في القاهرة كانت شقتها الضيقة دارة السودان، تسع رهطا من الضيوف الجدد والدائمين فتتسم بالشسوع في شقتها كان كرم النزل متاحا لصويحباتها، وندماء صلاح، وأصحاب أصحاب صلاح حتى ندخل خلية بني فكي، شدرة السنديان نحن الجوعى النازحون من غرف الأشباح إلى فقر الرصيف الهاربون من ود البكري إلى قبة البكري الباحثون عن النصر إلى مدينة نصر، الخارجون من هجير الشمس إلى عين شمس أبناء الأزقة والحارات إلى الزقايق ندخل الشقة نحن أبناء سبيل نهاية التسعينات ومعنا "ناس صوصل، غدير، علي تروس، إبراهيم سلوم، أبنعوف، قصي، كومي، وبت المنصوري" ولكن يا للهول.. فالشاعر قد سبقنا إلى بيت النمل والتهم كل كسرة البنية السيسبان وزاد عثمان بشرى بأن شرب ملاح الشرموط الطاعم كما لو أنه يحتسي "النشا" ولا ينسى عثمان أن يمسح يديه حتى رسغيه ووجهه كما لو أنه في نصف وضوء ثم يرفع يديه مع رأسه للسماء شاكرا، حامدا لمذاق الملاح الأمدرمان ومع ذلك بابتسامتها تنهض بني فكي الورقاء فتعوض ناس صوصل ومن أتوا بعدهم بملاح ورق مجهبز بشمار أخضر طازج بركات دعاء عثمان الصوفي هي التي ترش الآن قبر نجوى بماء النرجس فيعبق نزلها عند الصديقين والشهداء، نجوى بني فكي: لعلك الآن تواصلين ضحكتك المجلجلة مع الملائكة هناك وتحدثينهم عن عفو خاطرك النسيم، وحبك لأهل بلادك المقيمين والمشردين. لعلك تقولين لهم إنك قهرت الموت بثقتك حتى آخر ساعات المرض حين انصرف المئات الذين واروا ثراك غلبت الدمعات كثيرين، تسمرت أرجلنا دون المغادرة، ولكن تركناك، أخيرا، هناك وحيدة، ما عرفنا أن أنس مجلسك الجديد محفوف بالذين غادروا قبلك وانتظروا حضورك بعد شوق روي فها أنت هناك معهم تستأنفين فرحهم باللقاء ما أجمل حضور بني فكي.. البهي..الحلو.. ما أنبل أغلبية شخصيتك المرحة التي هزمت الموت المبرمج بالضحك والهذر، وقبل ذلك الصبر المخيف وداعا بني فكي وداعا بني زول وداعا أم الخريف أو أم الناس صلاح شعيب 21 مايو 2013 salah shuaib [[email protected]]