديرنا خطوة جميلة وموفقة وفي الإتجاه السليم ، ويجب أن لا تتوقف عند هذا الحد ، بل يجب أن تتواصل الجهود الشعبية في المنطقة دون كلل أو ملل حتى تنعم كل المنطقة بكهرباء قومية كاملة الدسم .. وعلينا أن نشيد جميعا كأبناء منطقة بالتسيق الجيد الذي تم بين لجنتي الخرطوم ولجنة البلد للتحضير لهذه الزيارة ، والتي خرجت بنتائج جيدة وإيجابية تمثلت في لقاء أكثر من عشرة قيادات من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية كما أفادنا معتمد محلية دلقو الأستاذ سراج حاج إدريس ، وقال أن اللقاءات كانت إيجابية ، وإستطاعت اللجنة أن تخرج بدعم مادي وعيني تمثل في عدد 1000 عمود كهرباء ومبلغ 25 الف جنيه سوداني دعما لعمل اللجنة كما قال لنا عضو اللجنة الأستاذ محمد شريف ، كما إلتزم السيد النائب الأول علي عثمان بتكوين ( محفظة ) لدعم كهرباء المحليتين على أن تكون تحت إشرافه شخصياً ، نسبة لعدم وضع ميزانية بهذا الخصوص في الميزانية الحالية .. وللوفد القادم واللجان المنظمة لهذه اللقاءات نقول ، طالما أنتم تحركتم من أجل المنطقة ومن أجل إنسانها ، قطعاً ستجدون كل الدعم من الأهالي ، وستجدون كل الدعم والمساندة الإعلامية إلى أن تتحق أحلامنا ، بتوصيل كهرباء لكل منزل ولكل مزرعة من أجل التنمية الحقيقية ، وإلى الأمام .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]