بفقه الحق والمصلحة والإختيار من حق قناة الشروق أن تختار المباريات التي تستحق عندها ووفق سياستها البث والمباريات التي لا تستحق ذلك ، ولا يستطيع كائنا من كان أن يتدخل في هذه السياسة طالما أن القناة حددت رؤيتها بشفافية ، ولكن أن تقدم القناة نفسها للرأي العام بصورة في ما يتعلق بنقل المباريات الخارجية لأنديتنا (الهلال والمريخ) ، في إطار الفهم القومي الراقي في التفاعل مع مثل هذه الأحداث الرياضية الهامة ، وتمارس علي أرض الواقع صورة وسياسة مغايرة هنا التناقض . نقبل حظ الهلال المتعثر في البطولات الأفريقية ، لأنها كرة قدم يلعب فيها الحظ دورا ، وسؤ إدارة المدرب دورا ، وأخطا اللاعبين دورا ، ولكن التبريرات التي تخرج بها علينا قناة الشروق الفضائية بعد إعلانها لنقل مباراة طرفها فريق الهلال السوداني لم تعد مقبولة ، بل أصبحت محفوظة ، فمعظم المتابعين للمراحل الاولي للبطولات خارج البث الحصري علي قناة الجزيرة الرياضية يلحظ أن مباريات الهلال تتعرض لعقبات في النقل ، وحتي التي يتم نقلها تمهد القناة للصعوبات أولا وكأني بها تنتظر ردود الأفعال من الإعلام والراي العام الهلالي لتحدد علي ضوئها النقل من عدمه وتابعنا كيف أن بعض المباريات تتوصل القناة إلي حل لتلفزتها في يوم المباراة . لذا فقدت القناة مصداقيتها بإعلانها المبكر عن بثها لمباريات الهلال في البطولات الافريقية مثل ما حدث في مباراة الفريق الأخيرة أمام سيو سبورت العاجي بالعاصمة أبيدجان ، لتظهر فجأة حكاية الرئيس اللبناني ورفض العاجيين رفع الشارة كما جاء في الخبر هنا (البامية ممكن تكون ياها وممكن تكون ماياها) ، بمعني حكاية الرئيس اللبناني قد تكون صحيحة ، ولكن السؤال الذي لم أجد له إجابة من هو مندوب قناة الشروق الذي قاد المفاوضات مع التلفزيون العاجي ؟ لأن الشروق عودتنا في كل مراحل بثها لمباريات أنديتنا القارية أن تبعث بمندوب مع مصور ، أو مصور فقط لتسجيل كواليس الأندية المشاركة . هذه المرة لم تفعل لاهذا ولاذاك . فكيف فاوضت التلفزيون العاجي؟ بعض الأحاديث الدائرة في الوسط الرياضي أكدت أن القناة أوكلت أمر التفاوض مع التلفزيون العاجي لعضو بعثة الهلال ومسؤول العلاقات العامة بالنادي حسن محمد صالح ، وأن القناة أوكلت هذه المهمة لعبدالباقي شيخ إدريس المنسق الإعلامي بنادي المريخ ، وقد تكون هذه الرواية صحيحة وقد لا تكون ولكن المؤكد أن القناة لم تكن جادة في بث مباراة الهلال وهو ليس بالشيء الجديد كما ذكرت لأن إختيار المندوب للتفاوض لم يكن دقيقا إذا إفترضنا أنه حسن محمد صالح كما جاء في التسريبات ، فهو أولا مسؤول العلاقات العامة بالنادي ( يعني تركيزه الاول والاخير مع تفاصيل تفاصيل البعثة التي رافها بصفة موظف ) وبالتالي إذا دققنا في وضعه الوظيفي سنجد أنه ليس متفرغا لمتابعة التفاوض حتي في ظل الاسباب التي اوردها التلفزيون العاجي ويمكن أن يكتفي بسؤال وإجابة ( عايزين ننقل المباراة؟ والله مافي طريقة ، ليه؟ الرئيس اللبناني جايينا زيارة) فالتفاوض كما نعلم يحتاج إلي نفس طويل وزمن للإقناع وتذليل العقبات وهو مالم يتوفر في حالة الهلال . عكس المريخ الذي توفر لمندوبه (عبدالباقي ) الزمن ساعده علي ذلك وصفه الوظيفي كمنسق إعلامي ، بجانب أشياء أخري منها أهمية مباراة المريخ للقناة علي أعلي مستوياتها رئيس مجلس الإدارة ( جمال الوالي) ، لذا من الطبيعي ألا تواجه مباريات المريخ عقبات في النقل . دليل آخر من أهلي شندي أنهم إتفقوا مع القناة علي 70 ألف دولار لنقل المباراة ولكن القناة تراجعت في آخر لحظة وقدمت عرض آخر 50 ألف دولار فرضفوا العرض وفضلوا بثها علي قناة الراعي الرسمي (قوون) ولو مجان .. هذا دليل آخر علي الكيفية التي تتعامل بها القناة مباريات الأندية الأخري عدا المريخ ، ومع الشروق لازم تغمض عينيك . hassan faroog [[email protected]]