* كتبنا وكتب غيرنا مئات المرات عن ظاهرة انقطاع المياه عن بعض أحياء الخرطوم وفي كل مرة نسمع أعذاراً ومبررات مملّة وممجوجة، أضيف لها هذا العام الإجراءات البنكية المعقدة في الحصول على الدولار. * قال الفريق الرشيد فقيري وزير التخطيط والبني التحتية: إن القطوعات وشحّ المياه في بعض مناطق الخرطوم في الأيام الماضية ناتج من العكورة المفاجئة التي طرأت على مياه النيل!!. * لم يكتف فقيري بذلك وإنما بشرنا أيضاً بأنه سيكون هناك انخفاض في كمية المياه المنتجة العام الحالي بسبب هذه العكورة وشكا من الإجراءات البنكية المعقدة في الحصول على الدولار. * نقول هذا ومازال المواطنون يعانون في مناطق كثيرة من الخرطوم من شح المياه وانقطاعها تماماً لفترات طويلة الأمر الذي دفعهم للخروج في تظاهرات احتجاجية وهم يحملون الجركانات الفارغة ويستعملونها كأدوات تنبيه، ويرددون هتافات مطالبة بالماء. * حسب تصريحات رسمية فإن هناك حوالي 8 آلاف بلاغ بشأن انقطاع الإمداد المائي من مناطقهم، يحدث هذا في شهر رمضان المبارك حيث تزداد حاجة المواطنين للمياه، خاصة بعد الإفطار، إضافة لحاجتهم لها في نهار رمضان للرش لترطيب الجو خاصة في المناطق الطرفية. * إننا نساند الجمعية السودانية لحماية المستهلك التي قالت إن خدمة المياه خط أحمر، ونتفق مع ما قاله الدكتور ياسر ميرغني عبدالرحمن، الأمين العام للجمعية من أن المواطن الذي يدفع ثمن خدمة الإمداد المائي مقدماً بعد أن ربطت فاتورة المياه بفاتورة الكهرباء لابد أن تتوفر له هذه الخدمة. * أمر مؤسف أن تتكرر ظاهرة شح المياه وانقطاعها عن الأحياء السكنية لساعات طوال كل عام دون أن تتم حلول جذرية، ليس فقط لتوفير المياه للمواطنين وإنما لضمان كونها مياه صالحة للشرب، خاصة بعد حدوث حالات نزلات معوية في ذات المناطق الطرفية التي تعاني من شح المياه. * نعم...المياه خط أحمر ولابد من معالجة جذرية. *رمضان كريم. نورالدين مدنى [[email protected]]