كلام الناس يختتم اليوم مهرجان البقعة الدولي للمسرح الذي بدأ فعالياته في السابع والعشرين من مارس الماضي اليوم العالمي للمسرح بمشاركة دولية من أمريكا والجزائر ونيجيريا ومشاركة ولائية فاعلة. ظلَّ المسرحيون السودانيون يقبضون على جمرة المسرح وسط ظروف صعبة أثَّرَت تأثيراً سالباً على الحراك المسرحي، ولكنهم لم يُنَكِّسوا راية المسرح وهم يقدِّمون أعمالهم المسرحية عبر المنافذ المتاحة في العاصمة وفي الولايات. صحيح أن دور المسرح القومي تَرَاجع لأسبابٍ معلومة، ليس للمسرحين يد فيها، ولكن الحراك المسرحى الأهلي لم يتوقف، وأثمر حركة مسرحية فاعلة ومؤثرة، ويعتبر مسرح البقعة أحد أركانها المهمة. فاتتنا الإشادة بالإضافة المقدرة للحراك المسرحي بافتتاح مركز مهدي للفنون بالخرطوم، الذي سبق انطلاقة مهرجان البقعة الدولي للمسرح، والذي ضخ دماءً جديدةً في الحركة المسرحية من الشباب ومن الولايات. لا يمكن بالطبع استعراض فعاليات مهرجان البقعة في هذه المساحة، لكننا نتوقف، بلا انتقائية مقصودة، إلى ما تمَّ عرضه السبت الماضي بالمسرح القومي بأمدرمان؛ حيث تم عرض مسرحية سريالية (حَدّ الشوف)، ومسرحية (في أيام الخوف الحنجرة الخرساء تموت) من انتاج مركز بشيش للفنون الأدائية بولاية شمال كردفان. المسرحيتان نالتا إعجاب الحضور؛ فالأولى، بكل رمزيتها، جذبت انتباه الجمهور بجرأة التناول الدرامي وأداء الممثلين هشام صلاح وبرعى تاج الدين ومناهل محمد ثورين، وقد استطاع مؤلفها أسامة إسماعيل ومخرجها خالد طه الدرديري توصيل رسالتها للمشاهد "حد الشوف". المسرحية الثانية التي أهداها مركز بشيش للفنون الأدائية بشمال كردفان إلى روح الدكتور عبد العزيز مختار دهب "رجب" عالجت موضوعاً مستمداً من واقع الحياة السياسية والاجتماعية والإقتصادية، استطاع مؤلفها تقديم رؤيته لبعض نماذج وأنماط الممارسات السالبة في كل مناحي حياتنا على كل الأصعدة؛ من عنف وتضليل وسوء استغلال، فكانت المسرحية رسالة معبرة عن أشواق الناس للتغييير الإيجابي. التحية لمؤلفها ومخرجها معمر القذافي محي الدين عبد الحليم، وللمبدعين الذين أثروا المسرحية بأشعارهم وهم: عالم عباس ومعمر القذافي محي الدين ومحمد سالم حميد وعاطف خيري وفضيلي جماع. التحية موصولة لمنصور محمد نصر، ولوضاح عبد الله بدوي وياسر عبد ربه ومحمود آدم السنوسي "زوبعة" وزهرة يعقوب وللممثلين وفاء عبد اللطيف معلا وسامر جمعة محمد والصادق أحمد بابكر وعبير محمد المكي وعبد الله حماد محمد وطارق عبد الكريم عمر. التحية من قبل لكل المسرحيين، الرواد منهم والشباب، الذين رحلوا عن الدنيا والذين مازالو يحملون هم المسرح في دواخلهم، والتحية للأب الروحي لمهرجان البقعة المسرحي الكبير علي مهدي، ولكوكبة المبدعين الذين أسهموا في إنجاح مهرجان البقعة الدولي للمسرح.
