دعوة النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه للحوار مع القوى السياسية حركت مؤشرات قادة المعارضة للتعاطي معها.. بالرغم من أن الهاتف الروحي في دواخل أي شخص منهم يدرك تماماً أن دعوات المؤتمر الوطني للحوار مع الآخر لا تخرج من إطار تكتيكاته لحظة المرور بأزمة (وقت الزنقة).. الوطني يريد أن يستريح قليلاً من عناء تصريحات المعارضة التي تثير أعصابه كيما يدير معركته الداخلية وأزمته الحزبية بشأن خليفة البشير، من الصعوبة بمكان أن يتنازل المؤتمر الوطني عن العرش، والملكية ورئاسة الجمهورية التي ظل يتمسك بها، وفي سبيلها يهون كل مرتخص وغالٍ، حتى الرغبة في التلاقي مع الآخر تموت روحها وتتبخر مع الهواء الساخن وتذهب إلى الصحراء الكبرى (الطبع يغلب التطبع).. من أجل أن تبقى الإنقاذ مستفردة بسلطتها تهزم المبادرات والأطروحات إن وجدت التعاطي من المعارضة.. (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ويظل الشك كبيراً في أن أهل الإنقاذ تغيروا، لو أن الطرح كان صادقاً في فتح صفحة جديدة ليعبر السودان المطبات السياسية بالوصول إلى توافق سياسي بين الفرقاء، لما طرحت هذه المبادرة على وسائل الإعلام بهذه البساطة، وفن السياسية يقول إن أي طرح يراد له المضي في هدفه المعلن تسبقه تحركات لطهي طبخة على نار هادئة لتستوي وتصل إلى مذاق جميل وسهل الهضم، ولكن ما حدث أن النائب الأول جدد الدعوة للحوار وهو أيضاً على يقين بأن بداية الطريق إلى التلاقي تنطلق من خطوات عملية تؤكد صدقية الطرح الذي تلوح به الحكومة من حين لآخر، وطه أيضاً يدرك أن قادة المعارضة ليسو (بغشيمين) إلى درجة التعاطي مع مسألة الحوار بدون أن تجد شروطهم طريقها إلى القبول في دوائر المؤتمر الوطني التي ليست على قلب رجل واحد في التعاطي مع القوى السياسية. قطعاً المعارضة اجترت تجاربها مع المؤتمر الوطني خاصة وأنه كثيراً ما اختلطت أوراقها بسبب تردده في دفع استحقاقات التلاقي السياسي.. وعليه كانت شروط حزب الأمة القومي للحوار حاضرة في دفتر الرد على طه، وكذلك حزب المؤتمر الشعبي حدد شروط، (الحكومة الانتقالية- لقاء في إطار قومي) مبادرة المؤتمر الوطني لن تجد من يتعاطى معها ما لم يبدأ في خطوات عملية تعيد ثقة الآخر في مبادراته، حتى لقاء طه – علي الحاج لن يغير في قناعة القوى السياسية بأن الوطني حزب مرواغ لا يحسن التعاطي مع المعارضة بصدق.. إذاً التلاقي مشروط، ودفع الاستحقاقات عظيم. الجريدة fatima gazali [[email protected]] ///////////////