محاولات ماراثونية لتوحيد فصائل دارفور استباقا للجولة الجديدة لمفاوضات الدوحة، وربما ليس استباقا وإنما تسريعا لها لأن هناك قناعة بعدم جدوى أي مفاوضات بدون اتفاق الحركات على سقف تفاوضي واحد ولن يتأتى ذلك بدون اتفاق بحد أدنى بينها.. أديس أبابا شهدت اتفاق أربع فصائل مسلحة على الوحدة والاندماج في هيكل واحد بحضور المبعوث الأمريكي للسودان اسكوت غرايشون وهي حركة تحرير السودان قيادة الوحدة وحركة تحرير السودان وحدة جوبا برئاسة احمد عبد الشافي وفصيل يتبع لحركة عبد الواحد نور بجانب جيش المقاومة المتحدة برئاسة بحر أبوقردة. ربما كان أهم نتائج هذا الاتفاق الحديث عن "جسم سياسي" واحد أي أن هناك رغبة وربما قناعة باعتماد العمل السياسي السلمي بديلا للعنف والعمل العسكري.. في موازات ذلك ينعقد بالقاهرة اجتماع خماسي يضم بالإضافة إلى السودان، ليبيا ومصر أمريكا والجامعة العربية حول توحيد فصائل أخرى.. هذه كلها جهود ايجابية وتسير في الطريق الصحيح، لكن لابد أن ينسق غرايشون من جهة أخرى بين الجهود المصرية والجهود القطرية والانتقال بها من ساحة "التنافس" إلى ساحة التكامل فضلا عن تحييد أي تأثير سلبي لتشاد المتربصة على حركة العدل والمساواة تحديدا. ولعل ما يدعو للتفاؤل حدوث بعض التغيير في موقف حركة العدل والمساواة المتصلب والرافض لمشاركة فصائل أخرى في المفاوضات.. هذا التحسن في موقف الحركة يكون مجديا وفاعلا إن كان ناتجا عن قناعة وليس نتيجة لتصدعات يبدو أنها أصابت الحركة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال فشل عقد اجتماع المكتب السياسي للحركة برئاسة خليل إبراهيم بسبب ارتفاع الأصوات المنددة بسياسات رئيس الحركة.. الخطورة أن ينتج عن هذه الخلافات حالة تشظٍ في الحركة تزيد من تعقيد الأمور إجمالا.. نشير إلى أن (6) من القيادات الميدانية بالحركة على رأسهم قائد ثاني استخبارات الحركة قد أعلنوا انسلاخهم من الحركة بسبب عمليات إعادة الهيكلة التي تمت بتوجيهات مباشرة من الحكومة التشادية.. رغم ذلك كله يمكن أن نشعر بشيء من التفاؤل. Yasir Mahgoub [[email protected]]