وقفت مجموعة دارفوريّة جديدة فى فندق هيلتون باديس ابابا لتعلن فى مؤتمر صحفى أمام أعين الصحفييّن وأعين الكاميرات توبتها عن خطايا ارتكبتها بالمشاركة مع الحركات ومنظّمات (الاغاثة)... ومنحت نفسها اسما يتناسب مع هذه التوبة: المجموعة الوطنيّة لتصحيح مسار أزمة دارفور! أفاضت المجموعة فى شرح عمليات جمع البيانات الملفقة... فأبانت كيف كانت تؤخذ الأقوال من أفواه النساء, وبعد الترجمة ينفخ فى تلك الكلمات والافادات نفخا لتتشكّل فى شكل جرائم حرب... وبعض تلك الافادات كان من النوع (الثقيل) الذى ذهب الى الحقيبة المثقوبة لمدّعى المحكمة الجنائيّة الدوليّة! ما قالته عناصر المجموعة لم يكن مدهشا ولا صادما للأكثريّة الوطنيّة... فقد كانوا مدركين بأنّ غسيل دارفور القذر المنشور على الحبال الدوليّة ليس بهذا القدر من القذارة... لكن بعض ابنائها النفعيّين هم الذين اختطفوا شهادات الزور والأقوال الملفقة من نساء وأطفال المعسكرات بالمجان وذهبوا يبيعونها فى حوانيت العلاقات الدوليّة وأزقّة سوق السياسة الدوليّة السوداء! لم يصدق معظم الجمهور السودانى الكريم انّ ما حدث بدارفور على الأرض مساويا للصورة المكبّرة التى ملأت الشاشات الدوليّة... لكنهم كانوا لا يعرفون مصدر هذه الكاميرا المكبّرة, فكانوا يلصقونها فى الدوائر الصهيونية... لكن هذه المجموعة الوطنية منحت الدليل القاطع بأنّ هذه الكاميرا المكبرة هى (بالتعاون) مع بعض ابناء دارفور! الذين عاصروا حرب الجنوب منذ اندلاعها يرون أنّ قضية دارفور نالت حظا اكثر ممّا تستحق... فحرب الجنوب كانت أكثر فداحة على مستوى الخسائر فى الأرواح والعتاد والتشوّهات الوطنيّة... لكن الكاميرا المكبّرة الرابضة على أرض دارفور هى التى قلبت الصورة! مرحبا بالمجموعة الوطنية لتصحيح مسار أزمة دارفور فى المركبة الوطنيّة المقلعة عن المتاجرة بالأزمة... ومرحبا بتوبتها... فباب التوبة مفتوح لا يجرؤ أحد على اغلاقه... آملين ألّا تكون هذه التوبة مدفوعة الثمن... فيكون القبض فى الحالتين... فى حالة التمرّد وحالة العودة... ينال المتمرد مكافآتين: واحدة عند رفعه السلاح والثانية عند خفضه... فى هذه الحالة لن ينازعهم أحد فى انّها توبة وأوبة... لكنّها توبة سياسيّة غير نصوح!!