لم يعد حسم بوائق المحكمة الجنائية وإماطة أذاها أمرا عارم المشقة، بالأمس جاءت الاعترافات كهدير المحيط قوية هائلة.. مجموعة من أبناء دارفور في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا وأفريقيا و من داخل المعسكرات خيث المجموعة الوطنية لتصحيح مسار أزمة دارفور، هؤلاء اعترفوا بأنهم كانوا يقومون بتلفيق الأحداث والارقام فى اعدد الضحايا بدعم وتحريض من منظمات دولية لتجريم السودان أمام المحكمة الجنائية ومدها بمعلومات ملفقة ومزورة.. لآشك أن الأيام أثبتت أن السودان قادر على خوض الإعصار والرسو في آخر الأمر على شاطئ الحقيقة السعيد.. إن ظلام العالم كله عاجز عن إطفاء شمعة واحدة توقد في دارفور. لا أعتقد أن أوكامبو الرجل الذي اتخذ من القضاء والعدالة مهنة يتوارى خجلا لأنه أنتزع من دواخله منذ زمن ليس بالقصير كل ما يشير إلى امتلاكه ضميرا حيا.. فالهوان الذي يتوالى عليه يوما بعد يوم بسبب موقفه الظالم والمتحامل على السودان لن يؤلمه أو يؤثر فيه فالجرح الذي أصاب مهنيته غدا جرحا ميتا وما لجرح بميت إيلام. الأمر بالتأكيد لا يتعلق بشخص نكرة مثل أوكامبو الذي ارتضى بيع شرفه المهني، ولكن يتعلق بمؤسسات تدعي العدالة وتتسمى بمسمى (الدولية) وبمنظومة الدول التي تسخرها لصالحها.. العالم الحر اليوم أمام تحد لمواجهة الاستخدام السياسي لهذه المنظمات بل التحدي الأكبر تعديل الآلية التي يتم بها اتخاذ القرارات في مجلس الأمن الذي هو في واقع الأمر مجلس الظلم الدولي. رئيس المجموعة سليمان احمد حامد دفع بجملة من الاعترافات خلال مؤتمر صحفي دعت له مجموعته قال علنا وصراحة: (لقد ساهمت مجموعتنا فى تضخيم المشكلة بسبب خلافنا مع الحكومة) واكد يقين المجموعة الآن بخطأ فعلتهم.. لعل الآن الحكومة في أحسن موقف فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية، ولم يتأت ذلك لو لا حجية موقفها وثباتها على ذلك الموقف دون تزحزح أو رضوخ للخيارات الانهزامية وهذا يجب أن يكون تأكيدا على استمرارية المواقف الصلبة دون تردد. Yasir Mahgoub [[email protected]]