zoheir [[email protected]] * مرة ثالثة أعود لأزمة (الطالب والطالبة) اللذين فصلتهما جامعة الخرطوم بتهمة وحيثيات ضعيفة جدا ومجلس محاسبة لم تتوفر فيه مبادئ العدالة والأركان القانونية المنصوص عليها فى قانون الجامعة ولائحة السلوك الطلابى وكل الادبيات القانونية الاخرى، مما حدا بالعضو الذى يمثل الجانب القانونى فى المجلس وهو أحد أساتذة القانون بالجامعة للانسحاب منه ومطالبته لبقية أعضاء المجلس بتضمين رأيه فى التقرير النهائى، إلا أنهم رفضوا بدون أى وجه قانونى ورفعوا التقرير لادارة الجامعة التى استندت عليه فى اتخاذ قرار الفصل بدون أن تكلف نفسها مشقة السؤال عن عدم وجود توقيع العضو المنسحب واستاذ القانون المحترم الذى يعتبر أهم أعضاء المجلس لأنه يمثل الجانب القانونى ولديه خبرة بالقانون والاجراءات القانونية السليمة !! * تخيلوا .. أهم عضو فى مجلس المحاسبة ينسحب من المجلس بسبب أخطاء فادحة فى الاجراءات، ثم لا تعير الجامعة أدنى اهتمام لهذا الانسحاب وتتخذ قرار الفصل بدون مراعاة لآرائه وهو الذى يمثل القانون فى المجلس و أحد أساتذة القانون الذى يقوم بتدريس القانون بكلية القانون ويتخرج المئات على يديه كل عام !! هل هنالك استهانة بالقانون وبأساتذة القانون أكثر من هذا، وإذا كانت جامعة الخرطوم هذا الصرح الاكاديمى العريق، تستهين بالقانون فمن سيحترم القانون اساتذة وممثلى القانون ؟! * ليس ذلك فقط، بل إن التهمة التى فصل بسببها الطالبان اللذان يخطوان خطواتهما النهائية فى الجامعة، وأحدهما فى عامه الدراسى الأخير، تتطلب الحذر الشديد فى التعامل معها وتوخى أقصى درجات العدالة وتوفير كافة فرص الدفاع للمتهمين لانها تمس ( الشرف والعرض)، وفى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الكثير من التحذيرات والتعليمات والتعاليم للتعامل مع مثل هذه الاتهامات حتى لا تصبح أعراض الناس محل شبهة وتتفشى البغضاء والكراهية والفساد فى المجتمع، فكيف تعتمد الجامعة على أقوال شخص واحد فقط لم ير الطالبين فى مكان مشبوه، بل رآهما يجلسان داخل مكتبة الجامعة الرئيسية وعلى مدى رؤية مناسب من الطلاب الاخرين، فكيف يجوز اتهامهما بهذه التهمة الخطيرة التى ( تمس الشرف)، بالاضافة الى وجود خصومة سابقة بينهما وبين من اتهمهما وهى شبهة كافية تدرأ عنهما العقوبة !! * ولكن الجامعة تتجاهل كل ذلك وتصدر عقوبة الفصل، التى لا تعنى تدمير مستقبل الطالبين فقط، بل ما هوأخطر من ذلك وهو( الطعن فى الشرف)، ثم تسكت عن الرد على ما كتب هنا والعرائض الكثيرة التى رفعها الطالبان والعديد من زملائهما للمطالبة بإعادة المحاسبة، مستغلة غياب اتحاد الطلاب، وكل ما فتح الله به عليها هو مكالمة هاتفية من أحد قادتها الكبار يستنكر فيها دفاعنا عن الحق ويطالبنا بعدم إثارة الموضوع، وتقديرا منا لمطلبه فإننا نعيد فتح الموضوع مرة أخرى، ولن نسكت عنه باذن الله مادام فى قلبنا نبض وفى قلمنا مداد !! [email protected] جريدة السودانى، 5 سبتمبر، 2009